الأزمة الاقتصاديّة من لبنان إلى العالم.. هل يخرجنا تهافت اللبنانيين على شراء الذهب من عصر الدولار إلى عصر المعدن الأصفر؟


أخبار بارزة, خاص 17 نيسان, 2023
الذهب

لم يعد المعدن الأصفر وسيلة للتزيّن والتباهي فقط، بل تخطّى ذلك، ليصير أداة للحفاظ على قيمة الأموال.


كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

يقول الاقتصادي الأميركي بيتر شيف: “قوّة الذهب تكشف الضعف العام للدولار”، وها نحن اليوم قد دخلنا في هذه المرحلة! فالمعدن الأصفر لم يعد فقط وسيلة مُلفتة للتزيّن والتباهي، بل تخطّى ذلك، ليصير أداة للحفاظ على قيمة الأموال. وفيما يأخذ سعر الذهب منحى تصاعدياً، يرتفع الطلب عليه عالمياً، خاصة بعد أزمة البنوك الأميركيّة. وبالتالي، تخطّى المعدن الأصفر عتبة الـ 2000 دولار للأونصة، ويقترب تدريجياً من أعلى مستوياته التاريخيّة التي حقّقها عام 2020، بعد بلوغه مستوى 2073 $.

لبنان ليس بعيداً عن الأسواق العالميّة، ورغم غرقه في الأزمة الاقتصاديّة التي طالت فعلاً، إلّا أنّ السوق المحلية تشهد إقبالًا عالياً على شراء الذهب غير المشغول.

وفي تصاريح سابقة لنقيب تجّار الذهب والمجوهرات نعيم رزق، شرح أنّ الطلب على شراء الذهب ارتفع بشكل جنوني في الأسابيع الماضية، لدرجة أنّ طلبات الزبائن على شراء الأونصات، كان من الصعب جداً تلبيتها في اليوم ذاته! وأكّد أنّه لطالما كان هناك طلب على شراء الذهب في لبنان، لكن ليس بهذه الوتيرة، إذ لوحظ ارتفاع الطلب خلال عام 2022 بشكل كبير، ويستمر هذا الارتفاع حتى اليوم، لدرجة أنّ طلب السوق يتجاوز حجم المخزون المحلي.

علماً أنّ الإقبال الكثيف يتركّز على شراء الليرات (حوالي 460$) والأونصات (بحدود 2040 $).

جوزيف كيروز، أحد المواطنين اللبنانيين، يفسّر لموقع “هنا لبنان” سبب لجوئه إلى شراء الذهب بالقول: “السبب الأوّل هو الأزمة المالية، كما أنّ محاور كبرى كالصين وروسيا، تحاول ضرب الدولار لإضعافه، وفي حال تمّ ذلك، فإنّ كل العملات الورقيّة ستتأثّر”. واعتبر أنّ الدولار يبقى الملاذ الآمن. وما يميّزه عن شراء العقارات مثلاً، هو سهولة بيعه والقدرة على التحكّم بذلك. وختم قائلاً: “هذه العوامل شجّعتني على التصرّف بمدّخراتي وتحويلها إلى ذهب بدل من أن تبقى مجرّد عملة ورقيّة”.

في السياق نفسه، أجرى موقع “هنا لبنان” مقابلة مع الخبير في الأسواق المالية نديم السبع، لشرح تأثير هذه الأزمة العالميّة على الصعيد المحلّي، “عندما ترتفع أسعار الذهب، يقوم اللبنانيون بشرائه، حتى إنهم ينتظرون دورهم في ظلّ الطلب الكبير خاصة على الذهب السويسري المستورد من الخارج، ما يسبّب قلقاً عند التجّار لعدم القدرة على تلبية حاجة السوق”. وعن إمكانيّة الخروج من عصر الدولار إلى عصر الذهب في لبنان، فأكّد السبع أنّ هذا الأمر غير وارد في الوقت الحالي، فحتى لو زادت الرغبة بتحويل الأوراق النقديّة إلى ذهب وارتفاع الطلب بشكل كبير كما يحصل حالياً، لكن الخروج من الدولار لن يحصل في الوقت القريب، فحتى الذهب يستوجب عملة ليتم تسعيره بها، والنقود الورقيّة لا مفرّ منها في حياتنا اليوميّة. وأضاف: “كل ما يحصل في العالم، من أزمة دولار، وتخلّي بعض الدول عن الدولار أو المطالبة بعدم التداول به كالبرازيل والصين وآخرها فرنسا التي طلبت التخفيف من الاعتماد على الدولار… كل هذه العوامل تلعب لصالح الذهب ما يسلّط الضوء عليه ويزيد من توهّجه، لكن في لبنان الدولار سيبقى المسيطر الأوّل والأخير”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar