عائدات الموسم السياحي.. أين ذهبت؟
كتبت يارا الهندي لـ”هنا لبنان”:
يعوّل اللبناني نهاية كل فصل صيف، على الموسم السياحي الذي يساهم بشكل مباشر بإعادة تنشيط الدورة الاقتصادية وإدخال مبلغ كبير على خزينة الدولة.
هذا العام، نمرّ بأزمة لا مثيل لها، والتركيز انصبّ على الموسم السياحي وعودة السياح والمغتربين بين حزيران وأيلول.
الموسم السياحي انتهى، حيث أدخل إلى خزينة الدولة من ثلاثة إلى أربعة مليارات دولار، إلا أن الفرحة لم تدم. فبمجرد سماع مثل هذه الأرقام، يأتي إلى البال أننا في نهاية فصل الصيف سنعوم بالدولارات، وبالتالي سيؤثر الأمر إيجابًا على سعر الصرف، الذي اعتقدنا أنه من البديهي سينخفض مقابل الليرة اللبنانية.
إلا أن المشهد لم يكن مطابقاً لتوقعاتنا. فبدلاً من انخفاض سعر الصرف، ها هو يتخطى اليوم عتبة الـ٤٠ ألف ليرة مقابل الدولار الواحد.
ماذا في الأسباب؟
الخبير الاقتصادي د. نيكولا شيخاني وفي حديث لموقع “هنا لبنان”، أكد أن توافد السياح إلى لبنان أدخل مبالغ كبيرة تترواح بين ٣ و٤ مليار دولار، إلا أن هذا المبلغ لم يكن كافيًا.
فما نسمعه في نهاية موسم الصيف، هو المبلغ الذي دَخل إلى خزينة الدولة، إلا أننا بحسب شيخاني، لم نسمع عن المبالغ التي صُرفت.
هذا الأمر، يحتم علينا تصويب النظر إلى ميزان المدفوعات، وطالما أن الأخير سلبي، يَعتبر شيخاني أن نسبة الاستيراد أكثر من التصدير، الليرة ستتدهور حتمًا لكون موازنة الدولة سلبية.
وطالما أن الميزان سلبي، أي أن نسبة الصرف أعلى من نسبة المداخيل، سنبقى بعجز.
ويتابع شيخاني، أن الفضل الأكبر هذا الموسم يعود للمغتربين لإدخالهم هذا المبلغ المالي الضخم وإلا كان الوضع المالي أسوأ بكثير. ويرجع شيخاني سبب تدهور سعر الصرف مقابل العملة الأجنبية إلى نزيف الدولار من ميزان المدفوعات.
أما عن فصل الشتاء المقبل، فيلفت شيخاني إلى أن عائداته لن تكون بقدر عائدات موسم الصيف الذي يستقطب السواح والمغتربين منمختلف البلدان، في حين أن الاتكال في الشتاء يكون على موسم التزلج وعلى اللبنانيين.
إذاً من البديهي أن تنخفض عائدات الموسم السياحي شتاءً، ولكن قد نكون أمام كارثة حقيقية في ما يخص الدولار وسعر الصرف إن بقي ميزان المدفوعات سلبيًا من دون أي مبادرات إنقاذية، أو مبالغ مالية مثل التي دخلت خلال الموسم السياحي في الصيف ولو بنسبٍ خجولة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين” |  قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان! |  “دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟ |
