باسيل يتّعظ من تجربة ميشال عون، ويجرّ المعارضة إلى ملعبه


أخبار بارزة, خاص 25 أيار, 2023
باسيل

يرفع التيار الوطني الحر في معركته الرئاسية، مواصفات الرئيس “التوافقي والمقبول من اللبنانيين والقادر على التحاور مع الخارج لإنقاذ لبنان ولا يكون رئيس تحدٍ”، إلا أنه أمام عائقين: الأول مع المعارضة التي تصر على مرشح حتى لو شكل تحدياً للثنائي الشيعي، والثاني مع الثنائي نفسه الذي يتمسك حتى الساعة باسم مرشحه سليمان فرنجية ويقفل أبواب الحوار على أي اسم آخر.


كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:

وقعت المعارضة في فخ رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، حيث أعلن أعضاؤها استعدادهم للمشاركة في مناقشة وتقييم أسماء المرشحين مع التيار، بهدف التوصل إلى توافق على اسم رئيس للبلاد.
وحتى الآن، نجح باسيل في جرّ المعارضة إلى ميدانه، تحت شعار السعي لاختيار مرشح توافقي. لكن باسيل “إجر بالفلاحة وإجر بالبور”، فما زال يتحايل، إذ لا يرغب في قطع شعرة معاوية مع حزب الله، ويعول على إعادة تسوية وضعه الحالي. كما يدرك أنه بمفرده لا يستطيع أن يقارب الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي، لم يعد الحوار مع أعضاء المعارضة خيارًا بل واجبًا عليه إذا أراد المشاركة في صنع الرئيس المقبل.
يرى معارضون لباسيل، أّنّ تاريخه لا يوحي بالثقة، فهو انقلب على اتفاق معراب، واختلف مع رئيس تيار المردة، الحليف القديم، ولا ودّ بينه وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، وأخيراً اختار الافتراق عن اتفاق مار مخايل.
فباسيل الذي أعلن أنّه ليس مرشحاً لرئاسة الجمهورية، ولكنه يصر على دور صانع الرؤساء، مستعد لهذه الغاية الدخول في الحوار مع كل الأطراف، متسلحاً بالتشتت الحاصل في المجلس النيابي الحالي لأن لا أحد يمتلك الأكثرية النيابية لفرض مرشحه، وإيماناً منه أيضاً كما يقول نواب التيار، أنّهم عاشوا تجربة حكم الرئيس ميشال عون لست سنوات من التحدي، كانت نتيجتها تعطيل مسار الدولة وتحقيق الإصلاحات وتسجيل الإنجازات.
إذاً، ارتضى باسيل الحوار سبيلاً ويخوض غماره مع نواب المعارضة بعد أن انقطع مع الثنائي، على الأقل مرحلياً، ووصل إلى مرحلة الأسماء بعد عملية غربلة واسعة.
وقد تمكن باسيل من المناورة، وطرح اسم الوزير السابق جهاد أزعور، إلا أنّه وبحسب مصدر نيابي معارض، عاد وتراجع عن حماسته، رابطاً قبول ترشيح أزعور بموافقة الثنائي عليه.
وهكذا يرفع التيار الوطني الحر في معركته الرئاسية، مواصفات الرئيس “التوافقي والمقبول من اللبنانيين والقادر على التحاور مع الخارج لإنقاذ لبنان ولا يكون رئيس تحدٍ”، إلا أنه أمام عائقين: الأول مع المعارضة التي تصر على مرشح حتى لو شكل تحدياً للثنائي الشيعي، والثاني مع الثنائي نفسه الذي يتمسك حتى الساعة باسم مرشحه سليمان فرنجية ويقفل أبواب الحوار على أي اسم آخر.

يؤكد عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطالله لموقع “هنا لبنان” أنّ الحوار مع نواب المعارضة للاتفاق على اسم لرئيس الجمهورية لا يزال قائماً، والتواصل دوري ويومي، وهو حوار ثنائي مع التغييرين لأنهم عجزوا عن التوحد في كتلة نيابية واحدة، ويضيف “صحيح أن التقدم ليس سريعاً ولكنه موجود”.
ويؤكد عطالله أنّ الحوار وصل إلى مرحلة اختيار الأسماء، والتيار مصرّ على عدم خوض المعركة باسم يشكل استفزازاً لأحد حتى الثنائي، ويقول إن الثنائي أخذ خياره وليس مستعداً للتفاوض حتى الآن.
“اسم جهاد أزعور موجود ولا تراجع من باسيل عن دعمه، وهو اسم من لائحة تضم ثلاثة أسماء من ضمنها زياد بارود”، يقول عطالله الذي يفضل عدم الكشف عن الاسم الثالث “لعدم حرقه”.
يجزم عطالله أنّ التيار لا يطرح أسماء ولن يطرح، أما إمكانية طرح اسم من داخل التكتل فهي ساقطة، فإذا كان التيار مستعدًّا لهذا الخيار، لطرح اسم رئيسه الذي يملك كل المواصفات المطلوبة، وأكد عطالله أنّ القوات أصلاً لم تطرح ذلك والتيار ليس بصدد قبول ذلك.

وبحسب معلومات “هنا لبنان”، فإنّ كلام النائب الآن عون عن تبني ترشيح أحد أعضاء التكتل عُرض في اجتماع الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر الأخير، وسأل باسيل عون عن تصريحه، فأكد له أنه رأي شخصي نابع من قناعته بأن أحد أعضاء التكتل قد يكون الأقرب إلى نواب المعارضة والثنائي الشيعي، إذا كان التيار فعلاً يريد رئيسا توافقياً. إلا أنّ باسيل، وبحسب المعلومات، لم يوافق عون على طرحه، مؤكداً استمراره في نهج الحوار المتبع حالياً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar