في لبنان المأزوم أكثر من 280 براءة اختراع خلال عام واحد.. وابنة الـ14 عامًا تسبق دولًا باختراعها!


أخبار بارزة, خاص 10 حزيران, 2023
لبنان - الابتكار

خلال عام 2022 سجّل لبنان 282 براءة إختراع وما يُقارب 95 رسم نموذج صناعي، فالأزمة شجّعت المواطنين على الإبداع وابتكار الحلول لأنّ الحاجة أمّ الاختراع


كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:

رغم الظروف المتدهورة التي يعيشها لبنان غير القادر على تأمين أبسط مقومات العيش لمواطنيه، لا يزال اللبنانيون بكافة فئاتهم العمرية والمجالات يتألّقون ويصرّون على إعادة وضع البلد على خارطة الإبداع والإبتكار العالمي، فخلال عام 2022 سجّل لبنان 282 براءة إختراع وما يُقارب 95 رسم نموذج صناعي، بحسب ما كشف مدير عام وزارة الإقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر لـ “هنا لبنان”.
هذه الأعداد لم تكن موجودة في السنوات الماضية، “فسابقًا لم يكن هناك أزمة وكل ما كنّا نحتاجه كنّا نقوم باستيراده، أمّا الآن، فالأزمة شجّعت المواطنين أكثر على الإبداع وابتكار الحلول”، كما يوضح أبو حيدر.
ويضيف: “أغلبية براءات الإختراع يُقدّمها طلاب وهذا أمر إيجابي جدًا، وهي تتعلّق بتقنيات جديدة بالعلاجات، وبمنتجات جديدة، بالإضافة إلى المشاريع المتعلّقة بأنظمة الطاقة الشمسيّة، وذلك لحاجتنا لهذه الطاقة البديلة في ظل أزمة الكهرباء التي نعيشها، فالحاجة أم الإختراع”.
ويؤكّد أبو حيدر أنّ “هذه الإختراعات تسدّ طلبات وحاجات الناس اليوم، وهذا يُسجّل أنّ اللبناني لا يزال مبدعًا رغم كل الأزمات، وأنّ لبنان غنيّ بكادره البشري والتعليمي، وأكبر خسارة للبلد اليوم هي هجرة الأدمغة”.
وحول كيفية تحفيز أصحاب الإختراعات، يقول أبو حيدر: “نحن نقوم بدعوتهم للمشاركة بالمعارض التي يُنسّقها لبنان في الخارج، فعلى سبيل المثال، في “إكسبو دبي” دعوْنا العديد من الأشخاص الذين يمتلكون براءات إختراع لعرض مشاريعهم، وبالتالي نحن نحاول أن نخلق أسواقًا لهم في المعارض”.

ياسمينة شاهين.. طفلة مخترعة
واحدة من الإختراعات المميّزة تعود ملكيتها للتلميذة اللبنانية ياسمينة شاهين، ابنة الـ 14 عاما من مدرسة خالد بن الوليد في بيروت، وهو اختراع يتعلّق بجهاز تنقية وتعقيم السوائل من “الميكروبات” عبر استخدام الأشعة ما فوق البنفسجية ويتم تشغيله عبر الطاقة الشمسية.
فكرة مشروع التلميذة ياسمينة بدأت مع بداية إنتشار الكوليرا في لبنان، إذ تقول لـ “هنا لبنان”: “في تلك الفترة ولدت لديّ حشرية لإيجاد طريقة للحصول على مياه خالية من البكتيريا ومن ضمنها الكوليرا، وبعد الإطّلاعات والبحوث توصّلت إلى مشروعي، وكان هدفي منه الوصول إلى تقنية تُناسب الجميع وبأسعار بسيطة، كوننا نعيش في ظل أوضاع إقتصادية متدهورة ونعاني من إنقطاع مستمر في الكهرباء”.
وبعدما تمكّنت ياسمينة من إنجاز مشروعها، اختيرت من قِبل”The Royal Academy of Science International Trust” (RASIT)، فكانت أول فتاة عربية في هذا العمر تًقدّم رؤية “الفتيات في العلوم” لأهداف التنمية المستدامة في اليوم الدولي الثامن للمرأة والفتاة في جمعية العلوم الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك يوم 10 شباط 2023.
واليوم تبحث ياسمينة عن دعم لتطوير مشروعها حتّى تتمكّن من تسويقه، وطموحاتها لن تتوقّف عند مسعاها هذا، فهي “ستستمر في بحثها عن حلول لمشاكل أخرى نواجهها” كما تقول، لافتةً إلى أنّ “هناك فتيات أخريات لديهنّ أفكار ومشاريع عديدة لكن للأسف لم تظهر بعد، ولذلك أتطلّع إلى تشكيل فريق حتّى نستطيع إظهار أفكارنا جميعًا، وحتّى نؤكّد أنّ للمرأة دور وأهمية في المجتمع”.
وبالرغم من أنّ ياسمينة قد تلقى دعمًا أكبر في الخارج، إلّا أنّها تريد البقاء في بلدها “الذي خُلقت وكبرت فيه وأن تُقدّم له الحلول وتكون فردًا فعّالًا فيه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar