هل أصبحت بيروت “حماس لاند”؟


أخبار بارزة, خاص 28 آب, 2023
حماس

كثير من اللبنانيين يذكرون كيف دخلت حركة “فتح” وسائر المنظمات الفلسطينية المسلحة إلى لبنان وكيف خرجت منه وبأيّ كلفة. أمّا اليوم، فنحن أخذنا علماً بأنّ “حماس” دخلت لبنان. أمّا عن نتائج هذا الدخول فنقول: “الله يستر!”


كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

هي ليست المرّة الأولى التي يتصاعد فيها التوتّر بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية. لكنها المرة التي يشار فيها إلى أنّ بيروت هي ساحة هذا التوتّر الذي قد يؤدّي إلى تصاعدٍ وربّما أكثر.
البداية، مع التهديد الذي أطلقه أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ضدّ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، صالح العاروري. فهو قال: “حماس ووكلاء إيران بالمنطقة يدركون جيّدًا أنّنا سنقاتل بكلّ الوسائل ضدّ محاولاتهم لخلق “الإرهاب” ضدّنا سواء في الضفّة أو غزة أو أيّ مكانٍ آخر”.
في المقابل وصفت حركة “حماس” تهديدات نتنياهو بـ “اغتيال” العاروري وقادة المقاومة بأنّها “تهديدات جوفاء”. وتوعّدت بأنّ “أيّ مساسٍ بقيادة المقاومة سيواجَه بقوّة وحزم”.
وانتشرت صورة للعاروري بالبدلة العسكرية، في ردٍّ واضح على تهديدات نتنياهو.
ماذا عن قول نتنياهو أنّ الردّ الإسرائيلي سيكون في “الضفّة أو غزّة أو أيّ مكان آخر؟”
تجيب على هذا السؤال صحيفة “يديعوت أحرونوت” والتي عنونت أمس أنّ صالح العاروري “يحرّك كل شيء من بيروت؟”، فقد نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية أنّ الدولة العبرية “مهتمّة باغتيال العاروري منذ فترة، فهو يسعى إلى قيادة الضفة الغربية إلى انتفاضة جديدة، ويحرّك كل شيء فيها من مقعده في بيروت” على حد تعبير الصحيفة.
وزعمت “يديعوت أحرونوت” أيضاً أنّ العاروري “هو من أعطى بشكل أساسي الضوء الأخضر لإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان خلال شهر رمضان الماضي”، معتبرة أنّ هذه الخطوة “هي التي كسرت توازن الردع بين إسرائيل ولبنان”.
ورأت أنّ هناك في إسرائيل “من يعتقد أنّ اغتيال العاروري سيؤدّي إلى صراع عسكري مهمّ ضدّ حركة حماس، وربّما ضدّ حزب الله أيضًا”.
وأشارت إلى “أنّ استقرار العاروري في بيروت لم يؤدِّ إلّا إلى تعزيز علاقته بإيران وحزب الله، وفي لبنان أنشأ قوّة محلية لحماس، تتألّف في معظمها من نشطاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين”.
وخلصت الصحيفة الإسرائيلية إلى القول نقلاً عن ‏مصادر أمنيّة “أنّ العاروري أنشأ قوّة لحماس بلبنان تتكون من مئات المقاتلين المدرّبين ولديهم مخزون صاروخي وقدرة تشغيلية مثبتة”.
ولاحقاً أفادت صحيفة “الأزمنة الإسرائيلية” أنّ وزراء حكومة نتنياهو “وافقوا على “سلسلة من القرارات”. وأفادت تسريبات من الحكومة الإسرائيلية “إن استئناف الاغتيالات كان أحد الخطوات المطلوبة”.

ما يجري اليوم يعيد إلى الاذهان اتفاق القاهرة 1969، وهو اتفاق تمّ التوقيع عليه في 3 تشرين الثاني عام 1969 في العاصمة المصرية لغرض تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان. وخرج الاتفاق بنتائج كان من أهمّها “السماح للمقاومة الفلسطينية بإقامة قواعد عسكرية في الجنوب اللبناني وخاصة في منطقة العرقوب والقطاع الأوسط والشرقي وممارسة العمل السياسى داخل المخيمات وعدم رجوع المخافر إلى داخل المخيمات”.
اتفاق القاهرة 1969 أعطى الشرعية لوجود وعمل المقاومة الفلسطينية في لبنان، حيث تمّ الاعتراف بالوجود السياسي والعسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل لبنان، وتم التأكيد على حرية العمل الفدائي انطلاقاً من أراضي لبنان. وقد حمى هذا الاتفاق الفلسطينيين، من المحاولات المتعددة لنزع سلاحهم.
من العام 1969 لغاية العام 1982 كان لبنان مسرحاً لمواجهات ومعارك واجتياحات ما أدّى إلى إنهاء الوجود العسكري الفلسطيني ومعه اتفاق القاهرة ناهيك عما حلّ بلبنان من ويلات.
هل ستتكرر تجربة حركة “حماس” عام 2023، كما كانت تجربة حركة “فتح” عام 1969؟
طبعاً، اليوم الظروف مختلفة كلياً عن ظروف القرن الماضي. لكن أن يتكرّر جزء من هذه الظروف، ففي الأمر وجهة نظر مع أدلّة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. من أهمّ هذه الأدلة أنّ الرجل الثاني في حركة “حماس” موجود في بيروت وليس في غزة التي تعتبر معقل الحركة. أمّا التهديد الذي وجههه نتنياهو إلى هذا المسؤول الفلسطيني الكبير فهو برسم التنفيذ في العاصمة اللبنانية وليس في القطاع الفلسطيني.
هل ستتطور الأحداث لتصبح بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية ساحة كرٍّ وفرٍّ بين الحركة الفلسطينية والدولة العبرية؟
كثير من اللبنانيين الذين ما زالوا على قيد الحياة يتذكرون كيف دخلت حركة “فتح” وسائر المنظمات الفلسطينية المسلحة إلى لبنان وكيف خرجت منه في القرن الماضي وبأيّ كلفة.
أمّا اليوم، فنحن أخذنا علماً بأنّ “حماس” دخلت لبنان. أمّا عن نتائج هذا الدخول فنقول: “الله يستر!”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us