بعد “طوفان الأقصى”… ماذا يتنظر الفلسطينيين… ومتى يتدخل “الحزب” في المعركة؟


أخبار بارزة, خاص 7 تشرين الأول, 2023

ما حصل سيكون له تداعيات طويلة الأمد على الأمن الإسرائيلي وعلى الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، ولن تستطيع إسرائيل الاستمرار كما بدأت في السابق

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

بعد أن أطلقت كتائب عز الدين القسام- الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” صباح اليوم “طوفان الأقصى” وهي عملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل حيث شملت إطلاق آلاف الصواريخ وتسلل واقتحام مستوطنات وقتل وأسر إسرائيليين. ماذا ينتظر فلسطين؟ ما تداعيات الهجوم وهل يتدخل “حزب الله” في المعركة؟

العقيد المتقاعد والخبير العسكري أكرم سريوي يقول لـ “هنا لبنان”: “ما حصل اليوم هو عملية عسكرية ناجحة ومفاجئة إن كان في الأسلوب أو التخطيط أو التوقيت، والإسرائيلي لم يكن مستعداً لها، وكانت بمثابة صدمة حقيقية أرعبت الكيان الإسرائيلي والمستوطنين، والوضع اليوم كارثي بالنسبة لهم”.
ويتابع: “لا شك أن المقاتل الفلسطيني نجح في إحداث خرق نوعي مهم جداً على المستوى العسكري فقلب المعادلات، لأن ما حصل سيكون له تداعيات طويلة الأمد على الأمن الإسرائيلي وعلى الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وبالتالي فإسرائيل لن تستطيع الاستمرار كما بدأت في السابق”.
ويضيف سريوي: “لا بد من مراجعة ميدانية لكل ما حصل وللنوع الجديد لهذه العمليات، فالآن إسرائيل تحت الضغط وبمحاولة للدفاع عن مستوطناتها وهي تفشل في ذلك علماً أن الجيش الإسرائيلي قوي وسيستعيد زمام المبادرة، كما أنّ لديه قدرات تدميرية ضخمة وسيرد بعنف على قطاع غزة ولكن الأهم هي النتائج”.
فماذا سينتج بعد هذه العملية؟
وهنا يجيب سويري: “ما بعد هذه العملية لا بد من توقف الهجمات بعد تدخل المجتمع الدولي وسنصل إلى وقف إطلاق النار بعد جولة من العنف قد تستمر لأيام وهو ما يمهد لمستقبل جديد”.
ويشرح: “ما حدث اليوم يذكرني بحرب أوكتوبر 1973، فتلك الحرب كانت لها أهداف أبعد من الاهداف الميدانية ومن تحقيق نصر ميداني، بل كان هناك خطة مرسومة على الصعيد الاقتصادي لرفع أسعار النفط من 3 دولارات إلى 12 دولار، وفعلاً هذا ما حصل حيث كسبت الشركات الأميركية مليارات الدولارات، أما الهدف الثاني فكان إقناع مصر وإسرائيل باتفاق سلام والتخلي عن سيناء وتم الاتفاق بين الجانبين”.
ويتابع: “ما يحصل اليوم هو مقدمات ستفرض في المستقبل وضعاً جديدًا قد يكون نوعاً من إعطاء بعض الحقوق للفلسطينيين ويمهد للمشروع الأميركي الذي يهدف بشكل أساسي إلى ربط إسرائيل بالدول العربية وفتح المعبر الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي جورج بايدن من الهند إلى الإمارات إلى حيفا”.
أما بالنسبة لتدخل حزب الله في المعركة فيقول: “الحزب اليوم سيلعب دور المراقب، لا أعتقد أنه سيتدخل في المعركة لأنه يدرك جيداً الواقع على الارض، أما إن حصل اعتداء مباشر على لبنان حينها ستقع المعركة”.

من جهته، يؤكد المحلل السياسي يوسف دياب أن “العملية التي نفذتها حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية تشكل مرحلة مفصلية في تاريخ الحرب الإسرائيلية – الفلسطينية، وربما الحرب الإسرائيلية على مستوى المنطقة كونها عملية حصلت بالعمق الإسرائيلي وخرقت كل الإجراءات والاحتياطات الأمنية الإسرائيلية، وسمحت لمقاتلي حركة حماس بالسيطرة على 3 مستوطنات أساسية والاستيلاء على آليات عسكرية ودبابات وأسلحة ثقيلة، إنها ضربة قوية لمعنويات الجيش الإسرائيلي أدت إلى مقتل العشرات من الجنود الإسرائيليين وأسر 35 عسكرياً بينهم ضابط كبير، إضافة إلى مئات المدنيين الإسرائيليين الأسرى بالمستوطنات التي سيطر عليها مقاتلو حماس”.
ويرى دياب أنه من المفترض أن “تشكل هذه العملية تأسيساً لمرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي للحديث عن تسوية أو حل سياسي للقضية الفلسطينية”.
وفي سؤال عن مدة العملية، يجيب: “لا شك أن العملية لن تكون محدودة بساعات وأيام، بل ستكون مفتوحة على كل التطورات. صحيح أن الإسرائيليين لديهم تفوق عسكري كبير خصوصاً على مستوى السلاح الجوي وهو ما يعني أنه وفي حال استخدموا القوة المفرطة في هذه المواجهة فإنهم سيعرضون كل الأسرى الإسرائيليين للموت وهو ما يجب أن تضعه القيادة الإسرائيلية في الحسبان. وأيضاً من شأنه أن يوسع جبهات المواجهة داخل فلسطين على كثير من المواقع وربما تتطور إلى الضفة الغربية وليس فقط بغزة ومحيطها”.
أما بالنسبة لوضع الجيش الإسرائيلي وإمكانياته فيلفت إلى أنه “بمأزق كبير ولم يستوعب الصدمة بعد، إنها عملية غير مسبوقة بتاريخ الصراع بين الجانبين.”
أما بالنسبة للجبهات الأخرى فيقول دياب: “لا أعتقد أن هناك رغبة في فتح جبهات جديدة خصوصاً وأن حزب الله ليس مستعداً لفتح جبهة الجنوب مع الإسرائيليين في الوقت الحالي. كما أن واقع لبنان والانهيار الحاصل لا يساعد على دخول لبنان بمعركة مفتوحة، مشيراً إلى عدم رغبة سوريا أيضاً بتحريك جبهة الجولان أو إطلاق صواريخ من جنوب سوريا باتجاه إسرائيل”.
ويختم بالقول: “نحن بانتظار المرحلة المقبلة وما ستؤول إليه العملية علماً أن الفلسطينيين وحركة حماس لن يوقفوا الهجمات إلا مقابل ثمن سياسي”.

أما من وجهة نظر المحلل السياسي طوني بولس فيرى أن التصعيد الحاصل في غزة ما هو إلا هجوم كبير ومنسق في المنطقة، وأدى إلى كشف هشاشة دفاعات الجيش الإسرائيلي، كما كشف القدرات القتالية المميزة للفصائل الفلسطينية وهو ما مكنها من الخروج خارج غلاف المستعمرات والمستوطنين”.
ويؤكد أن الأمور تتجه نحو التصعيد وسيكون هناك رد إسرائيلي هو الأعنف من نوعه خصوصاً وأن بعض المواقف الدولية أيدت إسرائيل وأعطتها الضوء الأخضر لشن هجوم على المناطق الفلسطينية”.
وبحسب بولس فإن ما حصل هو “أشبه بما يسمى بلعبة “البوكر”، فالفلسطينيون لعبوا اللعبة النهائية ولم يبقَ أمامهم إلا الهزيمة أو الإنتصار”.
كما يؤكد أنّ المنطقة بأكملها ستخوض مشاكل كبيرة لأن الهجوم منسق بين كل أطراف حلف الممانعة ولا يقتصر على حركة حماس فحسب، وهناك تدخل مرتقب من جهات مختلفة ستحصل بشكل أو بآخر إن كانت منظمات فلسطينية أو غير فلسطينية ما قد يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط”.
أما بالنسبة لدور لبنان والحديث عن دخوله جبهة القتال فيقول: لبنان بمعزل عن الصراع فالبلد لا يحتمل مزيداً من التشنجات وسينفجر مع غزة في حال تدخل حزب الله بالمعركة وسيتحول إلى ساحة بريد وبالتالي يكون قنبلة الشرق الأوسط المرتقب انفجارها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us