التشريع بالدراجة الناريّة والاستعراض… وخطيئة الـ ١٣


أخبار بارزة, خاص 21 تشرين الأول, 2022

كتب ناشر “هنا لبنان” طارق كرم:

كنّا نحترم النائب ملحم خلف أكثر. نشاطه في “فرح العطاء” نقطة بيضاء. حضوره النيابي، حتى الآن، نقطة سوداء. الأسود بدا “فاقعاً” أمس مع استخدامه دراجة ناريّة للتوجه إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة.

استعراض. وهو، للأسف، بات يشبه سينتيا زرازير ودخولها الاستعراضي إلى المصرف.

أكثَرَ معظم النواب الـ ١٣ من الاستعراض على حساب المضمون. أداؤهم في جلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس المجلس النيابي، ثمّ هيئة مكتب المجلس واللجان كان غير مدروس. أداؤهم في جلسة انتخاب اللجان الأخيرة كان كارثيّاً. “فاتوا ببعضن”. سقط منهم ميشال الدويهي. وتصادم ابراهيم منيمنة ومارك ضو، وتنافس ملحم خلف وحليمة قعقور. أما بولا يعقوبيان فتنتظر على حافة النهر وتتفرّج على سبحة الـ ١٣ تنفرط ببطء لتستعيد زمام القيادة.

وفي الرئاسة سمّوا مرشّحاً لا يريد أن يُنتخب، واتخذوا قرارهم قبل الجلسة بساعات.

أخطاء تتكرّر، خلافات، سذاجة في مقاربة بعض الملفات وقلّة اطلاع على أصول العمل النيابي…

أحدهم أسرّ إلى مسمعي كيف تغيّرت حياته بعد النيابة، وآخر جدّيًا كان يعتقد أنّ الخط ٢٣ أبعد من ٢٩ وهذا فيه مصلحة للبنان…

الخطيئة الكبرى التي ارتكبها هؤلاء، ونكاد نقول الجريمة، هي ضرب الآمال التي عاشها جميع من صوّت لهؤلاء النواب ولوائحهم، وقد وجدوا فيهم فرصةً للتغيير ومدخلاً لضرب “المنظومة” من الداخل، من المجلس النيابي أمّ المؤسسات الدستوريّة.

لكنّ الغالبيّة الساحقة ممّن صوّتوا لهؤلاء خاب أملهم، ورأوا أنّ من سمّوا أنفسهم تغييريّين هم أسوأ، بالممارسة، من كثير من نوّاب السلطة. واللافت أيضاً أنّ هؤلاء لا يملكون خطاباً سياسيّاً واضحاً، وهم يهادنون غالباً حزب الله ويضعون القضية الفلسطينية في صلب أولوياتهم حتى خُيّل للبعض أنّ الياس جرادة وبعض رفاقه تخطّوا طروحات الحاج محمد رعد بأشواط وباتوا “يحلمون” بحياة الممانعة، ويطرحون المشاكل من دون عرض الحلول.

هل فكر أحدكم للحظة أو طرحت في إجتماعاتكم العالية الـ IQ والجودة ماذا ستقولون لناخبيكم بعد ثلاث سنوات؟ “ما خلّونا”؟

لذا، فإنّ ما نتوقّعه، وفق مسار الأمور، هو أن يفرط التكتل ويتحوّل إلى “ميني كتل” ما يعطّل فاعليّته ويزيل علّة وجوده. وإن حصل الأمر، نقترح أن يشكّل سينتيا وحليمة والياس كتلاً خاصّة، لوحدهم، لأنّهم أكبر من أيّ كتلة، وكفاءاتهم وخبرتهم بالسياسة أكبر من أن تحصى.

نكتب عن النواب الـ ١٣، وقد باتوا ١٢، ليس على سبيل السخرية. بل بأسى وأسف. هي كوميديا سوداء، على طريقة الكبير أنطوان ملتقى، ويذكّرنا الأمر بـ “عشرة عبيد زغار”، يسقط الواحد تلو الآخر.

مع هؤلاء النواب، كنّا نأمل أن يبدأ نهوض البلد، فإذا به يسقط أكثر. وهذه المرة لا تقع المسؤوليّة على “المنظومة” فقط. على النوّاب الذين ادّعوا التغيير مسؤوليّة أيضاً…

وأخيرًا، في السياسة اللبنانية القذرة “عشرة عبيد صغار” لا يمكنه مواجهة “Dynasty” حتى بالرايتينغ التلفزيوني، هذا كله ولم يبدأ بعد “العاصفة تهب مرتين”…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us