زيارة رعد لقائد الجيش أطلقت “نقزة” لدى باسيل… فردّ بالإنقلاب على حوار برّي!


أخبار بارزة, خاص 12 أيلول, 2023

رسالة حارة حريك إلى باسيل واضحة: “لقد فتحنا باب التواصل مع خصمك اللدود العماد جوزف عون، وعليك الاختيار بينه وبين ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية”


كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

لا شك في أنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحزب الله يتذاكيان على بعضهما، وهما يدركان ذلك ويواصلان تلك المسرحية أو المقايضة الرئاسية، مقابل شروط باسيل التعجيزية التي لن تصل إلى أي نتيجة، سوى تمرير الوقت، لذا يطلق الطرفان كل فترة رسائل في اتجاه بعضهما، وآخرها ذلك اللقاء الذي جمع قائد الجيش برئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد، في منزل قريب قائد الجيش وهو عميد متقاعد.
اللقاء أتى بطلب من رعد وسُرّب بعد فترة من قبل “الحزب”، الذي اختار التوقيت المناسب، فعمل البعض على وضعه في خانة الاجتماعات العادية، لكنه ليس كذلك، ولذا فتح باب التأويلات والتحليلات، ليستقر على جواب واحد، وهو رسالة من حزب الله إلى الحليف المتأرجح باسيل: “بأننا قادرون على خلط الأوراق الرئاسية ساعة نشاء”، واللقاء جاء بعد زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، ووزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان، وقبيل زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وعلى وقع الحديث عن زيارة مرتقبة لموفد قطري في العشرين من الجاري.
إذاً رسالة حارة حريك إلى باسيل واضحة: “لقد فتحنا باب التواصل مع خصمك اللدود العماد جوزف عون، وعليك الاختيار بينه وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، وفي الوقت عينه محاولة جسّ نبض “الحزب” للعماد عون، بعد ذلك العشاء الذي جمع هوكشتاين والسفيرة الأميركية دوروثي شيا والوفد المرافق في منزل قائد الجيش، والذي أطلق العنان لمخاوف حزب الله من شيء ما يُحضّر، لذا أراد النائب رعد ضرب عصفورين بحجر واحد، فيما سارع باسيل إلى ضرب مجموعة عصافير وأحجار، من خلال الردّ بهجوم عنيف في عشاء هيئة قضاء البترون في التيار الوطني الحر مساء الخميس الماضي، فلم يسلم منه أحد، إذ أطلق السهام باتجاه الجميع معلناً عدم مشاركته في حوار الأيام السبعة، الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الأمر الذي يؤكد أنّ باسيل يلعب على مجموعة حبال سياسية، يرسم ويخطط للبعيد، لكن موقفه هذه المرة عزّز رفض المعارضة، وبعض النواب التغييريين والمستقلين لمبادرة برّي.

الرئاسة طبق أساسي على طاولة عون- رعد
إلى ذلك وعلى الرغم من محاولة البعض تبرير سبب لقاء عون- رعد، بأنه يحصل كل خمسة أشهر وليس مستغرباً اليوم، وبأنّ اجتماعات سبق أن عُقدت بين العماد جوزف عون ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، لكن ووفق معلومات “هنا لبنان” فقد جرت محاولة جسّ نبض رئاسي من قبل رعد، فجاء الرد من قائد الجيش بأنه لا يخوض معركة الرئاسة، لكن إذا حصل توافق على اسمه كمرشح توافقي فعندها لكل حادث حديث”، مع إشارة رعد إلى أنّ حزب الله ما زال داعماً لفرنجية في الوقت الراهن.
هذه الصورة التي وصلت بالتأكيد إلى رئيس التيار أطلقت “نقزة” لديه، ويبدو أنّ مفعولها سيطول مع مخاوف، من أن يكون حزب الله قد بدأ بالتفكير بالخطة “ب” في حال كثرت الضغوطات الخارجية، لكن مع ضمانات مؤكدة، وهنا الخطورة التي ستضع باسيل في وضع محرج، لأنه يفضّل ضمنياً وصول فرنجية مع ضمانات “حرزانة”، ولا يتقبّل وصول قائد الجيش في بعبدا، لأنّ الوضع حينها سيكون مغايراً جداً بالنسبة لرئيس التيار.

النائب هاشم: باسيل بدّل موقفه من الحوار بحثاً عن المكاسب
عن سبب انسحاب النائب باسيل من حوار الأيام السبعة بعد موافقته الفورية عليه، يقول عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم لـ “هنا لبنان”: “لقد تفاجأنا بموقفه، ولماذا هذا التغيير بين ليلة وضحاها؟ خصوصاً أنه لم يستند إلى وقائع وحقائق، لكن لا بدّ من وجود أسباب لذلك، وأعتقد أن هنالك مصالح خاصة والأيام ستكشف المستور، وبالتالي فالمصالح تتبدّل لتحسين المواقع والمكاسب”.
وحول إمكانية أن يكون موقفه رداً على لقاء قائد الجيش بالنائب رعد الذي اعتبره باسيل رسالة موجهّة له، أشار إلى أنّ اللقاء بينهما ليس بجديد، فهما يلتقيان من حين إلى آخر، لكن ما أثار ذلك هو التوقيت الذي أتى في سياق اللقاءات، التي ومهما كان عنوانها تجري بين المكوّنات اللبنانية وتتناول ملف الاستحقاق الرئاسي.
وفي إطار دعم الثنائي الشيعي لوصول قائد الجيش إلى بعبدا، أجاب هاشم: “لا أحد يستطيع وضع الأمور في هذا الاتجاه أو ذاك، فالترشيح مفتوح أمام كل ماروني، وهنالك أسماء يتم التداول بها، ومن الطبيعي أن تكون ضمن السباق الرئاسي، وجوابي على قبولنا بدعم قائد الجيش سابق لأوانه، فلننتظر وضوح كل المواقف ومدى إمكانية أن تنتهي بترشيح معيّن، حالياً مستمرون بدعم الوزير السابق سليمان فرنجية، وعلينا إنتظار إنطلاقة الحوار وما سيؤول إليه من نتائج ونرى حينئذ”.

“الوطني الحر”: حوار برّي يحتاج إلى توضيح
وعلى خط “التيار الوطني الحر” فتكتفي مصادره بالقول لـ “هنا لبنان”: “لسنا ضدّ طرح برّي لكننا نحتاج إلى توضيح وتفسير أكثر، والجلسات الانتخابية الرئاسية المفتوحة لن توصل إلى أي مكان، طالما يستطيع الفريقان تعطيل النصاب في أي جلسة، لذا فالأفضل التوافق المسبق على اسم المرشح الرئاسي بين الكتل النيابية، وغير ذلك لا يفيد”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us