لأننا شعب يرفض اليأس… إليكم أساليب غير مكلفة للتسلية والترفيه وسْط الضغط النفسي الذي نعيشه!


أخبار بارزة, خاص 23 أيلول, 2022

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

من المستحيل أن ينكسر اللبناني! فمهما اشتدّت المآسي علينا، سنبقى الشعب الذي لا يستسلم بسرعة. من العتمة نخلق نوراً ومن الصعاب نخلق الفرح! نعم، ففي عزّ هذه الأزمة الاقتصادية التي طالت أيامها، حُرم اللبناني من العديد من وسائل التسلية والترفيه التي كان يقوم بها مع العائلة والأصحاب، بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الدولار الجنوني. وأمام مستلزمات الحياة اليومية، من مأكل ومشرب وطبابة، أصبح هناك أولويات في الحياة، من الضروري توفير المال لتأمينها بدل صرفه على الكماليات مثل الترفيه والتسلية. فكيف إذاً استمرّ اللبنانيون بـ “بسط” أنفسهم وعدم التخلّي عن حقّهم في “فشّة الخلق” في ظلّ هذا الضغط الذي نعيشه يومياً؟

بين ما قبل الأزمة وما بعدها… تغيّرت وسائل الترفيه عند اللبنانيين!

في حديث لموقع “هنا لبنان” مع عدد من المواطنين اللبنانيين، قالت سارة: ” قبل 2019، كنا ننتظر فصل الصيف للاستمتاع بحرّه وبحره عبر السفر إلى بلدان أخرى كتركيا واليونان وقبرص وجورجيا… لتمضية أسبوع على الأقلّ والتعرف على مناطق جديدة وممارسة نشاطات مائية أو سياحية بحسب كلّ بلد. كان متوسّط تكلفة السفر مثلاً على إحدى مدن تركيا على سبيل المثال مارماريس، أو أنطاليا أو بودروم، بين تذكرة السفر، وتكاليف الفندق والطعام والنشاطات والتبضّع بين 600$ و800$ للشخص الواحد… أما اليوم، فأصبح من الصعب جداً ادّخار هذا المبلغ بهدف السفر والترفيه، نظراً لأن أغلب مداخيلنا نقبضها بالليرة اللبنانية وليس بالفريش دولار!”

أما في الشتاء فتقول كارن، أنّها اعتادت سنوياً على السفر لتمضية ليلة رأس السنة في إحدى البلدان الأوروبية والاحتفال بحلول العام الجديد في عطلة الشتاء وأضافت: “للأسف هذه الامتيازات لم تعد موجودة منذ بدء الأزمة الاقتصادية، وأصبحت مجرّد ذكريات عشناها في السابق!”.

أمّا جورج، وهو أب لعائلة لبنانية، فأخبر “هنا لبنان” أنه لطالما خصّص أسبوعاً في فصل الصيف لقضاء عطلة في أحد المنتجعات السياحية في منطقة جونية أو البترون مع العائلة والأصحاب. لكن هذا الصيف، تخلّى جورج عن هذه العادة بسبب غلاء أسعار المنتجعات ومطالبتها بالفريش دولار. الأمر نفسه ينطبق على سامر، الذي اعتاد على استئجار شاليه موسمية لفترة ثلاثة أشهر في الصيف، والحصول على الراحة فيها بالقرب من البحر. إلّا أنه صُدم عندما علم أن إيجار الشاليه في البترون لمدة شهر يبلغ 1000$ فريش!

الملفت أن من كان لا يستطيع استئجار شاليه موسمية أو زيارة أحد المنتجعات السياحية، كان يأخذ نصيبه من الترفيه عبر لقاء الأصحاب أو العائلة في أحد المطاعم بشكل أسبوعي، وتمضية ليلة ممتعة والاستمتاع بعشاء لذيذ! أو مثلاً تناول الغداء يوم الأحد في إحدى المدن أو القرى اللبنانية وتناول الغداء في المطاعم المعروفة في تلك المناطق وقضاء يوم ممتع!

أساليب جديدة للترفيه!

“زمان أوّل تحوّل”، لكن بما أننا شعب يرفض الرضوخ والاستسلام، وجد اللبنانيون أساليب جديدة للاستمتاع بأوقات فراغهم، مطبقّين المثل القائل “على قد بساطك مد إجريك”. لذا إليكم قائمة بأبرز النشاطات التي يمكن ممارستها مع العائلة والأصحاب بتكلفة مقبولة:

– يقولون “بين تشرين وتشرين صيف تاني” لذا لا تترددوا في التخطيط لِـ picnic في الطبيعة، سواء في إحدى القرى اللبنانية الجبلية، أو على ضفاف أحد الأنهر (نهر ابراهيم، بعقلين…). كلّما كثر عدد المشاركين في هذه النزهة، كلّما انخفضت الكلفة على الشخص. وبالتالي يتم تقسيم مجموع الكلفة بين مأكل ومشرب على المشاركين، وفي الوقت نفسه التمتع بيوم مميز في طبيعة لبنان الخلّابة!

– فكرة أخرى يمكن تطبيقها بكل سهولة، وهي استئجار “بوسطة” أو باص أصغر بحسب عدد الأشخاص، والذهاب في رحلة جماعية بعد اختيار وجهة سياحية لزيارتها وتمضية النهار فيها، كأحد المعالم الدينية، أو المحميات أو الأماكن الأثرية كقلعة بعلبك وغيرها… ويتم تقسيم كلفة النقل على المجموعة كلها!

– عدد ملحوظ من اللبنانيين، وخاصة الفئة الشابة، يتوجهون لاستئجار bungalow ليوم كامل في إحدى المناطق اللبنانية، وتقسيم التكلفة على عدد المشاركين، مع تأمين المأكل والمشرب، وبالطبع ستكون الكلفة أقل من كلفة المنتجعات السياحية الضخمة.

– مما لا شك فيه أن الجلسة الجميلة بأناسها، وليس بالمكان الذي تتواجدون فيه! لذا يفضّل بعض اللبنانيين البقاء في المنزل ودعوة أصدقائهم على جلسة لعب ورق، أو حتى تحدّي “الطاولة” حيث تعلو صيحات ابتهاج الرابحين! أما البعض الآخر فيفضلون ألعاب board games…

مهما اختلفت وتنوّعت طرق الترفيه التي تختارونها، إلا أنها ستبقى المنفذ الأساسي لقدرتكم على الاستمرار وسط كل هذه الظروف الصعبة التي نمر فيها!

لهذه الأسباب الترفيه مهم لصحتكم النفسية!

في مقابلة لموقع “هنا لبنان” مع الأخصائية النفسية لين خوري، أثنت على ضرورة أن يحظى كل إنسان بوقت معيّن من أسبوعه، يحظى خلاله بأوقات مرحة، تزيل عبء ضغط العمل والدولار والسياسة. وفي هذا السياق، شرحت خوري عن أهمية الترفيه على الصحة النفسية، مختصرة إياها بالفوائد الآتية:

1- الترفيه يساعدكم على الشعور بالسعادة، عبر الحد من التوتر والحزن، وتحفيز الدماغ على إفراز هرمون السعادة السيروتونين. الترفيه يمكن أن يكون على شكل أنشطة خارجية، مثل التنزّه في الطبيعة، أو ممارسة التمارين الرياضية… كلّها تساعد الإنسان على الابتعاد عن همومه ومشاكله وإشعاره براحة نفسية كبيرة.

2- الترفيه يساعدكم على التحكّم بانفعالاتكم وعصبيّتكم حتى في أكثر المواقف صعوبة. فالترفيه بعد يوم متعب وطويل، يحسّن المزاج ويخفّف التعب، ويمنع تراكمه وتحوّله إلى اكتئاب.

3- الترفيه يجعلكم تستمتعون بالنواحي الإيجابية من حياتكم، وكأنه مكافأة بعد تعبكم. كذلك، يعزّز ثقتكم بنفسكم.

4- بعض الأنشطة الترفيهية تساعدكم على التعرّف على أشخاص جدد، وبالتالي توسيع شبكة علاقاتكم الاجتماعية، عبر بناء صداقات جديدة وقويّة، تكون سنداً لكم في الأوقات الصعبة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us