اللبنانيون يتخلّون عن “كهرباء لبنان”… ويوقفون العدّادات!


أخبار بارزة, خاص 10 آذار, 2023

بعدما كان المواطن يعتمد على “كهرباء الدولة” التي تزوره ولو ساعة أو ساعتين في النهار لتشغيل كل ما هو بحاجة له، ويلجأ للتّقنين من استعمال المولّد لخفض نسبة ولو ضئيلة من محرّك العدّاد، بات اليوم محاصراً من الجهتين، فبين فاتورة المولّد وفاتورة شركة كهرباء لبنان، لن يبقى في جيب المواطن العادي “ليرة”.


كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

بعد إصدار قرار رفع تعرفة كهرباء لبنان مقابل زيادة التغذية الكهربائية في كافة المناطقة اللبنانية، صُدمَ اللبنانيون بتسعيرة أوّل فاتورة كهرباء.. فبين فاتورة المولّد وفاتورة شركة كهرباء لبنان، لن يبقى في جيب المواطن العادي “ليرة”. فالراتب محدود ومتواضع، والفواتير مرتفعة وأرقامها صادمة.
الوضع بات مرهقاً وصعباً على المواطن الذي لم يعد قادراً على تحمّل الأعباء التي باتت تُثقل كاهله، والتي تركته المنظومة الحاكمة لمواجهتها وحيداً.. ففيما كان المواطن يعتمد على “كهرباء الدولة” التي تزوره ولو ساعة أو ساعتين في النهار لتشغيل كل ما هو بحاجة له، ويلجأ للتّقنين من استعمال المولّد لخفض نسبة ولو ضئيلة من محرّك العدّاد، فقد أصبح اليوم محاصراً من الجهتين: فلم يعد باستطاعته استعمال “كهرباء لبنان” بالطريقة التي كان يعتمدها سابقًا، لأنّ الفاتورة باتت ترتفع مع ارتفاع “الأمبير” لكل منزل. كما أنّ التغذية الكهرباء ما زالت محدودة بساعة أو ساعتين كحدٍّ أقصى، ولم تتمّ زيادتها بنسبة 4 إلى 5 ساعات كما قيل. وأصحاب المولّدات ما زالوا يعتمدون على التقنين، وأصبحوا يسعّرون بالدولار الأميركي، باعتبار أنّ أسعار المحروقات تتقلّب يومياً، والتسعير بالدولار أفضل وأضمن لاستمرارهم.
وفي هذه الدوامة يبقى المواطن اللبناني الخاسر الأكبر في ظلّ كل ما يحصل اليوم من تعدّيات على حقوقه وحياته وأمانه.
في هذا السياق، تفيد مصادر مطلّعة لـ “هنا لبنان” أنّ شركة كهرباء لبنان تستقطب حاليًا عدداً كبيراً من المواطنين الذين يريدون تصغير حجم ساعاتهم الكهربائية بعد زيادة التعرفة، وذلك لأنّ الفواتير أتتهم بزيادة كبيرة وهم لا يستطيعون دفعها كل شهرين إذا ما استمر الوضع على هذا الشكل. وكشفت مصادر خاصة أنّ أصحاب المولدات يزرعون الخوف عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي عقول المواطنين ليتخلّوا عن استخدام كهرباء شركة لبنان، كما يحاولون احتكار الكهرباء، وإقناع المواطنين بالبقاء فقط على المولّد. أمّا الحقيقة، أنّه وبالرغم من رفع تعرفة كهرباء لبنان فالكيلووات الواحد من كهرباء الدولة أقلّ بعشرة آلاف ليرة من كيلووات المولّد. هذا يعني أنّ استهلاك كهرباء لبنان لا يزال أوفر من استهلاك المولّد، ولكن الأزمة تكمن بأن كهرباء الدولة لا تزال شبه غائبة، ولذلك لا يستطيع المواطن التخلي عن المولّد وإيقاف اشتراكه.
كما كشفت المعلومات أنّه إذا كانت ساعة الشقة 30 أمبير، وتم خفضها لـ 15 أمبير، فإنّ ذلك سيخفض 3 دولار فقط من قيمة الفاتورة، في المقابل فإنّ أقلّ فاتورة للمولّد باتت لا تقلّ عن ستة ملايين ليرة لبنانية، ولذلك تعتبر فاتورة كهرباء لبنان أوفر من المولد.. ولكن بقي أن يصدق المعنيون بزيادة ساعات التغذية.
وفي المعلومات أيضاً، إنّ نسبة بسيطة من اللبنانيين، وخصوصاً ذوي الدخل المحدود، وبعض من وضع الطاقة الشمسية ولم يعد يعتمد على كهرباء الدولة، تخلّوا عن كهرباء شركة لبنان، ونزعوا العدّادات، لعدم دفع عدّة فواتير وبأسعار مرتفعة.

الحلول في لبنان تأتي دوماً مجتزأة وغير مستدامة، وبطريقة غير مدروسة. فالترقيع دوماً سيّد الموقف إلى أن يزداد الوضع سوءاً، وتكبر الأعباء وتتطوّر الأزمات، وذلك على حساب المواطن اللبناني المظلوم الأول والأخير والدائم… الحلّ لمشكلة الكهرباء لن يأتي إلّا إن دخلت هذا المعقل وجوه جديدة ومثابرة وطموحة لبناء دولة بكل للكلمة من معنى… “دولة تحترم شعبها”!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar