جبران باسيل.. والصعود إلى الهاوية
في السياسة، هل يمكن لقطب سياسي، هو جبران باسيل، أن يتقاطع في مكانين في آن واحد؟ باسيل تقاطع مع مكونات في المعارضة على اسم المرشح جهاد أزعور، ويسعى إلى “التقاطع” مع الحزب على اسم جديد، غير أزعور طبعًا، فماذا يمكن تسمية هذا الأداء بغير “البهلوانية السياسية؟
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
مَن تنازل لمَن؟ مَن تراجع؟ مَن “نزل عن الشجرة”؟
هذه الأسئلة تتوسع كبقعة الزيت، في العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، فبعدما كُشِف عن اللقاءات بين رئيس التيار جبران وبين رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، بدأ التسريب عمّن تنازل، البداية بدأت من التيار الوطني الحر، أن الحزب هو الذي طلب اللقاء، وفق ما ورد في موقع التيار، كما يلي: “كشفت معلومات tayyar.org أن التواصل عاد بين التيار الوطني الحر وحزب الله بناء على طلب “الحزب” بعدما تراجع عن شرطه بأن يكون التحاور حصرًا حول اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية.
وتشير المعلومات إلى أن المانع لعودة الحوار، تم تجاوزه من خلال الأرضية المشتركة التي بادر حزب الله إلى تقديم إشارة عن رغبته بالتوصل إليها، بأن أصبح أكثر ليونة في الحوار الرئاسي من خلال الحديث عن شخصية تستطيع أن تشكل ضمانة للمقاومة، فاتحاً الباب ولو بشكل غير مباشر لحوار جدي حول الرئاسة”.
لم يكد الخبر ينتشر، حتى تم الرد من جهة إعلامية قريبة من حزب الله. الإعلامية هبة مطر ، مديرة موقع “الواقع برس” ورئيسة تحرير رصد الميدان.
وصفت ما أورده موقع التيار بأنه “خبر عار عن الصحة”، وأوردت أن اللقاء تم بعد “تراجع الوزير جبران باسيل عن شرطه المسبق وهو حذف اسم الوزير السابق سليمان فرنجية قبل العودة إلى طاولة الحوار. ومنذ البداية كان واضحاً أن حزب الله طلب من جبران باسيل أن يقدم ما لديه من أسماء، فلم يقدم أي شيء، طالباً حذف اسم سليمان فرنجية.
وعندما وافق على إبقاء سليمان فرنجية ضمن لائحة الأسماء التي سوف يتم التحاور حولها، عادت المفاوضات وانطلقت بين الطرفين”.
وبين خبر التيار ونفي حزب الله له، يبدو أن الأمور بين حارة حريك وميرنا شالوحي، أو البيّاضة، يشوبها ضعف الثقة، ومحاولة كل طرف تسجيل نقاط على الطرف الثاني، لكن ما هو لافت أن اللقاءات المتعددة بين باسيل وصفا (وهناك مَن يقول إنها ثلاثة لقاءات) ، تمت قبل الإطلالة الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والتي أعلن فيها التمسك بدعم ترشيح سليمان فرنجية، ما يعني أن تسريبة مصادر باسيل ليست دقيقة وأنّ حقيقة الأمر أن “باسيل وافق على إبقاء سليمان فرنجية ضمن لائحة الأسماء التي سوف يتم التحاور حولها”، بعدما كان يشترط سحب اسمه، فكيف يكون الحزب تراجع؟
في السياسة، هل يمكن لقطب سياسي، هو جبران باسيل، أن يتقاطع في مكانين في آن واحد؟ باسيل تقاطع مع مكونات في المعارضة على اسم المرشح جهاد أزعور، ويسعى إلى “التقاطع” مع حزب الله على اسم جديد، غير أزعور طبعًا، فماذا يمكن تسمية هذا الأداء بغير “البهلوانية السياسية؟
كما تجدر الملاحظة أنّ لقاء باسيل – صفا، جاء بعد زيارة الرئيس السابق العماد ميشال عون لسوريا، وفُهِم بعد الزيارة، بالنسبة إلى التيار ، أن طريق بعبدا تمر في حارة حريك وليس في دمشق، فكانت هذه “التكويعة” وهذا “التقاطع الجديد”.
السؤال هنا: كيف ستتلقف المعارضة “التقاطع الجديد” لباسيل؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
سقوط الذراع الثالثة لإيران… سوريا | جلسة انتخاب الرئيس… هل تكون آخر ” أرانب” بري؟ | هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ |