من يحمي أطفالي؟ من أبيهم؟ من جدّهم؟ من أقربائهم؟ وربما مني؟


أخبار بارزة, خاص 24 تموز, 2023
أطفالي

وراء هذه الجرائم، لم يكن الوحش بعيداً، كان قريباً، كان أمناً، كان دفئاً، كان “حضناً”..


كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

لم تكن أياماً عادية، كانت مؤلمة، حوادث مأساوية ضحاياها أطفال. قصص لم نكن لنصدق أنّها ستزدحم في يومياتنا بهذا الشكل المروّع، وكأنّ هناك من يريدنا أن نعتاد على هذا الظلم!
من أين البداية؟ لا أدري!

من لين طالب، طفلة الـ6 سنوات، التي نهش جدّها جسدها الطري. لين حالياً في السماء، عصفورة ربما، أو ملاك، أو أيّ شيء جميل، تحرّرت من الخوف، من الظلم، من رعب لم تكن تدرك معانيه، هي كانت تتألم، تتمزّق، دون أن تدرك أنّ ما تتعرّض إليه هو اغتصاب.

ربما كانت تظّن أنّ الجدّ يؤنبها، ربما ظنّت ما حلّ بها مجرّد عقاب كان قاسياً ومظلماً.
رحلت لين، ولم تدرك أن الدماء، التي قيل إنّ والدتها غسلتها بيدها، هي دماء جريمة، من أفظع ما يكون!

لين ليست الوحيدة، فهناك في بلدة عكارية أخرى، طفل قاصر، تعرض للاغتصاب من أحد الجيران – الأصدقاء. فسكتت العائلة خوفاً من الفضيحة، وكاد الطفل أن يحلّق مع لين، لولا أنّ بعض الوعي دفع بالأهل لأن ينقلوه للمستشفى.
الطفل يخضع حالياً للعلاج، والمغتصب كان في مكان الأخ، والعائلة بدلاً من أن تحتضن الضحية تذرّعت بكلمة “العار”.

في إحدى بلدات جبل لبنان، جريمة ثالثة، طفلة قاصر تعرضت وطيلة 3 سنوات للاغتصاب من قبل شقيقيها. أما الوالدة فكانت تعلم!

ولأنّ المشهد لم تكتمل فصوله المأساوية، انتشر مؤخراً فيديو لوالد يعنّف طفلته بشكل مروّع، تحت أنظار الأم، التي وثّقت بفيديو الاعتداء. وإثر خلاف مع زوجها نشرته، لا خوفاً على طفلتها، بل بدافع الانتقام!

أما الطرقات اللبنانية، فكانت مسرحاً لجرائم، ضحاياها رضّع، وضعوا في أكياس وكراتين. رضّع خرجوا من رحم أمهات قررن التخلّي عنهم، وتعريضهم لخطر الموت دون أن يرفّ لهنّ أيّ جفن.

هذه المشاهد جميعها، تضعنا أمام أسئلة، أسئلة مؤلمة، وقاسية في آن، من يحمي أطفالنا؟ من الأب؟ من الجد؟ من الأقرباء؟ من الأصدقاء؟ ومنّا كأمهات؟

فوراء هذه الجرائم، لم يكن الوحش بعيداً، كان قريباً، كان أمناً، كان دفئاً، كان “حضناً”..

وراء هذه الجرائم، كان هناك أمّ، تغسل الدماء بيديها، وأمّ تشهد الاغتصاب دون أن يقشعرّ بدنها، وأم تصوّر التعنيف دون أن تندفع لتخطف طفلتلها إلى صدرها؟
وأم ترمي رضيعها في كيس، في كرتونة، في العراء!

كل هذه المشاهد، تجعلنا نسأل، لماذا ننجب أطفالاً لا نريد لهم الحياة؟ لماذا ننجب أرواحاً كي نعنفها، كي نغتصبها، كي نرميها كأي قطعة بالية!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us