حماس تحاول توريط لبنان في مواجهةٍ مع إسرائيل.. وموقفٌ لبنانيٌّ رسميٌّ هزيل


أخبار بارزة, خاص 15 نيسان, 2023
حماس تحاول توريط لبنان

صواريخ حماس التي أطلقت من القليلة في الجنوب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة، جاءت في محاولة لفتح جبهة الجنوب وذلك ضمن توجّه إيراني يرمي إلى توحيد الساحات والجبهات، فقد ضربت حماس بذلك قرارات الجامعة العربية بعرض الحائط، والتي اعتبرت لبنان ساحة مساندة وليست ساحة مواجهة..


كتب طارق وليد لـ “هنا لبنان”:

لم تمرّ الطريقة التي تعاطى بها المسؤولون اللبنانيون والمؤسسات التنفيذية والتشريعية والأمنية مع التصعيد في الجنوب مرور الكرام، فقد أعلنت جهات سياسية معارضة استغرابها من هذه الطريقة في التعاطي، كما استغربت صمت الثنائي الشيعي عن صواريخ حماس التي أطلقت من القليلة في الجنوب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في محاولة لفتح جبهة الجنوب وذلك ضمن توجّه إيراني يرمي إلى توحيد الساحات والجبهات، فقد ضربت حماس بذلك قرارات الجامعة العربية بعرض الحائط، والتي اعتبرت لبنان ساحة مساندة وليست ساحة مواجهة..
وترى هذه الجهات أنّه لا يمكن لإيران وأذرعها العسكرية، لا سيّما حماس، تحويل لبنان إلى ساحة مواجهة ضد إسرائيل في وقت تتجه الدول العربية إلى التطبيع مع اسرائيل وفق اتفاقية ابراهام.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية قد سبق أن زار لبنان ليعلن عمليًّا عن فتح جبهة لبنان فلسطينياً ضمن خطة توحيد الجهات بغطاء من حزب الله الذي، وفق أوساط مراقبة، لم يعد قادراً على القيام بأعمال عسكرية جنوباً بعد التوقيع على اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، لأنّ هدف الاتفاق تأمين الاستقرار في المنطقة النفطية والغازية. وقد تبيّن من مجريات التصعيد الحماسي أنّ بنيامين نتنياهو التزم قواعد الاشتباك مع لبنان، فحيّد حزب الله وحمّل حماس المسؤولية ورد عليها بعنف في غزة وأطلق صواريخ في أرض مفتوحة قريبة من النقطة التي انطلقت منها الصواريخ قرب مخيم الرشيدية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه لا يمكن لحماس أو أيّ فصيل فلسطيني تحويل الجنوب قاعدة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ففي ذلك تجاوزٌ للقرارين 1701 و2650، ولا يمكن لحماس اقتطاع أرض من لبنان تحت عنوان “حماس لاند” كما فعلت فتح في سبعينيات القرن الماضي عندما اقتطعت مساحة أرض في الجنوب مطلقةً عليها تسمية “فتح لاند” والتي كان يمنع على مؤسسات وأجهزة الدولة دخولها.
ويقول وزير سابق أنّ لبنان لم يعرف كيف انتهى من “فتح لاند” واستعاد سيطرته على كامل أراضيه، فلا يمكن للبنان السماح لحماس بإقامة “حماس لاند” في ظلّ الظروف والأوضاع القائمة ولا يمكن لحماس تغيير قواعد الاشتباك في الجنوب وأن تعرّض المخيمات للقصف. وقد تحرّكت فتح أخيراً في المخيمات لمواجهة خطة حماس المؤيَّدة من إيران والتي تسعى لتحريك المخيمات والإفادة منها.
كما تقول مصادر مطلعة أنّ حزب الله استخدم الجنوب لتنفيذ أجندة إيران، وتماهت حركته مع المشروع الإيراني فقد لجأت اليوم إيران لأذرعها الفلسطينية، كحماس والجهاد الإسلامي للتصعيد.
هذا وتنقل أوساط سياسية قريبة من الضاحية معلومات مفادها أنّ قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني زار لبنان أثناء وجود هنية وبعد إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلّة، وترأس اجتماعاً مشتركاً حضره قادة حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وقد تركّز البحث على خطّة توحيد الجبهات والساحات ضدّ إسرائيل، وغادر بعدها هنية إلى قطر وقاآني إلى إيران عن طريق دمشق.

إنّ تعاطي المسؤولين مع “صواريخ حماس” لم يكن بحجم وضخامة الحدث، إذ بدا الموقف الرسمي غير مدرك لخطورة الخطوة، فقد اكتفى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ببيان “شجب والتذكير باحترام لبنان تنفيذ القرارات الدولية لا سيما منها 1701″، وحرص على إبلاغ وزير الدّفاع الإيطالي غوديو كروزيتو الذي صودف وجوده في لبنان “أنّ كلّ القوى الفاعلة في الجنوب أبلغت الحكومة إدانتها هذه العملية وشجبها لأيّ تصعيد لاسيما في هذه الظروف الدقيقة”.
فيما لم يدعُ ميقاتي إثر هذا التصعيد الخطير إلى أيّ اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للدفاع أو مجلس الأمن المركزي أو الحكومة أو خليّة الأزمة أو أيًّ من الوزراء المعنيين، كما غابت لجنة الدفاع والأمن البرلمانية ولم تجتمع سوى لتقييم ما جرى وتقديم توصية إلى الحكومة بوجوب ضبط الفلتان الأمني في الجنوب لا سيّما في المنطقة الدولية وتعزيز وجود الجيش جنوباً.

ومن هنا، لا بدّ من أن يتحرّك المسؤولون وأن تكون الرسالة واضحة إلى قيادة الفصائل الفلسطينية بعد صواريخ القليلة بمنعهم من العودة المسلحة لاستخدام الجنوب في ظل القرار 1701، إذ لا يمكن للفلسطينيين توريط لبنان في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل. فأجندة لبنان واضحة وهي الالتزام بتنفيذ القرارين 1701 و2650، في حين أنّ للآخرين حساباتهم وأجنداتهم المختلفة عن أجندة لبنان. فهل سينجح الفلسطينيون في العودة المسلحة إلى الجنوب ونسف الاستقرار وإسقاط اتفاق الترسيم؟ وما هو موقف الحزب من هذه المعطيات؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar