الاتفاق السعودي – الإيراني قيد التجميد .. هل تنعكس التوتّرات الإقليمية على لبنان؟


المساران مجمدان إذًا، ولا إيجابية من قبل الإيرانيين أو حتّى من الجانب السوري في المدى المنظور، الأمر الذي يلقي بظلاله على المنطقة بأسرها وعلى كل الملفات ومن ضمنها لبنان.


 

كتبت يارا الهندي لـ”هنا لبنان”:

في الأيام الأخيرة، تفاجأ اللبنانيون ببيانات أصدرتها دول عربية، تزامنت ومناخات سلبية بدأت تخيّم إقليمياً.

فبعد نحو خمسة أشهر فقط على الاتفاق السعودي – الإيراني، وما تردّد عن إشارات إيجابية واضحة قد تنعكس على المنطقة و على لبنان خصوصاً، ها هي الأمور اليوم تعود لتعقيداتها السابقة،  فمستقبل الاتفاقية أصبح محفوفًا بالغموض والتشكيك بفعل تطوّرات الساعات الأخيرة، وأبرزها تصريح السفير الإيراني لدى الرياض، علي رضا عنايتي، الذي أعلن فيه أنّ المملكة العربية السعودية قد أجلّت إعادة افتتاح سفارتها في طهران، مع ترك الباب مفتوحًا لذلك عندما تكون الأجواء مؤاتية.

هذا الموقف السعودي، إن لناحية التروّي في التقارب الإيراني، أو لجهة وقف مواصلة التفاهم مع سوريا من خلال إبلاغ السعودية وزراة الخارجية السورية بقرار وقف افتتاح السفارة في دمشق، يتزامن وعدم التزام الرئيس السوري بشار الأسد بمقررات القمة العربية، وعدم تحقيق أيّ خطوات فعلية وملموسة في اتجاه التفاهم بين البلدين.

الصحافي والكاتب إبراهيم ريحان، يرى في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ “تعثر الموضوع السعودي – الإيراني يعود لكون السعودية قد قيّمت الأشهر القليلة الأولى بعد الاتفاق، وتبيّن أنّ الجانب الإيراني لم يلتزم بأكثر الملحقات السرية المتعلقة في الاتفاق”.

وتتعلّق هذه الملحقات، وفق ريحان، بالوضع الأمني في المنطقة خصوصًا في اليمن، كاشفاً عن “تقارير خرجت إلى العلن حول إرسال الإيرانيين سلاحاً للحوثيين. كما أنّ إيران لم تقم بدورها كما كان متفقاً عليه، لناحية الضغط على الحوثي لإطلاق العملية السياسية ووقف حرب اليمن بشكل كامل وتثبيت وقف إطلاق النار وكذلك الأمر بالنسبة للساحة السورية لم يكن هناك من بوادر لتنفيذ الاتفاق”.

إذاً، هناك مجموعة من الأسباب التي جعلت الاتفاق يتعثّر وحالت دون أن يسلك مساره الطبيعي، فهل فشل؟

وفق ريحان من المبكر إعلان فشل الاتفاق، فيما الأنظار تتّجه حالياً نحو الضامن الصيني والذي لم يتدخل بعد، ويبدو بحسب المعلومات، أنّ الصين ستتدخل في الفترة القريبة لمحاولة إنعاش ما كان قائماً.

هذه المعطيات جعلت من المملكة العربية السعودية، ترجئ تعيين سفيرها في إيران بعدما كان يتمّ العمل بجدّية على هذا الموضوع، يضاف إليها شاحنات الكبتاغون التي لم تتوقف بالكامل، وكذلك ملف الميليشيات في سوريا وموضوع إطلاق الحل السياسي وكشف مصير المعتقلين، هذا كله أدّى أيضاً إلى تجميد المسار مع سويا ووقف ترميم السفارة السعودية في دمشق، لعلّ ذلك يدفع بالنظام السوري إلى سلوك الطريق التي تطلبها السعودية من خلال تنفيذ الخطوات المتفق عليها.

وكان الاجتماع الوزاري الذي انعقد في عمّان مع الأردن ومصر والعراق وسوريا، قد انتهى إلى إصدار بيان ينصّ على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 وغيره من الاتفاقات السياسية وكشف مصير المعتقلين.

فالمساران مجمدان إذًا، ولا إيجابية من قبل الإيرانيين أو حتّى من الجانب السوري في المدى المنظور، الأمر الذي يلقي بظلاله على المنطقة بأسرها وعلى كل الملفات ومن ضمنها لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us