هل تهب “عاصفة إيران” من لبنان؟


أخبار بارزة, خاص 14 تشرين الأول, 2023

ما هو المدى الذي يمكن أن يبلغه تصعيد حزب الله في لبنان؟ وهل هو قادر على خوض مغامرة انطلاقًا من لبنان، من دون تقدير التداعيات التي يمكن أن تحدث؟

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

لا احد يصدّق ان ليس لأيران اي ضلع لما حدث ويحدث في قطاع غزة ، أليس أحد مسؤوليها مَن قال يومًا إن بلاده تسيطر على بغداد وبيروت ودمشق وغزة وصنعاء ؟ ولو لم يكن الامر كذلك ، لماذا تحرك رئيس الديبلوماسية الايرانية حسين امير عبد اللهيان في اتجاه بغداد ودمشق وبيروت غداة معركة غزة ؟
ايران معنية بما يجري في غزة ، فالمعركة معركتها ، وعلى ” ارضها ” توجه رسائل في كل اتجاه ، ولعل الرسالة الاولى هي للولايات المتحدة الاميركية ، ومنها الى المملكة العربية السعودية مفادها ان اي اتفاق في المنطقة يجب ان يمر في طهران ، واذا لم يمر فإن هذا الخط ” سيقطَع ” ، ولذا جاءت ” عملية ٧ تشرين ” ردًا على ” الخط الاقتصادي ” الذي يمر في حيفا .
هكذا ، العملية في غزة ، والتعبير عنها في لبنان ، كأن لبنان هو ” المنصة الاعلامية ” للتعبير عما جرى ويجري في غزة : من ” يوم النفير العام ” الى التظاهرات ، الى ” الأسناد “العسكري الميداني من الجنوب ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هو المدى الذي يمكن ان يبلغه تصعيد حزب الله في لبنان ؟ وهل هو قادر على خوض مغامرة انطلاقًا من لبنان ، من دون تقدير التداعيات التي يمكن ان تحدث ؟
بدايةً ، لا شك ان حزب الله يعرف ان ٢٠٢٣ ليست ٢٠٠٦ ، فما إن اندلعت ” حرب غزة” وأُطلِق الصاروخ الأول من لبنان ، حتى بدأ النزوح من الجنوب في اتجاه بيروت ، هذا النزوح كان من ” البيئة الحاضنة” لحزب الله ، وهذا الواقع لا يستطيع تجاهله لأن طوابير السيارات على خط الجنوب – بيروت ، كانت اكبر وأطول من ان تُخفيها صورة .
اليوم يبدأ الاسبوع الثاني على حرب غزة ، فإذا لم يكن ” الإسناد” من لبنان قد حصل اعتبارًا من الاسبوع الاول ، فمتى يحصل ؟
السيناريو الأخطر والمخاوف الكبرى ، يتمثلان في ما يلي : اذا كانت حرب غزة بدأت اسرائيل في مواجهتها بالطلب الى شمال غزة ان ينزح الى جنوبها ، فما الذي يمنع ، اذا ما انتقلت الحرب الى جبهة الجنوب ، ان يكون هناك طلب بأن ينزح الجنوب في اتجاه بيروت ؟
في الحروب كل شيء وارد : حرب غزة بدأت بخرق حركة حماس للجدار الشائك في اتجاه غلاف غزة ونجحت في ذلك ، ولكن ماذا بعد الخرق ؟ هل استطاعت المحافظة على المناطق التي وصلت اليها ؟ انقلبت الآية :
بدأت مطالبتها بالخروج من شمال غزة الى جنوبها ، هذا يعني مرحلة جديدة من ” الترانسفير ” الفلسطيني ، ويحدث ذلك تحت اعين العالم ، هذا العالم الذي غضب من حماس ، بعدما تبيّن ان الذين سقطوا في الحفل فجر السبت السابع من تشرين ، يوم بدء العملية ، هم من عشر جنسيات على الاقل ، ما يعني ان دول هؤلاء هم في حال سُخط على حركة حماس ، وهذه نقطة سُجِّلت لمصلحة اسرائيل ، وصورتها في تلك الدول ، على انها ” معتدى عليها”.
أما الانعكاس الاكبر على لبنان فيتمثّل في وضع ملف استحقاق رئاسة الجمهورية على رف الانتظار الى اجلٍ غير مسمى .
مخاوف أخرى في لبنان من جراء حرب غزة : هل بدأت الارقام تظهر عن حركة المغادرة من لبنان بالمقارنة مع حركة الوصول اليه ؟ الارقام تَشي بأن نظرية ” الصمود” ليست على ما يرام .
ربما لكل هذه الاسباب مجتمعةً، تبدو ” عاصفة ايران في لبنان ” تحتاج الى ” العدّ الى العشرة” قبل الإقدام عليها .

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us