“عشاء السفارة” أُلغي نهائياً على وقع عدم المسّ بالطائف… ماذا في الخبايا؟


أخبار بارزة, خاص 19 تشرين الأول, 2022

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

شغل عشاء السفارة السويسرية في بيروت، الذي كان من المفترض أن يقام مساء أمس الثلاثاء بال السياسيين من فريقي النزاع، أي المُمانع والمُعارض، حول ما سيدور في خباياه، فأتت التأويلات كثيرة وبعيدة عن مجرد عشاء، لأنّ في لبنان مخاوف دائمة من لعبة السفارات، فبرزت في عناوين تلك الكواليس على الفور بنود اتفاق الطائف، والهواجس من التلاعب بها، لأن الدعوة أكبر من عشاء يجمع ممثلين فقط عن الأحزاب وليس قادتها، مع العلم أنها أتت من منظمة “هيومن دايلوغ” وليس من خلال السفارة، لجمع الأحزاب اللبنانية الفاعلة، بهدف تبادل الآراء حول الملفات والمسائل الهامة، لتقريب وجهات النظر والتقارب السياسي، بحسب ما نقل بعض المدعوين لموقع “هنا لبنان”.

إلى هنا الدعوة عادية وهدفها إيجابي، وليس فيها أي شيء يثير الخلاف كالعادة بين الأفرقاء اللبنانيين، لكن توقيتها شغل البال وطرح أسئلة حول ما يمكن أن يؤدي طرح الأفكار المتبادلة إلى فتح قنوات واسعة الاتجاهات، أي طاولة حوار لبنانية في جنيف الشهر المقبل، على غرار ما جرى قبل ذلك بعقود، ومنها مؤتمر جنيف ومؤتمر لوزان.

إلى ذلك وعلى خط آخر، ثمة مَن يقول أنّ الهدف كان جسّ نبض ممثلي الأحزاب، عبر النقاشات التي ستطرح حول الملفات الدسمة، ومحاولة معرفة نوايا كل حزب من الاستحقاقات الهامة وخصوصاً الرئاسية قبل الفراغ المنتظر، على أن يجري البحث في الحلول خارج لبنان، وفي دول مسالمة كسويسرا أو فرنسا، علماً أنّ باريس سبق أن دعت إلى مؤتمر وطني يجمع المتناحرين اللبنانيين، لإيجاد تسوية من تحت الطاولة لإنتخاب رئيس، وألمحت إلى أنه ليس من الضروري أن تعقد هذه الطاولة في باريس، بل في أي عاصمة أوروبية، والخيار وقع على جنيف، لذا أتى العشاء في محله ليوصل لاحقاً إلى حوار، لكن البعض حاول إستثمار ذلك تبعاً لمصالحه، فأتت الردود على الفور عبر إعلان البعض الآخر الإنسحاب من العشاء، كي لا تفهم الأمور خطأً، فسارع إلى حرق الطبخات التي كانت معدّة، فكان التأجيل بعد إصدار السفارة السويسرية بياناً، أكدت فيه أنّ سويسرا تعمل بنشاطٍ في لبنان منذ سنوات في مجال منع نشوب النزاعات وتعزيز السلام، وخلال الشهرين الماضيين وبالتعاون مع منظمة مركز الحوار الإنساني التي تتخذ سويسرا مقراً لها، تواصلت مع جميع الجهات الفاعلة السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية، للتحضير لمناقشات تشاورية وليس مؤتمر حوار.

وفي السياق عينه، أبدى بعض النواب المدعوين خشيتهم من أن يكون النقاش مقدمة لتغيّرات تتعلق بتركيبة البلد، وباتفاق الطائف الذي يعمل العهد وتياره وحليفه حزب الله على إجراء تعديلات عليه تصّب في مصلحتهم.

هذا البيان كان الحل الأفضل حالياً، والمساعي إصطدمت بردّات فعل رافضي المسّ بإتفاق الطائف، بالتزامن مع صدور بيان نيويورك الثلاثي عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، والذي أكد من جديد تأمينه الغطاء العربي والدولي للاتفاق المذكور.

في غضون ذلك، كانت لافتة تغريدة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، التي اعتبر فيها بأنّ “وثيقة الوفاق الوطني عقد مُلزم لإرساء ركائز الكيان اللبناني التعدّدي، والبديل عنها لن يكون ميثاقاً آخر، بل انفكاكاً لعقد العيش المشترك، وزوال الوطن الموحَّد واستبداله بكيانات لا تُشبه لبنان الرسالة”، كما أتى بيان الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” في محله، إذ ذكّر بأنّ البلاد بحاجة إلى انتخابات رئاسية، تعيد الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية تحت سقف الدستور، وتعيد تصحيح الانقلاب على اتفاق الطائف، وليس إلى حوارات عقيمة لا تؤدي إلى أي نتيجة.

مع الإشارة وفق معلومات موقع “هنا لبنان” إلى أنّ عشاء السفارة قد أُلغي نهائياً ولن يكتفي بالتأجيل، بعد مباحثات جرت ليل أمس عن إمكانية تبيّيض صفحته، وصولاً إلى تحقيق شيء ما يصّب في خانة حوار لبناني في الخارج، لكن وبعد “النقزة” التي أطلقها اتجه القرار نحو إلغائه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us