“الكسارات تستحثّ الزلازل”.. هزّات من صنيعة البشر تعبث بفوالق لبنان!


أخبار بارزة, خاص 4 حزيران, 2023
هزّات

ما حصل في زحلة، تمّ توثيقه وتحرّكت الجهات المعنية فوراً، وحضر الجيش إلى المكان وأجرى المقتضى اللازم. ولكن السؤال، كيف نمنع تكرار هذه التجاوزات؟ وكيف لا يميّز مركز “بحنس” بين مصادر الهزّات؟


كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

“تفجيرات تستحثّ الهزّات“، هذا ما كان حذّر منه الخبير الجيولوجي الدكتور طوني نمر عبر “هنا لبنان”، في الأسابيع الماضية، بعدما أثارت إحدى الهزّات التي ضربت كسروان يوم السبت 6 أيار، الشكوك حول مصدرها، وفي حينها دعا نمر في تقرير مصوّر إلى قراءة المعطيات وإجراء الدراسات، لمعرفة ما إذا كانت الهزّة “طبيعية” أم صنيعة البشر!

غير أنّ مركز “بحنس” منذ ذاك التاريخ وحتى اليوم لم يتحرّك، ولم يصدر عنه ما يطمئن اللبنانيين، علماً أنّ منطقة الهزّة هي منطقة كسارات، وهي واقعة على فالق اليمونة.

الجديد في الموضوع ما حصل أمس، وتحديداً بعد قرابة الشهر على التحذير، إذ أعلنت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس عن هزّة أرضية شعر بها سكان منطقة زحلة نحو الساعة الثانية و15 دقيقة، موضحة أنّ قوتها تبلغ 3 درجات على مقياس ريختر.
ووفق ما قالت البراكس لـ “النهار” فإنّ الهزّة قد سبقها دوي.

هذه المعطيات جميعها وكلمة “دوي” لم تدفع الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها، غير أنّ تحرّكين أثارا الموضوع ودفعا الرأي العام إلى المطالبة بالتوضح والتدخل.
التحرّك الأوّل من قبل الدكتور طوني نمر الذي غرّد: “الهزة الأرضية اليوم في جرود زحلة مثيرة للريبة مثل هزة 6 أيار في جرود كسروان من حيث التوقيت (بعد ظهر السبت) والمكان (منطقة كسارات)”.
وتابع: “ينبغي على القوى الأمنية أخذ الموضوع بجدية للتحقق من أسباب هذه الهزات ووقفها إذا كانت ناجمة عن تفجيرات لأن هكذا أعمال قد تستحث زلازل لا تحمد عقباها”.

أما الخطوة الثانية فكانت من الصحافي عبدالله قمح الذي نشر صورة قال إنّها لموقع هزّة زحلة وعلّق عليها قائلاً: “3 أذكياء لديهم كسارة في زحلة، تسببوا بهزّة أرضية أسفل قاع الريم بلغت قوتها ٣ درجات على مقياس ريختر”.
وسأل قمح: أين وزارة البيئة وأين الوزير؟

من جهته، أوضح وزير البيئة ناصر ياسين على الفور أنّهم كوزارة كانوا قد أصدروا قراراً بإقفال هذه الكسارة، وأنّ هناك إشارة قضائية من المدعي العام البيئي في البقاع بختمها بالشمع الأحمر.
وأكّد على متابعة الموضوع مع الجهات المسؤولة.

ما حصل في زحلة، تمّ توثيقه وتحرّكت الجهات المعنية فوراً، وحضر الجيش إلى المكان وأجري المقتضى اللازم. ولكن السؤال، كيف نمنع تكرار هذه التجاوزات؟ وكيف لا يميّز مركز “بحنس” بين مصادر الهزّات؟

في هذا السياق أوضح الدكتور طوني نمر لـ “هنا لبنان”، أنّ هزّة كسروان التي حصلت في 6 أيار، وهزّة أمس في زحلة، هما على فالق اليمونة، وفي منطقة تنشط فيها الكسارات.
ولفت نمر إلى أنّ “الصورة التي نشرها الصحافي عبدالله، توضح أنّ هناك من حفر نفقاً في الصخر كي يستخدم المتفجرات”، مضيفاً: “عندما اطلعت على الصورة اتضّح لي أنّ الحائط المحفور فيه هذا النفق قد يكون هو الفالق على وجه لأرض، وأنّ هناك من قام بالحفر بهدف التفجير”.
وحذّر نمر من أنّ “التفجير يبدّل بضغوطات الفالق في المنطقة، وهذه الضغوطات قد تتمدّد ولا يمكن أن نعلم كم ستتمدّد وما سينتج عنها، فهي قد تؤدي إلى هزّات صغيرة أو كبيرة، ولا يمكن تحديد خطورتها”.

وفي ما يتعلّق بدور مركز “بحنس” في توضيح هذه الأمور، قال نمر: “لا أعرف لماذا لا يتم التحدث عن هذا الموضوع، أو إيضاحها سيّما وأنّ لديهم الداتا”، متسائلاً إن كان المركز لا يملك الإمكانيات لقراءة هذه المعطيات؟!

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us