ماذا تحضر قطر للرئاسة؟


أخبار بارزة, خاص 12 نيسان, 2023
قطر والرئاسة

التزم الموفد القطري بأداء صارم، لم يحد عنه في كل لقاءاته. هذا الأداء هو تعبير عن الحرص على عدم البوح بما لا يمكن أن يباح به قبل أوانه، وإبقاء الاقتراحات الجدية محفوظة، حتى نضوج التوقيت والقبول المناسب.


كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

في الجولة التي قام بها الموفد القطري علامات فارقة، فالوزير محمد الخليفي الذي زار معظم المرجعيات المعنية، واستثنى المكون السني خصوصاً السيادي منه في سابقة لم تحصل من قبل، كان ملتزماً بأداء صارم، لم يحد عنه في كل لقاءاته. هذا الأداء هو تعبير عن الحرص على عدم البوح بما لا يمكن أن يباح به قبل أوانه، كما على عدم الرغبة في التعرض للاستدراج أيضاً قبل الأوان، وبالتالي على إبقاء الاقتراحات الجدية محفوظة، حتى نضوج التوقيت والقبول المناسب.
يمكن على هامش جولة الخليفي ونتائجها وما دار فيها قول الآتي:
أولاً: وجه الموفد القطري لجميع من التقاهم، أسئلة ثلاثة أولها عن رأيهم بالوضع القائم، الناتج عن الفراغ الرئاسي. وثانيها عن تصورهم لكيفية انتخاب رئيس، والثالث وهو الأهم عن تصورهم لكيفية بناء حل مستدام في لبنان، “بحيث لا نضطر للمجيء بعد ستة أشهر من انتخاب الرئيس، للتوسط لتشكيل الحكومة، أو لإتمام الاستحقاقات الأخرى”. هذه الأسئلة تترجم منهجية مدروسة، تهدف إلى الاستماع أكثر منها إلى التكلم، بهدف جوجلة كل الآراء، والعودة فيما بعد، والمعلومات هنا تتحدث عن عودة الموفد القطري، بعد اجتماع الأطراف الخمسة، الذي لن يتأخر عقده، وربما يعقد في الرياض.
ثانياً: استمع الموفد القطري إلى آراء متضاربة جواباً على الأسئلة الثلاثة، فمن حزب الله الذي تمسك بترشيح سليمان فرنجية، مع إبداء مرونة غير حقيقية، في عدم وضع فيتو على أي مرشح، إلى قوى المعارضة التي تمسكت برفض سليمان فرنجية، وبالدعوة إلى التغيير الحقيقي، الذي لا يمكن أن يبدأ إلا إذا كف حزب الله يده عن الهيمنة على السلطة، كان الموفد القطري مستمعاً ومكتفياً بتسجيل الملاحظات، دون أن يبدي أي رأي بما يسمع.
ثالثاً: امتنع الموفد القطري عن تسمية أي إسم للرئاسة، وعلى الرغم من كل ما سرب فهو تعمد الصمت عند سؤاله عن الأسماء المقبولة عربياً، وفي أحد اللقاءات سمع الخليفي، عرضاً غير مباشر لسيرة ومميزات قائد الجيش العماد جوزيف عون، فلم ينبس ببنت شفة، ولم يصدر عنه أي تعليق، وهذا ما فسر من أكثر من طرف التقى الموفد القطري، أنه تحفظ يخفي وراءه حرصاً على الورقة الثمينة، وعلى عدم حرقها في بازار لم يئن أوانه.
رابعاً: ما صدر بدون تحفظ، عن الموفد القطري في لقاءاته، تأكيده على أن زيارته لبيروت منسقة مسبقاً، وستنسق بشكل لاحق، تقييماً وتحليلاً وتوجهاً، مع المملكة العربية السعودية. قال الخليفي أن قطر تنسق مع السعودية في كل خطوة، وأوحى إلى أن نتائج زيارته ستوضع بتصرف قيادة البلدين، وعلى هامش هذا الإيحاء، فهم أن قطر، هي إلى جانب السعودية في رفض الحلول المجتزأة، وفي رفض السلوك القديم، الذي اعتمد دائماً على الترقيع. ربما لذلك كان السؤال الثالث، الذي حرص الخليفي على طرحه، على من التقاهم، هو السؤال المفتاح، الذي يشير إلى أن الموقف العربي والخليجي تحديداً، حازم في عدم تقديم غطاء، لأي حل أعرج في لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us