“الدولار” يقفل أرزاق اللبنانيين.. وأصحاب المهن الحرة إلى زوال!


أخبار بارزة, خاص 21 تشرين الأول, 2022

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

فُرض على لبنان واللبنانيين التعايش مع الوضع الراهن الذي يمرّ به البلد من انهيار في كافة القطاعات. وبالرغم من الصعوبات الحياتية الكبيرة التي يواجهها المواطن اللبناني، اعتاد اليوم على الاستمرار والوقوف على قدميه وتجاوز كل الصعوبات وعدم الاستسلام.

في لبنان، لطالما كانت المهن الحرّة “اسماً على مسمّى”، حيث لا يمكن التخلّي عن العاملين في هذا المجال، فهذه المهن تفيد الفرد وتساعد في حلّ العديد من المشاكل الحياتية اليومية الضرورية.

الميكانيكي، السنكري، مصفف الشعر، الكهربائي، الدهان وغيرهم، كلٌ منهم لديه وظيفته المهنية التي يعتاش منها، مثل أي وظيفة إدارية أخرى.

اليوم، وفي ظلّ الأزمة الاقتصادية وغلاء البضاعة والمعدات واللوازم المهنية والتقنية، يعاني أصحاب المهن الحرّة من مشاكل عديدة خصوصاً مع ارتفاع الدولار مقابل الليرة اللبنانية. هذا أمر واقع مفروض على جميع اللبنانيين وفي كافة المجالات والقطاعات، ولكن ما هي أبرز النقاط المشتركة بين أصحاب المهن الحرّة في مواجهة هذه الأزمة؟ وهل بات ربحهم أقل من قبل؟ وهل غالبيتهم أصبحوا يقبضون بالدولار فقط؟

في هذا الإطار، أوضح أحد مصففي الشعر في حديث خاص لـ “هنا لبنان” أن اليوم جميع المهن الحرة وضعها دون الصفر وربحها أقل من قبل، شارحاً أن البضاعة كلها أصبحت بالدولار وأسعارها ترتفع من وقت للآخر. وكشف أنهم حالياً يواجهون طمع الموزّعين حيث لا يريدون تسليمهم البضائع إلا حسب تسعيرة الرسوم الجمركية الجديدة. وأضاف أنهم يعانون من ارتفاع في فاتورة المولدات الكهربائية والغلاء الفاحش في المحروقات والمعدات واللوازم الضرورية لمهنتم. كما لفت إلى أن غالبية الصالونات ولا سيما الصغيرة منها تخلّت عن عمّالها لأنها غير قادرة على دفع رواتبهم.

في المقابل، كشف أحد الكهربائيين في حديث لـ “هنا لبنان” أنه يرفض القبض بالليرة اللبنانية، معتبراً أن هذا الأمر خسارة بالنسبة له. وأوضح أنه يشتري كل بضاعته بالدولار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات مثل البنزين وكلفة اليد العاملة التي تساعده.

أمّا في الحديث مع أحد الميكانيكيين الاختصاصيين في تصليح السيارات، قال لـ “هنا لبنان” أنه يشتري بضاعته بالدولار، ويبيعها للزبون إمّا بالدولار إمّا بحسب سعر الصرف اليومي، لافتاً إلى أنه يمكن للزبون شراء القطعة اللازمة من السوق وهو يعمل على تركيبها، حينها يأخذ أجرة يده فقط. وأشار إلى أنه مع بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان، أصبح يدفع للعمّال لديه حسب عدد السيارات التي يقومون بتصليحها، في حين أنه في السابق كان يدفع لهم أسبوعياً.

وفي ظلّ الوضع الراهن، لا بد من الذكر أن أصحاب المهن الحرّة ليس لديهم ضمان صحي، لذلك يلجأون إلى الدفع لشركة التأمين لضمان صحتهم أولاً…

فيما يتخبّط المجتمع اللبناني بالمشاكل المالية والاقتصادية التي عصفت بعمل المواطن، بات من اللافت أن غالبية أصحاب المهن الحرّة يفضّلون ربح الدولار بدلاً من الليرة، وذلك لضمان عملهم وللاستمرار في مهنتهم.

وبالرغم من كل تلك المعاناة المهنية، لا بدّ من الإشارة إلى أن أعباء النزوح السوري كلّفت أصحاب المهن الحرّة اللبنانية خسارة كبيرة، بحيث كلفة اليد العاملة السورية أقل بكثير من كلفة اليد العاملة اللبنانية. وهذا ما دفع العديد من أصحاب المهن الحرّة اللبنانية للتوقف عن العمل والبقاء في المنزل، وإفساح المجال أمام العمال السوريين إلى العمل وبوتيرة كبيرة من دون أي حسيب أو رقيب. إلى متى سيبقى اللبناني يعاني من الأزمات بسبب أفعال وقرارات الطبقة السياسية الفاشلة؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us