لبنان إلى مؤتمر بروكسل منتصف حزيران: مستوى التمثيل لم يُبتّ.. والملف قيد الإعداد


أخبار بارزة, خاص 25 أيار, 2023
لبنان - بروكسل

رغم أنّ المؤتمرات السابقة لم تكن مشجعة، لا من حيث الدعم الدولي وتحديد حجم المساعدات للّاجئين ولا من حيث إيجاد الحلول لهذه المعضلة، إلا أن حضور لبنان المؤتمر بملف متماسك يساهم في التفاوض من موقع قوة. فهل ينجح لبنان اليوم من خلال مشاركته في تغيير نظرة المجتمع الدولي من “التفهم والتقدير لمعاناة لبنان” إلى الحلول العملية؟


كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:

١٢ عاماً على الحرب السورية وما زال لبنان عاجزاً عن حلّ مشكلة النازحين السوريين، وذلك في ظل استمرار تجاهل المجتمع الدولي لطلب لبنان بضرورة عودة النازحين إلى بلادهم، على الرغم من توفر مناطق واسعة في سوريا تشهد الأمن والاستقرار. هذا الواقع يثير الشكوك حول مواقف الدول الكبرى تجاه هذه القضية الحساسة، خاصة مع وجود ضغوط تمارسها بعض الدول لدمج النازحين السوريين في المجتمعات التي تستضيفهم، وعلى رأسها لبنان.
مؤتمرات واجتماعات ووعود، والنتيجة أنّ لبنان أُنهك ديموغرافياً واقتصادياً واجتماعياً ولا قدرة له على تحمّل المزيد من الخسائر.
داخلياً يُثار الموضوع لأيام، ثم يعود وينطفئ وكأن هناك ضياعاً لبنانياً على رغم مجاهرة الجميع أن المسألة حساسة وتحتاج إلى حلول سريعة، إلا أن التجاذبات السياسية تطغى على المعالجات وهذا ما ظهر في مسألة “دولرة المساعدات المالية النقدية المخصصة للنازحين السوريين” من خلال الأخذ والردّ الذي لا تنتهي فصوله.

اليوم لبنان أمام محطة دولية في الخامس عشر من حزيران المقبل حيث سينعقد مؤتمر بروكسل السابع حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”. ورغم أنّ المؤتمرات السابقة لم تكن مشجعة، لا من حيث الدعم الدولي وتحديد حجم المساعدات للّاجئين ولا من حيث إيجاد الحلول لهذه المعضلة، إلا أن حضور لبنان المؤتمر بملف متماسك يساهم في التفاوض من موقع قوة. فهل ينجح لبنان اليوم من خلال مشاركته في تغيير نظرة المجتمع الدولي من “التفهم والتقدير لمعاناة لبنان” إلى الحلول العملية؟

لا شك أنّ الهدف الرئيسي لمؤتمرات بروكسل هو ضمان استمرار الدعم للشعب السوري، سواء في سوريا أو في المنطقة الأوسع، من خلال تعبئة المجتمع الدولي لدعم حل سياسي شامل وموثوق للنزاع السوري يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وكما في مؤتمرات السنوات السابقة، سوف يتناول مؤتمر بروكسل السابع أيضاً القضايا الإنسانية الحرجة والمسائل الأساسية المرتبطة بالقدرة على الصمود التي تؤثر على السوريين في سوريا والدول المجاورة، وتلك التي تؤثر على المجتمعات التي تستضيف اللاجئين السوريين في المنطقة. لذلك سوف يجدد المؤتمر الدعم السياسي والمالي من جانب المجتمع الدولي لجيران سوريا، خصوصاً الأردن ولبنان وتركيا، بالإضافة إلى مصر والعراق.
وقد أكدت مصادر مطلعة لموقع “هنا لبنان” أنه لم يُبتّ بعد بمستوى تمثيل لبنان في المؤتمر إن سيكون على مستوى رئاسة الحكومة أو على مستوى وزيري الخارجية والشؤون الاجتماعية. فيما الورقة اللبنانية ستتضمن وجهة نظر لبنان الرسمية حول حق العودة لهؤلاء النازحين وأن من العناصر التي تحقق عودة النازحين هو دفع المساعدات المادية التي تعطى للنازحين بعد عودتهم إلى بلادهم. من دون إغفال الجانب الأمني، وخطورته على الاستقرار والسلم في ظل ارتفاع مستوى الجريمة وفق التقارير الأسبوعية للقوى الأمنية وغيرها من النقاط التي ركّز عليها المسؤولون اللبنانيون في لقاءاتهم أكثر من مرة أمام الوفود الأجنبية.

في هذا السياق أكد وزير المهجرين عصام شرف الدين لموقع “هنا لبنان” أن تفعيل ملف النازحين كان قد حصل بُعيد اللقاء الخماسي الذي عقد في الأردن وصدور البيان الإيجابي عنه، ما أعطى دفعاً في الداخل اللبناني ثم ما صدر عن القمة العربية في هذا الصدد، ما سهّل على الحكومة اللبنانية أن تخطو خطوة إلى الأمام. وقد تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن اجتماع لمجلس الوزراء سيعقد الأسبوع المقبل وبنده الأساسي ملف النازحين معلناً أنه يؤيد فكرة ذهاب وفد رسمي إلى سوريا للبحث في هذا الملف.
وقال شرف الدين “نحن ننتظر، وقد تأملنا خيراً بهذا الإعلان، إذ أنّ الدولة المعنية بهذا الملف هي سوريا ولبنان الدولة المضيفة”.
وفي موضوع طلب لبنان للداتا، لفت شرف الدين إلى أن المفوضية تلتزم بمعايير دولية لتسليم الداتا وتعتبر أنّ هناك نازحين سياسيين قد يعتبرون أنفسهم مستهدفين وبالتالي هي ذريعة حتى لا يتم تسليم الداتا.
ولفت شرف الدين إلى أنه كان قد اقترح في الجلسة التشاورية أن لا داعي لانتظار الداتا. فلبنان بإمكانه جمع الداتا على أن يتم البدء من المخيمات التي تضم نحو 350 ألف نازح. وتحدث شرف الدين هنا عن الترحيل الآمن للنازحين السوريين إلى بلادهم.
وعن مؤتمر بروكسل شدد شرف الدين على أهمية صياغة ورقة تنطلق من الاتفاقات الدولية وعرضها في المؤتمر حتى تكون كورقة ضغط للتفاوض من موقع قوة. وللأسف ففي المؤتمر الأخير تحدثت بعض الدول عن التوطين وتأمين فرص عمل وسكن، ما لقي الرفض القاطع من لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us