مظاهر وعادات الأعياد تختفي.. أين “بهجة” الفصح والفطر؟


أخبار بارزة, خاص 15 نيسان, 2023
الأعياد

يأتي شهر رمضان وعيدا الفطر والفصح في ظل اشتداد تداعيات الأزمة الإقتصادية على اللبنانيين الذين تراجعت قدراتهم الشرائية بعدما تدهورت قيمة رواتبهم، في مقابل دولرة أسعار السلع والحاجيّات وغلائها بشكل فاق المعقول.


كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:

تتزامن هذا العام أعياد المسيحيين مع أعياد المسلمين، ولذلك كان منتظراً أنّ تلفّ “الزينة” والأضواء كل شارع وبيت ومتجر، وأنّ يُقدّم “المعمول”، وهو حلوى عيدي الفصح والفطر، في كل بيت، وأن تغصّ الأسواق والمحلّات بالزبائن، إلّا أنّ هذه المشاهد غابت عن الواقع، فالأزمة المعيشية واحدة، والضائقة طالت الجميع.
إذ يأتي شهر رمضان وعيدا الفطر والفصح في ظل اشتداد تداعيات الأزمة الإقتصادية على اللبنانيين الذين تراجعت قدراتهم الشرائية بعدما تدهورت قيمة رواتبهم، في مقابل دولرة أسعار السلع والحاجيّات وغلائها بشكل فاق المعقول.
تغيّرت عادات اللبنانيين في الأعياد، يقول جورج لـ “هنا لبنان”: “لم يعد للعيد طعم كما في السابق، فمعظم أفراد عائلتنا سافروا للعمل في الخارج، وبالتالي فقدنا “جمعتنا وفرحتنا”، ومن تبقّى منّا هنا باتت تقتصر زياراته على بيت أو بيتين، نظرًا لتكلفة المحروقات والهدايا والمأكولات الكبيرة”، مضيفًا: “حتّى ولو وصلتني 100 دولار من أخي، فأُفضّل صرفها على الأمور الأساسيّة، ففاتورة الكهرباء باتت تبلغ 30 دولارًا، والإنترنت 15 دولارًا..”.
وضع جورج يتشابه مع أوضاع كثيرين، فتقول سينتيا والتي يعمل زوجها في دبي، لـ”هنا لبنان”: “في قدّاس أحد الشعانين قبل أسبوع، اشتريت شمعة مزيّنة لابنتي، سعرها 6 دولارات، أي 600 ألف ليرة، فمن يتقاضى معاشه بالليرة اللبنانية لن يستطيع شراءها وسيُحرم أبناؤه من أبسط مظاهر العيد”.

الأسواق
لم تتغيّر طقوس الأعياد فقط، إنّما أساليب البيع قد تبدّلت أيضًا، فأصحاب المحال التجاريّة لا يبيعون منتجاتهم إلّا بالدولار، ولا يُخفّضون من أسعارها، وذلك “لضمان الأرباح في ظل انهيار سعر صرف العملة المحلية”، كما يقول صاحب محل لبيع الملابس في مدينة صور.
ويضيف لـ “هنا لبنان”: “الحركة خلال الأعياد تراجعت عن السابق، فبينما كنت أبيع 20 قطعة في يوم واحد، أصبحت أبيع هذه الكمية خلال 4 و 5 أيام، لكن قد تكون هذه النسبة مقبولة بالمقارنة مع الضائقة التي يعيشها اللبناني الذي يُحاول أن يعيش فرحة الأعياد قدر الإمكان”.
في شوارع مدينة بيروت، بالكاد تظهر زينة رمضان والفصح، وهذا يعكس ضعف قدرة إنفاق البلديات والمؤسسات والمتاجر، فبعض المحال التجارية لم تفتح أبوابها ليلًا بعد، رغم اقتراب عيد الفطر، وذلك “بسبب تكلفة الكهرباء الباهظة، والتي نخاف أن لا نعوّضها من البيع”، كما تقول سارة، صاحبة محل “إكسسوارات”، لـ “هنا لبنان”.
في المقابل، تنشط محلات بيع الأغراض المستعملة رغم أنّها باتت أيضًا تعتمد التسعير بالدولار، فيصل كيلو الملابس والأحذية المستعملة إلى نحو 10 دولار، و”هو مبلغ أستطيع أن أشتري فيه ملابس العيد لإبني وابتني”، تقول هبة، معلّمة في إحدى المدارس الرسمية لـ “هنا لبنان”.

الحلويّات
تختلف أسعار الحلويات من منطقة لأخرى، ومن متجرٍ لآخر، لكنّها سُعّرت بالدولار أينما كان، فمثلًا معمول التمر يُسعّر بـ 10 دولار تقريبًا، فيما يصل سعر كيلوغرام معمول الفستق إلى 16 دولاراً، وكيلوغرام المعمول بالجوز إلى 13 دولاراً، في حين لا يتعدّى راتب بعض موظفّي القطاع العام 60 دولارًا.
أما “حلويات رمضان”، فأصبحت خارج العادات الرمضانية لدى فئة واسعة من المواطنين، إذ يتراوح سعر كيلوغرام الحلويات التي تدخل فيها القشطة، بين 8 و17 دولاراً، فيما يتراوح سعر دزّينة القطايف والكلاج بين 9 و15 دولاراً.
هذه الأسعار أدّت إلى استغناء الكثير عن تناول الحلوى، كما عن بعض الأطعمة، ولجوء من يملكون بعض القدرة لشراء المكوّنات وصنع المعمول وبعض حلويّات رمضان في المنازل.
بالمجمل، الأسعار “الجنونيّة” لكافّة السلع في مقابل تدهور القدرات الشرائية للبنانيين، أدّت إلى تغيير في طقوس وعادات الأعياد والمناسبات والاحتفالات.. وكل ما فيه “فرحة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us