فرنسا تحمل لبنان إلى قمة إسبانيا وتؤكد أن الدعوة لانتخاب الرئيس خطوة مهمة على طريق إنقاذ لبنان


أخبار بارزة, خاص 29 أيلول, 2022

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

لا يغيب اسم لبنان عن أي قمة عالمية أو إجتماع أو لقاء أو بيان، فهذا البلد الصغير بمساحته والغني بشعبه وثقافته يجد دوماً يد المساعدة في اللحظات المصيرية التي يمر بها، وفيما الضغط الغربي مستمر بإتجاه لبنان ها هو الملف اللبناني الذي كان حاضراً في نيويورك خلال الإجتماع الفرنسي- الأميركي – السعودي، سيكون حاضراً أمام المشاركين في قمة دول جنوب الاتحاد الأوروبي التي ستعقد في إسبانيا نهار الجمعة من خلال كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحسب ما أكد مصدر رئاسي فرنسي.

الإتحاد الأوروبي الذي يولي بدوره لبنان أهمية كبرى يؤكد بإستمرار على بذل ما بوسعه لتلبية إحتياجات هذا البلد الذي يعاني جراء الأزمات المتتالية، وأكدت مصادر في الإتحاد الأوروبي مشاركة في قمة إسبانيا لموقع (هنا لبنان) على ضرورة إيلاء الأولوية للإسراع في إجراء الإستحقاقات الدستورية في موعدها لا سيما إنتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يتطلع إليها الشعب اللبناني منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن الدعوة لإنتخاب رئيس للجمهورية تحترم المهل الدستورية وهي خطوة مهمة على طريق إنقاذ لبنان. فيما اعتبر سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف أن بإمكان لبنان الخروج من الأزمة وكل يوم مهم، والسياق مليء بالتحديات لكن بالإمكان تنفيذها داعياً الدولة اللبنانية رئاسةً وحكومةً ومجلس نواب إلى العمل من أجل تنفيذ الإجراءات المطلوبة من صندوق النقد الدولي من دون تأخير.

هذا الكلام سيردده الرئيس الفرنسي خلال القمة، لأن لبنان يحتاج إلى صدمة ثقة لينطلق مجدداً، ‏وهذا ما لم يحصل بعد، وسيشدد على أنه لا يمكن السماح بفراغ رئاسي في هذا البلد، وسيدعو وفق المصدر الفرنسي الرئاسي إلى ضرورة إحترام الجدول الزمني للانتخابات في لبنان، وبشكل خاص الانتخابات الرئاسية والتي يجب أن تحصل من الآن وحتى نهاية الشهر المقبل، كما يجب الاستجابة لمطالب الشعب اللبناني بالنسبة للإصلاحات التي ينتظرها صندوق النقد الدولي.

وعلم موقع “هنا لبنان” من مصادر فرنسية متابعة لهذا الملف أن الرئيس ماكرون لا يغيب لبنان وإستحقاقاته الدستورية وضرورة إجرائها في مواعيدها عن أي حدث دولي، وأن باريس رحبت بالدعوة إلى جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية لأنها مع إحترام الإستحقاقات الدستورية في لبنان وإجرائها في موعدها كما أكدت قبيل الإنتخابات النيابية، إلا أن المهم لديها هو النتائج التي ستحصدها هذه الإستحقاقات، مؤكدة عدم تبنيها لأي إسم مرشح رئاسي محتمل، فباريس تتعامل وفق المصادر مع الأمور بحسب خواتيمها ونتائجها كما جرى عند إنتخاب الرئيس ميشال سليمان والرئيس ميشال عون.

وكما بات معروفاً وفق مراقبين في العاصمة الفرنسية أن الفرنسيين لديهم أفكار جمة لكن أياً منها لم يترجم فعلياً حتى الساعة وهم يتعاملون مع القوة الموجودة وفق لعبة المصالح. وكشفت المصادر على أن التواصل والتنسيق الفرنسي السعودي بشأن الملف اللبناني له الدور والأثر القوي إذ أن الفرنسيين يعنيهم إجراء الإنتخابات في مواعيدها، فيما السعوديون الذين لا يتدخلون بالشأن اللبناني أيضاً يهتمون بمواصفات الرئيس ومؤهلاته لإدارة الدولة.

وفي الشأن الحكومي، يبدو أن دعوة الرئيس نبيه بري لجلسة إنتخاب الرئيس قد تعيق تشكيل الحكومة مما بدد التفاؤل بقرب تشكيلها مع عودة الرئيس ميقاتي من الخارج في ظل إستمرار الشروط الموضوعة من قبل رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل. ومع إستحالة تسلم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات رئيس الجمهورية عند خلو سدة الرئاسة ستنشط الإتصالات التي لم تنقطع أصلاً من أجل إيجاد حلول مناسبة دستورياً.

وتشير المصادر إلى أن فرنسا وواشنطن لا يعنيهما تشكيل حكومة جديدة، ويبقى تعويلهما على ضرورة قيام حكومة تصريف الأعمال بالإصلاحات، لأن الرئيس ميقاتي برأيهما تمكن من إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها كما التوقيع المبدئي مع صندوق النقد الدولي وتحرك موضوع ترسيم الحدود البحرية بشكل كبير وهذا لم يقم به غيره من المسؤولين.

إذاً عين المجتمع الدولي وكذلك الدول العربية ستبقى ساهرةً على لبنان ولن تألو جهداً من أجل مساعدته لكنها تصر منذ ثورة 17 تشرين وتفجير مرفأ بيروت وعند كل الإستحقاقات ومع دخول لبنان في الأزمات الإقتصادية والمعيشية وحتى السياسية على أنها لن تقدم المساعدات ما لم يقم لبنان بمساعدة نفسه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us