” آب الرابع “.. للرابع من آب


أخبار بارزة, خاص 29 تموز, 2023
آب

لا شيء يوحي بأنّ الحقيقة والعدالة في قضية تفجير مرفأ بيروت سيكون مصيرهما أفضل من مصير الحقيقة والعدالة في قضيتي اغتيال الجميّل والحريري.


كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

كم شهر آب سَيَعُدُّ اللبنانيون ليصلوا إلى حقيقة مَن فجَّر مرفأ بيروت؟ وإذا مرّ “آب الرابع والخامس والعاشر”، فكم سيمضي من وقت لتحقيق العدالة، بعد كشف الحقيقة؟ ومَن يكون على قيد الحياة، عندها، ليعرف الحقيقة ثم يشهد على العدالة؟
هذا هو الانطباع العام الذي يدور في الذهن، في ذكرى حلول “آب الرابع” على “الرابع من آب”.
في لبنان، قد تُكشف الحقيقة لكن لا تُحقَّق العدالة، حصل ذلك في اغتيالَيْن كبيرين: اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري كشفتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فسمّت المرتكبين، وهُم من حزب الله، لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تعليقًا على الحَكم، قال “إن لدينا قديسين لا مجرمين، واليد التي ستمتد اليهم سنقطعها”… قُضي الأمر.
الحقيقة في اغتيال الرئيس بشير الجميل كشفها القضاء اللبناني الذي سمّى المرتكبين ومن بينهم حبيب الشرتوني الذي أمضى ست سنوات في سجن رومية، لكن “العدالة” بقيت مبتورة إذ إنّ الشرتوني أطلقته القوات السورية التي دخلت إلى لبنان في ١٣ تشرين ١٩٩٠، ونقلته إلى سوريا، ومنذ ذلك التاريخ، أي منذ ٢٣ عامًا، مازال متواريًا فيها، أمّا “مُشغِّله”، المتهم الثاني في عملية اغتيال بشير الجميل، نبيل العلم، الذي ينتمي أيضًا إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، فتوارى منذ اليوم الأوّل، وقيل إنّه تنقل بين سوريا وإحدى الدول الأفريقية، وهناك مَن يقول إنّه توفي وأنّ مراسم الجنازة أقيمت له في بلدته في لبنان.
لا شيء يوحي بأنّ الحقيقة والعدالة في قضية تفجير مرفأ بيروت سيكون مصيرهما أفضل من مصير الحقيقة والعدالة في قضيتي اغتيال الجميّل والحريري.
غداة تفجير المرفأ، صدر كلام رسمي أنّ الحقيقة ستظهر في غضون أربعة أيام، مرّت أربعة أيام وأربعة شهور وأربعة أعوام، ولا حقيقة. انتقل الملف من محقق عدلي إلى محقق عدلي آخر، من القاضي فادي صوان إلى القاضي طارق البيطار. والمفارقة أنّه بدلًا من توقيف المشتبه بهم، بلغ الكباش القضائي – القضائي إلى حد التلويح بتوقيف القاضي البيطار!
الرابع من آب 2023، الذكرى الرابعة لتفجير المرفأ، سيقف أهالي الضحايا في المكان الذي سقط فيه أفراد من عائلاتهم، سواء في المرفأ أو في الأشرفية، ويسألون أنفسهم والسلطة التنفيذية: أين أصبح التحقيق؟ هل يُعقَل أن تقع جريمة بهذا الحجم، ويكون لسان حال الجميع المقولة التالية: “عُثِر على الضحية وفرَّ الفاعل”؟
المطلوب في يوم الرابع من آب، وفي خطوة تخفف من آلام أهالي الضحايا، أن يُصار إلى نشر القرار الظني الذي ن وفق كل المعلومات، أصبح ناجزًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us