أشرفيّتنا لا تلويها سطورٌ في صحيفة… و”لاقونا على ساسين”


أخبار بارزة, خاص 6 كانون الأول, 2022
الأشرفية - ساسين

كتب ناشر “هنا لبنان” طارق كرم:

أن تكتب صحيفةٌ صفراء جدّاً عن الأشرفيّة وشبابها، فهذا يزيدهم شرفاً ويضيف إلى أكتافهم ما تحمّلوه، حرباً وسلماً.

لقد ولدتُ هنا، وكبرتُ هنا
وسأمضي ما تبقّى من حياتي هنا. وفي هذه الشوارع شبّ أبي وشاب، ورفع في شوارعها جثمانه، ويكفيه ويكفينا فخراً أنّه جاور شهداءً دافعوا عن أرض هذا الوطن، وخصوصاً عن هذه المنطقة الرمز.
“الأشرفيّة البداية” تقول الأغنية، وقبلها وبعدها غنّى شبابها في الطرقات ورنّموا، في الفصح والميلاد، وحملوا البنادق مرّة والصلبان مرّات، ولم يحضر كانون مرّةً إلا وزيّنوا شجرةً وأضاؤوا شوارعهم، وجادوا بالموجود.
عانت الأشرفيّة كثيراً، ولكنّها ما ركعت يوماً، بل أعطت دروساً لكثيرين بالصمود. هي، في الجغرافيا، تلّة وفي الوطنيّة قمّة، وما ارتضت يوماً أن تتلوّن بغير لونها، مهما حاولوا، وظلّت صورة بشير ترتفع كلّما سعوا لإسقاطها، وبعد طرد المحتلّ وإسقاط أزلامه، وبعد انفجارات وغزوات وتفجير إرهابي شبه نووي، هل نخشى من سطورٍ في جريدة؟
أبداً، بل نمضي في ما نحن فيه، وبحياةٍ ارتضيناها تمزج ما بين حبّ الحياة والمقاومة، لا نموت إلا واقفين من أجل وطننا وإيماننا، ونحيا من أجلهما، ونبادر مع كلّ يدٍ بيضاء، وقد تنعّم الله على منطقتنا بيدٍ هي الأكثر بياضاً، وبقلبٍ هو الأكثر إيماناً عنيت نبيل وأنطون صحناوي اللذين أزعجا بشموخهما الوطني القلم الأصفر ومن خلفه.

من هنا، فإنّنا اليوم، كما في كلّ يوم، نكرّر ثقتنا بشبابنا، بل وافتخارنا بما يقومون به حمايةً لمنطقتهم. لكنّنا، اليوم كما في كلّ يوم، نعمل من أجل أن تنشأ الدولة القويّة القادرة على حماية المناطق كلّها والمواطنين جميعاً، فالأمن الذاتي ليس هوايةً، والحلول محلّ الدولة ليس هدفاً.
نكتفي بهذه السطور والكلمات، ونمضي استعداداً لزرع فرحة العيد التي تليق بالأشرفيّة، وليكتبوا ما شاؤوا. هم أبناء الظلام، ونحن أبناء النور. “لاقونا على ساحة ساسين”، لنحتفل بنور العيد معاً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar