المعارضة قالت كلمتها في جلسة الانتخاب الأولى وأصوات معوض قارعت الأصوات البيضاء


أخبار بارزة, خاص 29 أيلول, 2022

كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:

كما كان مرجحاً لم تفض الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية إلى أي نتيجة، لكنها عززت التأكيد أن المناخ المرافق لهذا الاستحقاق لم ينضج بعد وأن مختلف الكتل النيابية لا تزال بحاجة إلى إعادة حساباتها أو دراسة خياراتها بجدية في المرحلة المقبلة.

ومما لا شك فيه أن الأصوات التي نالها رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض في هذه الجلسة أظهرت أنها ليست مجرد أرقام، إنما هي دلالة على أن المعارضة حاضرة وفي مقدورها أن تحدث الفرق بغض النظر عن عدم تمكن بعض مكوناتها النيابية من التوحد.

وليس مبالغاً القول أن الأصوات النيابية الـ ٣٦ التي صبت لمصلحة معوض قارعت الأوراق البيضاء الـ ٦٣.

وإن دلت هذه الأوراق البيضاء على نيات معينة في التعطيل أو للتحضير لسيناريو ما، فليس مستبعداً أن تتجه الأصوات النيابية الأخرى، إلى تبديل رأيها في وقت لاحق إلا إذا أرادت من خلال ما قامت به تسجيل موقف أو إيصال رسالة محددة.

وتقول أوساط مراقبة لموقع “هنا لبنان” أن الجلسة التي أمنت النصاب في الدورة الأولى وطير بعض نواب كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير وآخرين نصابها في الدورة الثانية، سارت بشكل طبيعي وخلت من أي صدام نيابي كما أنها أسست للجلسات المقبلة والتي ربط رئيس مجلس النواب نبيه بري قيامها بالتوافق، مشيرة إلى أن معظم النواب ينصرفون إلى تقييم ما جرى بعدما ثبت بالدليل أن ما من أكثرية معينة في مجلس النواب.

وتؤكد أن الكتل المعارضة قالت كلمتها في التصويت لمصلحة النائب معوض وليس صحيحاً ما يحكى أن هذه الكتل قد تتجه في وقت ما إلى تبديل توجهاتها، مشيرة إلى أن الكلام الذي أطلقه النائب معوض من البرلمان هو برنامج عمل شامل لمرشح رئاسي يسعى إلى تكريس دولة القانون والطائف ويعمل إلى إعادة ربط لبنان بالعالم العربي والوقوف بوجه سلاح خارج شرعية الدولة اللبنانية.

وتفيد الأوساط نفسها أنه في مقابل تنسيق بعض الكتل مع بعضها البعض بشكل كامل وظهورها موحدة في الرأي، لم يتمكن عدد من النواب من تقريب وجهات النظر في ما بينهم ولذلك ضاعت الأصوات.

وتلفت إلى أن معوض أكد مد يده لقوى المعارضة وأن هذه الدعوة من شأنها أن تدفع إلى التفكير مجدداً بالخيار المقبل وترى أن باقي الكتل المنضوية تحت لواء الثامن من آذار لم تفصح عن توجهها الجدي ما يعني أن ثمة أمراً تعمل عليه يخشى أن يكون ضرب الاستحقاق الرئاسي حتى وإن كانت تصريحات نوابها تشير إلى تمسكهم بالتوافق، موضحة أن ثمة اتصالات ستشق طريقها في الأيام والأسابيع المقبلة تحضيراً للدورات الانتخابية الأخرى.

إلى ذلك، يقول عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج لموقع “هنا لبنان” أن ما حققته الجلسة كان مهماً في الشكل لجهة عدم تطيير النصاب وإن كتلة الجمهورية القوية سبق لها أن أكدت أن الانتخابات الرئاسية هي معركة يفترض التحضير لها بكثير من الجدية والجهوزية، متمنياً أن تتكلل المساعي حول توحيد المعارضة بالنجاح.

ويؤكد النائب الحاج أن الجلسة كانت تأسيسية وأنه تم جمع أكبر عدد من المعارضين، ويلفت إلى أن الرقم الذي ناله معوض يعول عليه، مشيراً إلى أنه في حال توحدت المعارضة فستكون قادرة على فرض رئيس سيادي إنقاذي يفتح الطريق أمام تعافي لبنان سياسياً واقتصادياً.

ويقول أن الرسالة التي ظهرت في جلسة الانتخاب تؤكد أن هناك من قارب الاستحقاق بجدية وأن هناك من ينتظر التسويات وإن هناك من يؤسس لمرحلة الفراغ.

وهكذا في اعتقاد كثيرين بدت الجلسة وكأنها تمهيدية للجلسات المقبلة، لكنها أظهرت أن النائب معوض كسر نمط الترشيح التقليدي بالتزامه مبادىء ثابتة تتوافق عليها المعارضة، أما تحديد موعد الجلسات الانتخابية المقبلة فهو حتماً بيد رئيس مجلس النواب كما قال بنفسه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us