كلام “السيّد” وهدر الدم وهدم الكنائس


أخبار بارزة, خاص 15 آب, 2023

خطورة ما قاله نصرالله تكمن في أنّه يحرّض على استخدام القوّة، خصوصاً تجاه mtv وأسرتها، وهو بمثابة قرار منع مرور في مناطق نفوذ حزب الله، حيث لا دولة تحمي ولا قوى أمنيّة تجرؤ


كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

لا تختلف إطلالة أمين عام حزب الله الأخيرة عن إطلالاته كلّها، منذ ما بعد ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩. فقد السيّد حسن نصرالله، منذ ذلك التاريخ، الكثير من هالةٍ ومصداقيّة كان يتمتّع بهما في السابق.

 

نتذكّر هنا تجاهله للواقع الشعبي مراراً في كلامه، وتصويره انتفاضة الناس الغاضبة بأنّها مؤامرة تستهدف الحزب. كما نتذكّر نظريّاته الاقتصاديّة البعيدة عن الواقع، كمثل دعوته إلى الزراعة على الشرفات…

في الأمس، جاء توصيف نصرالله لما حصل في الكحالة بعيداً جدّاً عن الواقع. هو قذف الكرة في ملعب الإعلام، مع أنّ الجميع يعرف أنّ التغطية الإعلاميّة المباشرة بدأت بعد سقوط قتيلَين، ما يعني أنّ التأثير الإعلامي المباشر في الحادثة معدوم.

اختار نصرالله، وهذه عادة، أن يخلق عدوّاً وهميّاً ليحاربه ويحرّض جمهوره عليه. هو يدرك أنّه لا يستطيع أن يهاجم أبناء الكحالة المسيحيّين، علماً أنّ رئيس كتلته محمد رعد سبق أن هاجمهم. رعد أصدق من نصرالله دوماً، وهو يعبّر مراراً في كلامه عن حقيقة موقف الحزب. ويدرك نصرالله أيضاً أنّ مهاجمة “القوات” و”الكتائب” تقوّيهما، ولعلّه تعلّم من تجربة كلامه بعد حادثة الطيونة.

لذا، لم يجد إلّا محطة mtv ليحرّض جمهوره عليها، وهو تحريض كان بدأ منذ ليلة الحادثة، من دون مبرّر.

أمّا كلامه عن صحيفة “نداء الوطن” فيدعو إلى السخرية. كيف تؤثّر صحيفة صدرت في اليوم الثاني في الأحداث؟ ثمّ، فلنقلها بصراحة: كم هو عدد قرّاء الصحيفة، أيّ صحيفة في لبنان، وما مدى تأثيرها في الرأي العام؟

كان نصرالله يحاكي جمهوره، الذي يصدّق ما يقوله السيّد “عالعمياني”، من دون حاجة إلى تفكير وتدقيق واستخدام المنطق. وخطورة ما قاله نصرالله تكمن في أنّه يحرّض على استخدام القوّة، خصوصاً تجاه mtv وأسرتها، وهو بمثابة قرار منع مرور في مناطق نفوذ حزب الله، حيث لا دولة تحمي ولا قوى أمنيّة تجرؤ.

كلام نصرالله يستدعي ردّاً من وزير الإعلام، لكنّ الوزير لن يردّ. ويستدعي تضامناً من النقابات الإعلاميّة، ولكنّها ستبقى صامتة على الأرجح. هم، باختصار، يخافون من حزب الله.

هذه هي مشكلة حزب الله التي لا يدركها فعلاً. قسمٌ كبيرٌ من الشعب اللبناني لا يحبّه ولا يخافه. وقسمٌ كبيرٌ آخر لا يحبّه بل يخافه. أمّا من يحبّونه فهم من يحملون سلاحه ويتقاضون رواتب شهريّة منه، وبعضهم يغرّد ويشتم عبر “تويتر”. أحدهم دعا، بعد حادثة الكحالة، إلى هدم الكنائس!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us