لليوم الثاني.. تضامن مع الـ”mtv”: “ثقافة التهديد لن تُقبل”!

mtv

بعد حادثة الكحالة والتي راح ضحيتها فادي بجاني ابن البلدة، وأحمد قصاص للحزب، أطلّ الأمين العام لحزب الله موجّهاً أصابع الاتّهام نحو قناة Mtv، إذ اعتبر أنّ لولاها “لما حصل ما حصل عند كوع الكحالة”!
وقد أثار كلام نصرالله ردود فعل مندّدة ومستهجنة لمحاولته تبريء حزبه ممّا جرى، وكأنّ نقل الذخيرة في طرقات مدن وبلدات لبنان الآمنة بات أمراً يجب أن يعتاده اللبنانيون، دون أن يأتي من يرفع الصوت ضدّ ممارساته واستباحته الدولة.

ردّ قناة Mtv
وقد أتى ردّ قناة Mtv في مقدّمة النشرة الإخبارية أمس وجاء فيها:
أيها اللبنانيّون، صدّقوا أو لاتصدّقوا: ال”ام تي في” هي المسؤولةُ الأولى، وربما الأخيرة، عن سفك الدماء في الكحالة! فهي التي “دبّت” الصوتَ، وهي التي حرّضت وجيّشت، ولولاها لم يعتدِ أحد على أحد، ولما حمل أحدٌ سلاحاً ولا رمى حجارة. إنها، وبالصيغة الحرفيّة تقريباً، الخلاصةُ النهائية لكلمة السيد حسن نصر الله أمس. فمن يستمع إلى الأمين العام لحزب الله أمس يعتقد لولا ال “ام تي في” لما حصل شيءٌ في الكحالة، ولكان سقوطُ شاحنةِ السلاحِ على كوعها مرَّ بسلام وهدوءٍ، ولكان الأهالي ومسلّحو الحزب تعانقوا وتباوسوا ثم سحبوا الشاحنةَ قبل أن يذهب كلٌ في سبيله! لكن مهلا يا سيد. فما تقوله لا يعبّر عن الحقيقة. فقد فاتك، مثلا، أنَّ الشاحنة تدهورت، والتوترَ اشتد بين الأهالي ومسلّحي حزبِ الله قبل أن ترسل ال “ام تي في” الخبرَ العاجل الاول عند الساعة 6 و47 دقيقة. كما فاتَك أنَّ مراسل ال “ام تي في” لم يصل إلى مسرح الحادثة ولم يُطلّ برسالته المباشرة الأولى إلا عند الدقيقة 7 و 49 دقيقة، أي بعد سقوطِ فادي بجاني وأحمد قصاص. فكيف نتحمّل مسؤوليةَ سفكِ الدماء، قبل أن نصل، وحتى قبل أن نبُثَّ خبرَ سقوطِ قتيلين؟ وللمعلومات يا سيد، أن مراسل ال “ام تي في” أصرَّ على عدم ذكرِ سقوطِ قتيلَين، حتى خرق أحدُ أبناءِ الكحالة الصمتَ حول الموضوع وأعلن أنَّ فادي بجاني قُتل، وذلك عند الساعة 8 و26 دقيقة. فهل نكون نحن من يسفك الدماء، أم الذين بدأوا بإطلاق الرصاص في الكحالة، أي عناصرُ مواكبةِ الشاحنة، وهم من حزب الله على كل حال، نحن نتفهم موقفك يا سيد. لقد ادركت ان من حمل السلاح في وجه عناصر حزبك هو من حزب الوعد، وهو من مؤيدي حليفك الاستراتيجي ميشال عون. كما ادركت ان عناصر القوات اللبنانية لم يتدخلوا في الحادثة، كذلك عناصر حزب الكتائب، فضد من تريد ان تجيش الناس؟ ضد ميشال عون والتيار الوطني الحر؟ انت لا تستطيع ذلك لألف سبب وسبب. لذلك لم يكن امامك سوى ان تطلق الاتهامات ضد عدو اخترعته هو ال “ام تي في” . ضد عدو متوهم اعتقدت انه سيسكت عن اتهاماتك الباطلة وعن تهديداتك. نعم تهديداتك. فمن يستمع الى كلمتك بدقة يدرك انك توجه تهديدا مزدوجا الى ال “ام تي في” . فانت، من جهة اولى، تدعو القضاء الى التحرك ضدها ، لان ال “ام تي في” برأيك حرضت على الاعتداء وعلى القتل. فهل صرت، أخيرا، تثق بالقضاء ؟ اذا، ليذهب حزب الله الى القضاء وليقدم اخبارا بحقنا . لكن اذا جاءت كلمة القضاء لمصلحتنا هل ستلتزم، ام ستعتبر الامر مؤامرة دولية، تماما كما حصل في جريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وفي جريمة تفجير مرفأ بيروت؟ اما التهديد الثاني ففي قولك انه لا يوجد شارع بل شارعان، وان الحزب لا يستطيع ضبط شارعه بنسبة مئة في المئة. انه تهديد واضح وصريح. لذلك نحملك ونحمل الحزب مسؤولية كل ما يمكن ان يتعرض له اي فرد من فريق ال “ام تي في”. فأنت يا سيد اتهمتنا بصريح العبارات ، لا بصريح العبارة الواحدة، علما ان الرواية التي قدمتها عن حادثة الكحالة وعن مسؤوليتنا فيها غير مقنعة بتاتا. فما اشبه اليوم بالبارحة . ففي حرب تموز 2006 قلت جملتك الشهيرة “لو كنت اعلم”، وذلك لتبرير الرد الاسرائيلي القاسي والمدمر على خطف حزب الله جنديين اسرائيليين. فهل ستعترف يوما انك ظلمت ال “ام تي في” ، وتعود الى ترداد عبارتك الشهيرة: لو كنت اعلم؟!

 

View this post on Instagram

 

A post shared by MTV Lebanon (@mtvlebanon)

كما توالت ردود الفعل على كلام نصرالله لليوم الثاني، فقد استنكر عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حماده، في بيان التعرض لمحطة Mtv التي “لطالما كانت في مقدمة المدافعين عن لبنان وسيادته واستقلاله ولم تكن في أي مرحلة طرفا طائفيا أو مذهبيا وإنما استضافت كل المكونات السياسية ومن كل المشارب والأحزاب، فلذلك إن تهديد هذه المحطة غير مقبول على الإطلاق خصوصا أن هذه اللغة يتفوه بها البعض متوعدا ومهددا لم تعد تجدي نفعا مع أي طرف”.

أضاف :”لذلك ننصح من يسيىء للMtv  ويهاجم الإعلام أن يكف عن هذه الأفعال فنحن ومنذ بداية الحرب الأهلية المؤسفة إلى اليوم، نعتبر الإعلام ركيزة لبنان وصنوانه بمعزل عن انتمائه لهذه الجهة السياسية أو تلك، فلبنان لطالما كان بين أقرانه نموذجا يحتذى بفرادته الإعلامية وتمايزه وحرياته لذلك لن نسمح أبدا أن يتم تهديد محطة لبنانية ووطنية بهذا الأسلوب الذي نعتبره لا يليق بأحد في ظل هذه الظروف المصيرية التي يجتازها لبنان وإدارتها . فنحن بلد يتسم بالتعددية والثقافة والديموقراطية وهذا هو لبنان وسيبقى.

فتحية لMtv وإدارتها ولكل الزملاء قاطبة وإلى كل الإعلام لأي جهة انتمى”.

وخلص النائب حماده مؤكدا “إننا لا ننسى ولن ننسى يوم أقفل عهد الوصاية والنظام الأمني اللبناني الذي كان قائما آنذاك الMtv وكنا كلقاء ديموقراطي وحزب تقدمي إشتراكي متضامنين إلى جانب هذه المحطة ضد هذا الأسلوب القمعي”.

كما أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج أن “الكلمة الحرّة ليست خبثاً بل جرأة في نقل الحقيقة”. وكتب على حسابه على منصة “أكس”: “مرة جديدة يحاول “حزب الله” إسكات الإعلام الحرّ والموضوعي متناسياً أن قناة MTV خاضت الكثير من معارك الحرّيات ولم تخضع لا للتهديد ولا للوعيد ومحاولات إسكاتها باءت بالفشل”.

وقال: “الكلمة الحرّة ليست خبثاً بل جرأة في نقل الحقيقة. كلّ التضامن مع الـ mtv التي ستبقى مصدراً للأخبار الموثوقة ومعها سنبقى دائماً رافعين شعار حرية الكلمة … لتبقى لنا الحرية”.

ومن جهته، كتب عضو تكتل” الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك عبر منصة “إكس”: “لطالما ضاق المحتلون وأزلامهم بالاعلام الحر واغتالوا رجاله، والـmtv نالت حصة الأسد منهم بإقفالِها لأنها لم تكن حصة الأسد. المفارَقة أن المحتَل الغريب رحل وبقي الاعلام الحر وبقيت الـmtv ولم يتعلموا. يبدو أن ما نسمعه اليوم مِن خطابٍ مَوتورٍ بحناجر محلية هو نذيرُ خيرٍ برحيل مسَوِقيه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us