“حوار السبعة”


أخبار بارزة, خاص 2 أيلول, 2023
حوار

الأيام المقبلة ستوضح مصير الدعوة لحوار السبعة وستظهر في أي مسار سيكون عليه الاستحقاق الرئاسي ومصير كل المبادرات المحلية والخارجية


كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

ألقى رئيس حركة أمل نبيه بري حجراً في مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة من خلال دعوته لحوار مدته ٧ أيام في البرلمان تليه جلسات انتخاب متتالية ويأمل الرئيس بري في أن تؤدي الدعوة هذه إلى خلق حركة ما في موضوع رئاسة الجمهورية تتمثل أولاً في محاولة لخرق صفوف المعارضات للثنائي الشيعي، فربما يستطيع أن يجرّ إلى حقل الحوار هذا الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر والاعتدال الوطني ونواباً مستقلين إضافة إلى من هم تحصيل حاصل من الكتل والنواب الموالين لهذا الثنائي.

ولكن هل ينجح الرئيس بري فعلاً في عقد هكذا حوار؟وهل يكون حواراً جامعاً؟

التيار الوطني الحر قد يعتبر دعوة الرئيس بري للحوار قطعاً للطريق على الحوار الجاري بينه وبين حزب الله وأبرز بنوده اللامركزية الموسعة والصندوق الإئتماني، وهذا الحوار يسوده البطء والغموض وعدم التوصل إلى أي نتيجة حتى الآن ومن المؤكد أن “حوار السبعة” لن يؤدي إلى أي نتائج في المجال الذي ينشده التيار لا سيما وأن رئيس حركة أمل رفض كل ما يضعه في خانة التقسيم والفدرلة والتي قد يدخل في إطارها طلب تطبيق اللامركزية الموسعة رغم أن اتفاق الطائف قد نص عليها. علماً أنّ دعوة بري الحوارية والمنسقة بالتأكيد مع حزب الله قد يعتبرها التيار بمثابة إنهاء لحواره الثنائي مع حزب الله وأن الحزب لم يلقَ موافقة من رئيس حركة أمل على هذا الموضوع.

من جهتهم القوات اللبنانية والكتائب وكتلة تجدد ونواب من التغييريين والمستقلين كانوا أعلنوا صراحة رفضهم لأي حوار مع الثنائي الشيعي يتعلق بالموضوع الرئاسي، داعين إلى البدء فوراً بجلسات انتخاب متتالية، ولا يُعتقد أنّ هذا الموقف سيتغير رغم أن الرئيس بري أعلن عن إطلاق حوار محدود في الزمن لمدة سبعة أيام فقط ولكن من دون تحديد جدول أعمال على أن تليه جلسات انتخاب متتالية ولكنه لم يوضح هنا ما إذا كان هذا الثنائي مع حلفائه سيلتزمون بتأمين النصاب في كل تلك الجلسات إذ لا تكفي الدعوة فقط لجلسات إنتخابية فالأهم هو انعقاد هذه الجلسات واستمرارها في دورات متتالية إلى أن يتم انتخاب رئيس.

قد تتشاور هذه القوى المعارضة بين بعضها البعض من أجل اتخاذ موقف موحد من دعوة الرئيس بري، ويسأل بعض من فيها لماذا استبق رئيس حركة أمل وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت وأطلق دعوة الحوار؟ هل لأنه يريد أن يقطع الطريق على المهمة الفرنسية في لبنان بعد الخلاف مع إيران؟ وهل أتى ذلك بطلب إيراني؟ أم أن بري أراد توجيه رسالة إيجابية لفرنسا ودول لقاء باريس مفادها “إننا نحن من يبادر في الموضوع الرئاسي بينما يعتمد الآخرون سياسية التعطيل”؟

الأيام المقبلة ستوضح مصير الدعوة لحوار السبعة وستظهر في أي مسار سيكون عليه الاستحقاق الرئاسي ومصير كل المبادرات المحلية والخارجية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us