“محمية عانا” تحتضن الغزلان بعد انقراضها في لبنان


أخبار بارزة, خاص 26 آذار, 2023

المجاعة التي ضربت لبنان أيّام الحرب، كلّفته ثروته الحيوانية إذ عمد الناس لاصطياد كلّ ما يتوفّر لسدّ جوعهم، فخسر لبنان بذلك غزلانه التي انقرضت، ولكن “محمية عانا” توفّر اليوم بيئة آمنة وموطناً لهذه الغزلان كي تتكاثر من جديد.


كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

على مساحة مليون متر مربّع من الغابات من الغابات تمتدّ “محمية عانا” في البقاع الغربي والتي يعيش فيها ما يزيد عن 300 غزال. هذه الغزلان تنمو وتتكاثر منذ ٢٥ عاماً بفضل جهود مدير المحمية فؤاد ناصيف الذي بدأ قصته معها بثلاثة غزلان فقط، ويقول ناصيف أنّ هذه الحيوانات لطالما كانت تتواجد في غابات لبنان ولكنّها انقرضت ويرجّح أنّ السبب يعود لكون الناس وفي فترات المجاعة التي ضربت لبنان اضطرت إلى اصطياد كل ما في الطبيعة في سبيل تأمين الطعام.

ويكشف ناصيف في حديث لـ “هنا لبنان” عن أبرز أهداف الخطة الموضوعة للمحمية: نسعى للوصول إلى 300 – 400 أنثى وهكذا نصل إلى ولادة 300-400 غزال سنوياً، انطلاقاً من معادلة (ذكر مقابل 7 إناث)، وهكذا يمكن أن تتوافر الغزلان خلال السنوات العشر القادمة في أغلبية المحميات والأحراج اللبنانية حيث الشروط البيئية الملائمة لتواجدها.
ويؤكّد على أنّ الاهتمام بالمحمية والمحافظة عليها لم يتراجعا منذ اليوم الأوّل لافتتاحها، إذ أنّ كافة احتياجات الغزلان مؤمّنة، كما أن هناك عناصر أمن وحماية على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى كاميرات مراقبة، مشدّداً على عدم وجود أيّ مشكلة أو نقص على الرغم من غياب الدعم من أي جهة داخلية أو خارجية، “لدينا اكتفاء ذاتي حتى في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها لبنان ونعرف كيف نتدبر أمورنا في المحمية”.
ويعمل ناصيف اليوم على إدخال فصيلة جديدة من الغزلان “أيبكس”، وقريباً سيعمد إلى إطلاقها في المحمية، كما ستدخل أعداد من نوع الـ ” نوبي رايبكس” القادمة من الأردن إلى محمية الباروك.

وفي ظل كل ما يعيشه لبنان من أجواء صعبة على مختلف الأصعدة، تبرز بارقة أمل لكن هذه المرة من عالم الغزلان، وتحديداً من زاوية قدرة البيئة اللبنانية على احتضان الغزلان في الكثير من المحميات والأحراج، وهنا يوضح ناصيف: “بعد أن كانت هذه البيئة تستقبل الفيلة والنمور والأسود والدببة، لم تعد قادرة اليوم على ذلك، وانحصرت قدراتها باستقبال الغزلان فقط، والغزال هو كالخروف والماعز البري، حيث نقوم بحمايتها من أكبر عدو لها أي الكلاب والذئاب”.

بالعودة إلى بداية قصة ناصيف مع الغزلان في هذه المحمية نجدها تعود إلى 25 عاماً مضت، “قدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري دعماً معنوياً وقطعة أرض مجانية للمحمية، ثمّ نقلناها لاحقاً إلى قطعة أرض يمتلكها العميد كارلوس إدّه، ثمّ عدنا وتسلّمناها بعد أن استعاد الرئيس سعد الحريري قطعة الأرض وأنشأ عليها مشروعاً زراعياً”.
وفي ما يتعلق بالغزال اللبناني الذي كان ينزل باتجاه الساحل عندما يبرد، وفي ظل إغلاق المحمية، فإنّ ناصيف بدأ بالتفكير بالبحث عن قطعة أرض في المناطق الساحلية لكي يضعه فيها في فصل الشتاء، لأنّه في حال تعرض لحرارة متدنية يتعرض للأذى “خسرنا عدداً منها في فصول الشتاء، فيما كلّ أنواع الغزلان ليس لديها مشكلة مع فصل الشتاء” يشير ناصيف.
ويبدي ناصيف تفهمه لإمكانيات وزارات السياحة والبيئة والزراعة الضعيفة حالياً وأنّ لدى كل منها أولويات إن حيال وضع المزارعين المزري أو حيال التلوث الحاصل في لبنان، أو حيال الوضع السياحي، مرحّباً بوضع يده في أيدي جميع الناس، ومعرباً عن استغرابه لإهمال الدولة لهذا القطاع، وعدم إيلائه الأهمية المطلوبة “ربما ليس في سلم أولوياتهم”!
لافتاً إلى أنّ ما يقوم به نابع من قناعاته، “وأجده أمراً جيّداً بالنسبة للبنان، ولا أبحث إلا عن فعل الأمور المفيدة لبلدي “.

ويختم مؤكّداً أنّ زيارة المحمية مجانية لجميع الناس من دون استثناء، وذلك ضمن مجموعات تضم الواحدة 8 أشخاص، مع عدم إمكانية استقبال مجموعتين في وقت واحد، فيما مدة الزيارة مفتوحة وليست محددة لهذه المجموعات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar