٤ آب ٢٠٢٣ : جراح لم تندمل.. “من أجل العدالة والمحاسبة مستمرون”

٤ آب ٢٠٢٣ .. ثلاث سنوات على تفجير بيروت.. نجا من مات ومات من نجا.. هي المقولة التي يتمّ تداولها كلّ عامٍ في مثل هذا اليوم منذ تفجير مرفأ بيروت..

ربّما نجا من مات في ذاك اليوم من ظلم المنظومة التي لم تكتفِ بتفجير عاصمتنا بل استمرّت في محاولات طمس الحقيقة ومحاربة العدالة من خلال كفّ يدٍ من هنا وطلبات ردٍّ من هناك، ولكن من بقي فهو حتماً لم يمت وأهالي الضحايا هم أكبر شاهد على ذلك.. فثلاث سنوات مرّت عليهم دون كلل أو ملل وما زالوا يردّدون أنّهم لن يتوقّفوا عن المطالبة بالحقيقة والعدالة حتى “آخر نفس”.. لن يعودّ من فقدوا حتماً ولكن الحقيقة قد تبرّد من نار قلوبهم التي استعرت مع اندلاع حريق العنبر رقم 12 وما زالت تحرقها حتى اليوم..

اليوم وبمناسبة الذكرى الثالثة نظم أهالي الضحايا مسيرة من مقر فوج إطفاء بيروت باتجاه تمثال المغترب، رافعين شعار “العدالة رغماً عنهم، من أجل العدالة والمحاسبة… مستمرون”.

كما كان مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا قد شهد تجمعًا لمئات المواطنين والناشطين من المجتمع المدني استعدادًا للانطلاق بمسيرة باتجاه تمثال المغترب مقابل مرفأ بيروت لإحياء الذكرى.

وتقدم المشاركين أهالي الضحايا الذين رفعوا صور أبنائهم، إلى جانب عدد من النواب من بينهم ميشال معوض، نديم الجميّل، الياس حنكش، مروان حمادة، بالإضافة إلى عدد من نواب “التغيير”.

وكان للنائب ميشال معوض حديث مع “هنا لبنان” قال فيه أنّ “معركة العدالة للضحايا مرتبطة عضوياً بمعركة رفع الهيمنة عن الدولة وإسقاط المنظومة المجرمة”، مؤكّداً أنّ “معركتنا معركة متكاملة هي أولاً معركة عدالة لضحايا جريمة مرفأ بيروت وهي أيضاً معركة رفع الهيمنة لاسترجاع المؤسسات والقانون والقضاء”. وأضاف ” أنا عشت تجربة منع التحقيق وتمييع الوقائع كابن شهيد، فليتوقفوا هم عن القتل والسرقة وأنا أعدهم ألا يكون هناك من تسييس”.

أمّا النائب نديم الجميل فاعتبر في حديثه لـ “هنا لبنان”  أنّ “في لبنان العدالة تأخذ وقتها لأنّ السياسيين يضعون أمامها العراقيل”، مشدداً على ثباتهم حتى إجلاء الحقيقة “باقون مع الحق وسنطالب به سواء إن جاءت العدالة من الخارج أم الداخل”. كما طالب بأن “تبقى القضية التي فجّرت فيها بيروت حاضرة وأن نعلم من خزّن النيترات وفجّر سواء في سوريا أو في بيروت”. مضيفاً ” الجرح لم يختم والعدالة ستتحقّق لو بعد حين لو بعد سنوات كي نبقى نقف هذه الوقفة”.

ومن جهته قال النائب الياس حنكش “سنصل إلى نتيجة لو بعد 3 سنوات أو 30 سنة، وإن لم يكن القضاء المحلي جديراً بذلك هناك قضاء دولي”، معتبراً أنّ ” البلد اعتاد على عدم المحاسبة ولن ننظر للأمام قبل المحاسبة على الأخطاء”.

أمّا الوزيرة السابقة مي شدياق فشدّدت على أنّها “من أكثر المعنيين بقضية بيروت، أنا ولدت هنا وكبرت هنا، المدينة تدمرت وسقط شهداء، لا يمكن المتابعة بتجهيل الفاعل”.

فيما اعتبر ويليام نون شقيق شهيد فوج الإطفاء جو نون أنّ “هذا اليوم للناس والناس تتجاوب وخروج الموقوفين هو النقطة الفاصلة كي يبدل المجتمع الدولي موقفه”.

واستذكر بيتر بو صعب شقيقه الشهيد جو بو صعب “إحساسي أبشع إحساس، شقيقي مثل هذا اليوم ذهب إلى عمله واسترجعناه بعد 17 يوم “مشقف”، مشدّداً على أنّ القرار الظني اليوم هو أبرز أهداف تحركاتهم.

إلى ذلك، أعلنت إدارة مرفأ بيروت توقّف المرفأ عن العمل، عند الساعة السادسة من مساء اليوم، حيث سيقف العاملون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء 4 آب.

وأعلن المكتب الإعلاميّ لوزير الأشغال العامّة والنقل، في بيان، أنّه “تحيّة لضحايا انفجار مرفأ بيروت في ذكراهم الثالثة، وإجلالاً وتكريماً لأرواحهم الطاهرة، وإيماناً منّا بأنّ هذه المناسبة الأليمة جسّدت وتجسّد وحدة اللبنانيّين أجمعين، كونها أصابتهم جميعاً، وتعبيراً عن الألم والحزن الذي ألَمَّ بنا جميعاً، سيُصار -اليوم الجمعة ٢٠٢٣/٨/٤ وبدءاً من الساعة السادسة – إلى تعليق الأعمال في المرفأ، بما فيها رفع الرافعات وتوقّفها عن العمل في محطّة الحاويات، وستُطلق البواخر والسفن الراسية على أرصفته صافراتها، تعبيراً عن الحزن في هذه الذكرى”.

وعند الساعة السادسة وسبع دقائق قام الأهالي بتجسيد لحظة وقوع الانفجار، بألوان العلم اللبناني.

والتفجير الذي وقع في الرابع من آب عام 2020 كان قد حصد أكثر من 220 قتيلاً وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 شخص بجروح، إضافة إلى دمار واسع في المرفأ وعدد من أحياء العاصمة بيروت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar