عدالة الأرض وعدالة السماء!


عدالة

الجريمة كبيرة وكبيرة جداً والسكوت عنها هو بمثابة الخيانة الأخلاقيّة العظمى، فكم بالحري لفلفتها ومحاولة طمس كل الوقائع والحقائق المرتبطة بها بما يغلّفها في النسيان ويمنع محاسبة جميع المسؤولين عنها؟


كتب رامي الريّس لـ”هنا لبنان”:

إذا كانت السلوكيّات السياسيّة والقضائيّة قد حالت دون تكشّف خيوط جريمة انفجار مرفأ بيروت بعد مرور ثلاثة أعوام على وقوعها، فإنّ في ذلك ما يُقدّم أدلّة إضافيّة على تعطّل نظام المحاسبة والمساءلة في لبنان وتعثر عمل السلطات وتوازنها.

لقد توسّل المتّهمون كلّ الأساليب الممكنة، من داخل السلك القضائي وخارجه، بالترهيب تارة والترغيب طوراً، لمنع العدالة من أن تأخذ مجراها ومن أن يعرف الرأي العام العالمي واللبناني حقيقة هذا الانفجار المروع وخلفياته وما إذا كان مخطّطاً له أم أنّه نتيجة إهمال وظيفي وإداري.

لا يجوز أن يبقى وجع أهالي الضحايا وألمهم وحزنهم على فقدان من أحبّوا مسألة معلّقة لا جوابَ شافياً وواضحاً لها، دون أن يكون للشهداء أيّ ذنب في ذلك سوى أنّ القدر وضعهم في ذلك الموقع في تلك اللحظة المأساويّة.

لعلّ المطالبة المتجدّدة بالتحقيق الدولي تستحقّ العمل الحثيث لأنّ المنافذ المحليّة أقفلت تماماً، وكل من ساهم في تعطيل التحقيق ومنع القضاء من كشف الحقيقة، إنّما يراهن على تلاشي الاهتمام بهذه القضيّة المحقّة مع مرور الزمن تحقيقاً لمصلحته الخاصة.

ثمّة مسؤوليّة جماعيّة تقع على مختلف مكونات المجتمع اللبناني من أحزاب وهيئات ونقابات وجمعيّات أهليّة لرفع الصوت مجدداً وللحيلولة دون لفلفة هذه القضيّة وتبعثر عناصرها بما يكشف عن النوايا الحقيقيّة لتلك الأطراف.
الجريمة كبيرة وكبيرة جداً والسكوت عنها هو بمثابة الخيانة الأخلاقيّة العظمى، فكم بالحري لفلفتها ومحاولة طمس كل الوقائع والحقائق المرتبطة بها بما يغلّفها في النسيان ويمنع محاسبة جميع المسؤولين عنها؟

من حقّ اللبنانيين أن يعرفوا حقيقة هذا الانفجار وملابساته الكاملة وتفاصيل دخول وتخزين النيترات وبقائها لسنوات طويلة في عنابر الميناء دون أيّ محاسبة أو مساءلة. من حقّهم أن يعرفوا من تسبّب بهذه الكارثة الكبرى وأن يحاسبوا من كان يعلم من المسؤولين ولم يتحركوا.

إذا كانت عدالة الأرض غير قابلة للتحقق، فإنّ عدالة السماء سوف تتحقق حتماً!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us