مولّد كهربائي صغير “وفعله كبير” ويشكّل فرصة للنجاة كهربائيًّا


أخبار بارزة, خاص 18 آب, 2022

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

“أيّ ماء متدفق فيه طاقة، ولطالما شعرت أنّه من المؤسف ألّا نستغلّ مواردنا المائية، التي يذهب معظمها هدراً، من هنا جئت بفكرة للاستفادة من طاقة طبيعية غير مستغلّة بالشكل المطلوب، كما يفعل العديد من البلدان العربية والأوروبية بشكل صديق للبيئة، وفعّال في إنتاج الطاقة الكهربائية”.
من فكرة التوربين المائي القائم على شلّالات أحد الأنهار اللبنانية استمدّ الشابان الجامعيان ابتكارهما مولّداً كهربائيًّا ويشرح رائد عبد القادر حمود (يحمل ليسانس في هندسة ميكاترونكس من جامعة البلمند) في حديث لـ “هنا لبنان”: “مشروعنا عبارة عن قطعة صغيرة محمولة حاليًّا، تولّد الكهرباء من بطارية متّصلة بها، وتعتمد أساساً على الطاقة المتجدّدة، أي العوامل الطبيعية (شمس، هواء، رياح، أو تدفق المياه) وفي لبنان تعد الطاقة الكهرومائية أكبر طاقة متجدّدة غير مستثمرة”.

أما عن جهوزية الابتكار فيؤكّد شريكه عمر وليد عبد القادر (يحمل ليسانس هندسة اتّصالات من الجامعة نفسها) “إنّنا والمشروع جاهزون من كل النواحي وقد قمنا بتركيب شكلٍ مصغّر له، وكان ناجحاً ولم نواجه مشاكل خلال فترة التجارب”.

ويكشف الشابان العكاريان أنهما سيقومان بتركيب حوالي ٤٠ “شكل مصغر” من مشروعهم قريباً، للاستفادة منه، وخصوصاً لعشّاق التخييم والصيد والشواء في الكثير من المناطق المتاخمة لضفاف الأنهار، أو في الجبال أو الغابات، حيث لا مصادر كهرباء تقليدية وهو يشبه الـ power bank الخاص بالهواتف المحمولة، “سنرى ردّود الفعل والآراء أوّلاً، ثم سنقوم بإدخال التعديلات الضرورية عليه في سبيل تحسين أدائه وإنتاجيته وحتى في وزنه وشكله إن تطلب الأمر” يقول عبد القادر.

وبرأيه “لم تشكّل السّوق اللبنانية سوقاً كافيةً لتوفير القطع المطلوبة للمشروع، ما دفعنا إلى اللجوء إلى الصين لشراء ما نحتاجه، ونحن سننتظر ملاحظات المستخدمين ونتقبلها بصدور رحبة لنعمل على معالجة الثغرات إن وُجدت ومن ثمّ نعود لطرحه في الأسواق”.

في مقارنة سريعة وعلمية بين هذا المشروع وبين وحدات الطاقة الشمسية التي تشهد إقبالاً لافتاً من قبل اللبنانيين اليوم للحصول على الكهرباء، يتبين أن هذا الابتكار يطيح عمليًّا -في حال تمّ تطويره لأحجام أكبر وبمواصفات أعلى – بفكرة الألواح لعدّة أسباب يوردها حمود “الطاقة الشمسية مرتبطة بأحوال الطقس الطبيعية فعندما يكون الطّقس غائماً أو ماطراً سنشهد انخفاضاً في معدل الطاقة المنتجة من الألواح، وكذلك فإن هذه الألواح لا تنتج الكهرباء في الليل، ويكون الاعتماد على الطاقة المخزنة في البطاريات، إضافة إلى أنّ البيت الواحد يحتاج إلى 2 – 4 ألواح للحصول على 5 أمبير”.

أما في ما يتعلق بهذا الابتكار الصغير الحجم فهو يعتمد على تدفّق المياه في الأنهار الذي لا يتوقف صيفاً ولا شتاءً، ولا ليلاً ولا نهاراً، ما يعني أنّ الطاقة الكهرومائية تستمرّ على الأنهار دون توقّف، ويضيف حمود “في فصل الصيف ستساعد السدود على تسريع تدفق المياه وتحريك المحركات التوربينية بالسرعة المطلوبة لتوليد الطاقة التي نحن بحاجة إليها، وفي فصل الشتاء سيكون تدفق المياه قويًّا ما يمكّننا من إنتاج الكهرباء اللازمة”.

وبالعودة إلى عبد القادر نجده يبدي استعداد الفريق لتطوير هذا المشروع وتحديثه باستمرار، مشدّداً على أنّ لبنان غنيٌّ بالموارد المائية، وبإمكاننا الاستفادة منها وبناء عدة محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية وبمعدل جيد يصل إلى 10 ساعات كهرباء يوميًّا لمدينة لبنانية.

لكنّ هذا الكلام دونه عوائق كما يحصل مع معظم الابتكارات الشبابية في لبنان، “فعندما يتمّ تمويله بشكلٍ كافٍ، يُمكننا بناء عدّة سدود لتساعد في تقوية تدفق المياه، وبالتالي إنتاج طاقة أكبر، وهناك دراسة تفصيلية عن نوع المحرك التوربيني الذي نحتاجه لهذا المشروع، بالإضافة إلى إنجازنا العمليات الحسابية اللازمة لإنجاحه” يرى عبد القادر.

ويبدو أنّ حمود وعبد القادر متمسّكان بالبقاء في لبنان حتى الرمق الأخير من عمر كلٍّ منهما، حيث ينفي حمود أيّ نيّة بالسّفر خارج وطنه “لا نفكّر أبداً بالسفر، لتنفيذ مشروعنا في الخارج، حتى لو قام أحد بتمويله، فعندما باشرنا به كان هدفنا مصلحة وطننا وراحة أهله، وليس الاستفادة المادية منه، وسنبقى متمسّكين بمبادئنا ورؤيتنا هذه”.

ليبقى السؤال هل سنشهد – وبشكل غير مألوف – تمويلاً وموافقة من الدولة كبابٍ رئيسيٍ يسلكه الشابان الطموحان للبدء بتحضير المستلزمات اللازمة وبناء السدود المطلوبة؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us