علاج السرطان بالتبريد ثورة ستغيّر مفهوم القضاء على السرطان في لبنان


أخبار بارزة, خاص 11 كانون الأول, 2022

كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

” في حالات متعددة ومعينة يمكننا القول وداعاً للاستئصال الجراحي”. فبعد إجراء عدة عمليات جراحة بالتبريد لمرضى مصابين بأورام خبيثة، يمكننا القول بكل ثقة “مع الجراحة بالتبريد أمل كبير للمرضى”، وعلى الرغم من أن الكثير من المراكز الصحية أو المستشفيات لم تعتمد الطرق الحديثة في علاج سرطان الثدي نظراً لعدم معرفتها بها أو لأنها طرق حديثة مكلفة.

ومن مميزات هذه الطريقة تجميد سرطان الثدي التي ينتهجها الفريق الطبي في مركز Cryo Lebanon المتخصص بعلاج السرطان بالتبريد، وهي تقنية ليست بجديدة ولكن الآن بتقنيات متطورة تدمر الخلايا السرطانية في نفس المكان الذي تم معالجته، وتستغرق عملية التجميد فعلياً نحو نصف ساعة فقط، دون تعرض المريض لأي مخاطر أو حالات نزيف، وفور انتهاء عملية التجميد تستطيع المريضة الخروج إلى غرفتها في المستشفى، دون المكوث في غرفة العناية المركزة.

ويوضح رئيس المركز المهندس الدكتور المتخصص بالطب الحيوي وسيم مدلج في حديث لـ “هنا لبنان”: “علاج السرطان بالتبريد في لبنان يعالج حالات سرطان متعددة في الأعضاء التي تصل إليها المسابير لتجميدها والقضاء عليها… كل حالة لها تشخيصها وخاصيتها ومعطياتها الطبية، يمكن إستعماله لكل الأعمار، وليس هناك من أعمار محددة”، لافتاً إلى أن هذا العلاج لا يطبق على الأعضاء الجوفاء في جسم الإنسان كالمعدة والمبولة، بل على الأعضاء غير الجوفاء كالكبد والبروستات والعظم والرئة، وأعضاء أخرى ونقوم بالتشخيص قبل العملية وبعدها بالصورة النووية، ثم نقوم بالمقارنة بما قبل وما بعد التشخيص.

ويتابع أنه من الناحية التقنية، هي إدخال مسابير تبريد إلى مكان الورم وياتي تدمير الخلايا عبر غاز “الأرغون بضغط عالٍ عبر أجهزة متطورة”، وكل ذلك تحت المراقبة، والتجليد المباشر في الخلايا يدوم بين 10 دقائق إلى 15 دقائق، ومن ثم نحصل على رد فعل مناعي في الجسم، واصفاً العلاج بالواعد بين الكثير من الجراحات في الاستخدام السريري، حيث أنها تقوم بتدمير الأورام عن طريق تجميد نسيج الورم، بدرجة حرارة منخفضة للغاية ( تصل إلى 180 تحت الصفر )، باستخدام تقنية التصوير الموجهة المقطعية CT -SCAN.

تتبلور أهمية هذه التقنية من خلال القضاء على السرطان، هذا المرض المنتشر حول العالم بشكل مخيف، وفي لبنان في السنوات الخمس الأخيرة، نتيجة عدة عوامل أبرزها التلوث في الهواء والماء والتربة، حيث أن المصاب به يفارق الحياة في أقل من سنة، حتى أن سيفه بدأ يطال الفئات الشبابية في لبنان في السنوات الخمس الأخيرة بعد أن كان يطال فئات الكبار في العمر.

وفي ما يتعلق بإنطلاق مسيرة هذه التقنية يشير مدلج إلى أننا باشرنا بها منذ العام 2012 لكنها موجودة في أوروبا منذ العام 1990، وهي تعتمد بشكل أساسي على التشخيص، السكانر، الـ pet scan، الايكو، وتقنيات لم تكن متوفرة في السنوات الماضية كما تتوفر اليوم، إضافة إلى التقنيات العالية المتطورة التي نستخدمها حالياً، وهي الأقل ضرراً على المريض.

ويبدي مدلج إفتخاره بأن لبنان هو البلد الأول في الشرق الأوسط الذي بدأ في تطبيق هذه التقنية، بعدما كانت شهرتها معروفة في الصين وأوروبا، وقد حققنا نتائج ممتازة صدرت في أكثر من مجلة عالمية في لبنان والبلدان العربية والأوروبية.

مستشفيات عدة باتت تعتمد هذه التقنية أبرزها مستشفى رياق في زحلة، و”أوتيل ديو” ومستشفى كليمنصو، وعدة مستشفيات أخرى وبالطبع مع فريق من الأطباء ذوي الخبرة المشهود لها . كما لدى المركز عيادات طبية في العاصمة بيروت.

أما في ما يتعلق بميزات هذه التقنية فتتمثل بأنها تتضمن وسائل جديدة من دون اللجوء إلى الجراحة في حالات تستبعد الجراحة والتي ربما تكون مؤذية وأحياناً غير كاملة، هذه الوسيلة سهلة على المريض، يتم تنفيذها من الخارج، والمريض يبقى يوماً أو يومين ويغادر المستشفى، كذلك لا تسبب أوجاعاً ولا أي ردة فعل سلبية، ونتائجها أكثر من جيدة حتى الآن وفق مدلج.

وإذ يصفها بـ “سلاح جديد في معركة الحرب مع السرطان” إلى جانب التقنيات الأخرى المستخدمة كالعلاج الكيميائي والأشعة… ويكشف أن تقنية الجراحة بالتبريد الذي نعتمد عليها تتم عبر مسابير تصل إلى 180 درجة تحت الصفر، تقوم بتدمير الورم في مكانه بأقل ضرر ممكن للمريض، وينصح بها مع علاجات مرافقة لها كالعلاج الكيميائي الإنسدادي وهذا يكون حسب نوعية الحالة المرضية، حيث يصبح أكثر فعالية في القضاء على نمو الورم السرطاني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us