حراك أممي – دولي – سعودي في لبنان.. والعنوان العريض: الاستحقاق الرئاسي!


أخبار بارزة, خاص 26 تشرين الأول, 2022

كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:

يسجل للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا نشاط لافت، في متابعتها القضايا اللبنانية ضمن المهام الملقاة على عاتقها، فتجول على المقرات الرسمية وتلتقي معظم الأفرقاء وتستفسر عن الأحوال وتستمع إلى الملاحظات وتعد تقريرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ومؤخراً تسلمت المسؤولة الدولية رسالة من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، حملت عنوان الاستحقاق الرئاسي، والرسالة بحسب البيان الصادر عن اجتماعهما موجهة إلى المجتمع الدولي يناشده من خلالها مواكبة لبنان والعمل على ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لمنع البلد من الإنزلاق نحو فراغ لا يريده أحد ولا يمكن أن يتحمله اللبنانيون.

هذا التحرك للدكتور جعجع ليس إلا نداء لإنقاذ الانتخابات الرئاسية ولا يحمل في طياته أي بعد آخر، هذا ما تؤكد عليه مصادر سياسية مطلعة لـ “هنا لبنان”، مشيرة إلى أن المعطيات المتصلة بموضوع الرئاسة بالذات غير مشجعة، فكان واجباً الانطلاق في خطوة لها طابع المسعى في أكثر القضايا أهمية.

وتلفت إلى أنه في الوقت نفسه لا يمكن القول أنّه مناشدة للتدخل أو فرض رئيس على اللبنانيين، إنما حصول الانتخابات الرئاسية وعدم قيام أيّ تأخير نظراً لانعكاسات الشغور الرئاسي على مختلف الأوضاع في البلد.

وتعرب المصادر عن اعتقادها أنّ المسؤولة الدولية تدرك جيّدًا أنّ إتمام هذا الاستحقاق دونه معوقات تتّصل أولاً وأخيراً بتركيبة مجلس النواب وغياب أي تفاهم بين الكتل النيابية، وتقول أنّها تكرّر في جميع لقاءاتها التأكيد أنّ المجتمع الدولي يحرص على استقرار لبنان ويعمل من أجل تحقيق هذه الغاية، ملاحظة أنّ فرونتسكا على وجه الخصوص تحظى بثقة غالبية القيادات انطلاقاً من الجهود التي تبذلها واطّلاعها عن كثب على الملفات اللبنانية واستعدادها للمساعدة وإنّ أي خطوة منها لا تزال في بداياتها.

وتقول المصادر نفسها أنّ لقاءها مع وزير الدولة لشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير منذ أيام قليلة لم يكن بعيداً عن ملف الاستحقاق والجهود التي تبذل لإتمامه واحترام القرارات الدولية، ومعلوم أنّ البيان الفرنسي السعودي الأميركي الأخير دعا إلى الالتزام بهذه المسلّمات.
من جهتها، تفيد مصادر ديبلوماسية لـ “هنا لبنان” أنّ المسؤولة الدولية ستواصل لقاءاتها مع جميع الأفرقاء في الداخل وستواكب الملف الرئاسي محلياً وخارجياً، وما يجري على صعيد جلسات الانتخاب في البرلمان فضلاً عن متابعتها الشؤون التي تتصل بعملها.

وتؤكد أنّها تتحدث لغة المجتمع الدولي الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع، كاشفة عن بيانات قد تصدر لاحقاً عن مسؤولين دوليين كبار حول هذا الملف وعن أهمية وصول رئيس يجمع وإنقاذي إلى سدة الرئاسة.

وتكرّر المصادر التأكيد أنّ ما من تدخل دولي في الانتخابات الرئاسية التي تعود الكلمة الفصل فيها إلى خيارات الكتل النيابية وما ينصّ عليه الدستور، على أنّ التقاطعات الخارجية حول مرشح معين لم تتظهّر بعد ولا تزال الصورة حولها تحتاج إلى وقت. وتلفت إلى أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب الملف ويعارض عند اللزوم المماطلة في عملية الانتخابات الرئاسية، أمّا أيّ إجراءات أخرى تتّخذ بحق المعرقلين، فتلك مسألة لا يمكن الحديث عنها منذ الآن.

وهكذا لن تتوقف مناشدة عدد من الأفرقاء السياسيين المجتمع الدولي لحماية الانتخابات الرئاسية من أي عرقلة، وستتكرر المطالبات بصون وقيام هذا الاستحقاق حتّى وإن كان لازماً توجيه أكثر من رسالة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us