هل يجرؤ باسيل على إجراء مراجعة… للتراجع؟


أخبار بارزة, خاص 25 آذار, 2023

التيار اليوم: عونيون، باسيليون، متقاعدون من الجيش اللبناني، الحرس القديم. فهل سينجح رئيس التيار في إيجاد جامع مشترك بينهم؟ ووفق أي خطاب؟ وهل سيراهن مرة جديدة على أن “عباءة الرئيس المؤسس”، العماد ميشال عون، كافية لتحقيق ما لن يحقّقه الخطاب السياسي؟


كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

إثر الاجتياح الأسرائيلي عام 1982، وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، قيادةً ومقاتلين، انهارت “الحركة الوطنية اللبنانية” التي كانت تضم الأحزاب اليسارية ومنظمة التحرير، ولم يبقَ منها سوى بعض الأصوات الفردية التي تطلِق بعض المواقف السياسية، بين حين وآخر، فوصَّف أحد أركان الحركة المخضرمين واقعها بالقول: “الحركة الوطنية أصبحت تشبه سيارة تدهورت ولم يبقَ منها شغالًا سوى المذياع تَصدر عنه الأصوات والأناشيد.
التذكير بهذه الواقعة لا يعني المقارنة، لكنّ مسار الأحزاب والحركات والجبهات السياسية، يتشابه حينًا ويتباين حينًا آخر.
التيار الوطني الحر، غدًا الأحد في السادس والعشرين من آذار، يعقد مؤتمره السنوي
التنظيمي، ويتخلله إقرار الورقة السياسية وإعلانها كخريطة طريق للسنة الحزبية الآتية، إلى جانب ورشات عمل. سبق المؤتمر لقاء نظمه مع الشباب تحت عنوان “Ask Gebran”.
في أدبيات التيار حديث عن “المواءمة بين الثوابت السيادية والإصلاحية من جهة، والبراغماتية والواقعية أو الـrealpolitik المطلوب بإلحاح لمقاربة الاستراتيجيات المتحركة إقليمياً ودولياً”، لكن هذه الأدبيات سقطت عند الممارسة على مدى العهد.
على غِرار الأحزاب العقائدية الأوروبية والآسيوية، تميَّز التيار الوطني الحر بغزارة المواثيق والتقارير والكتب والتفاهمات، الجامع المشترك بينها أنها في معظمها وفي أساسياتها بقيت حبرًا على ورق.
عند التأسيس، أطلق التيار الوطني الحر “الكتاب البرتقالي” وهو عبارة عن “ميثاق الحزب”، ومَن يدقق في فصوله، يجد أن معظم بنوده لم يتحقق منها شيء.
ورقة التفاهم، بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لم يتحقق من بنودها شيء ولا سيما تلك التي عوَّل التيار على تحقيقها، لكنه آثر عدم إثارة ما لم يتحقق لأن الهدف الأساسي، وهو إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وهذا الهدف كان أهم من تنفيذ بنود التفاهم.
تفاهم معراب، سقط عند أول اختبار، وما أراده منه التيار، وصول العماد عون إلى قصر بعبدا، تحقق “والباقي تفاصيل”.
حتى كتاب “الإبراء المستحيل” الذي أعدَّه النائب ابراهيم كنعان، ووضع مقدمته العماد ميشال عون، وضعه التيار على الرف، لأنه عقد التسوية الرئاسية مع مَن كان يُفترَض أن يكون “إبراؤهم مستحيلًا”.
الوثائق الأربع، التي ثبت أن هدفها الحقيقي إيصال العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وضعها رئيس التيار على الرف: من “الكتاب البرتقالي” إلى تفاهم مار مخايل إلى تفاهم معراب إلى الإبراء المستحيل، فهل يمكن أن يكون مصير “الورقة السياسية” أو “خارطة الطريق” التي ستعلَن غدًا، أفضل من سابقاتها؟
العونيون والتياريون والباسيليون، ينتظرون من وريث التيار والعونيين، إجابات عن أسئلة قد لا تُطرَح في المؤتمر العام :
لماذا خرج مَن خرج من القياديين والمناضلين، من التيار؟
هل سيتضمن التقرير مراجعة ذاتية نقدية؟ أم أن حال الإنكار ستبقى هي الطاغية؟
مَن هم حلفاء التيار اليوم، بعدما خسر آخر حلفائه، حزب الله؟
هل ستكون هناك مراجعة جريئة لملف الفساد؟ أم أن السرديّة الرائجة أن “الجميع فاسدون إلا التيار” ستبقى هي السائدة، وسيصدِّقها الناس؟
التيار اليوم: عونيون، باسيليون، متقاعدون من الجيش اللبناني، الحرس القديم. فهل سينجح رئيس التيار في إيجاد جامع مشترك بينهم؟ ووفق أي خطاب؟ وهل سيراهن مرة جديدة على أن “عباءة الرئيس المؤسس”، العماد ميشال عون، كافية لتحقيق ما لن يحققه الخطاب السياسي؟ وهل يكون صدى الخطاب السياسي الجديد مشابهًا لمذياع سيارة “الحركة الوطنية”؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar