مَن يُداوينا ويُنجِّينا منكمْ…؟

أخبار بارزة, لبنان, مباشر 18 تشرين الثانى, 2021

كتبت إلهام سعيد فريحة في “الأنوار” :

يجولُ القهرُ بالوطنِ وهو ليسَ حكراً على طائفةٍ من طوائفهِ، او حزبٍ قويٍّ او اخرَ مهيمنٍ او على كلِّ من دخلَ في السياسةِ ولعْنَتِها وفسادها، بالاضافة الى زواريبها ومحاصصاتها ومغانمها على طريقةِ آكلي الجبنةِ les fromagistes بالتكافلِ والتضامنِ.
وانتمْ مِمَنْ ذكرناهم جميعاً اهلُ السلطةِ والتسلَّطِ وتحويلِ السياسةِ إلى تسييسٍ ،
“تَشفطونَ” الوطنَ تارةً باسمِ الاعمارِ،
وتارةً باسمِ قطعِ يدِّ السارقِ ، ثم بفذلكاتٍ ووعودٍ كاذبةٍ لضمانِ الشيخوخةِ ،
كما المشاريعُ التي لم تقمْ لها قائمةٌ من سدودٍ او طرقاتٍ او مشاريعَ وهميةٍ، او بواخرَ لزيادةِ ساعاتِ التغذيةِ الكهربائيةِ ، وكلها من الآخر: “ما لكَ وما لي”،
واخيراً وليس آخراً من خلالِ وعدِ البطاقةِ التمويليةِ التي شكَّلتْ القنبلةَ الدخانيةَ لتمريرِ كلِّ رفعِ الدعمِ عن الادويةِ والمستلزماتِ الطبيةِ والمحروقاتِ من بنزينٍ ومازوتٍ وغازٍ ، والموادِ الغذائيةِ على انواعها،
خاصةً علبةُ الدواءِ لمرضى السكري المزمنِ، إن وجدتْ، ارتفعَ سعرها من 75.900 ليرة الى 452.903 ليرات، أي تساوي تقريباً راتبَ الحدِّ الادنى للاجورِ.
مَن يُداوينا ويُنجِّينا منكمْ؟

اليومَ ترفعونَ الدعمَ،
ومَن هم اساساً هولاءُ “الفلاسفةِ” الذينَ بعدَ الحربِ اللبنانيةِ لم يبدأوا منذُ ذلكَ الوقتِ برفعِ الدعمِ بطريقةٍ سلسةٍ وبالتوازي مع المساعداتِ والمالِ المتدفِّقِ للاعمارِ، والاموالِ الخليجية لاعادةِ بناءِ البنى التحتيةِ.
بل امعنوا في سياسةِ دعمِ الكاجو التافهِ، من اصلِ اكثرَ من 200 صنفٍ لا لزومَ لها .
كفى ، تركتمْ كلَّ شيءٍ عالقاً لتضييعِ بصماتِ ما تجنونهُ ،
وصرفتمْ على مدى سنواتٍ دونَ موازنةٍ عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ، للاستفادةِ غيرِ المسبوقةِ وتهرُّباً من المراقبةِ والمحاسبةِ ،
ومن اجلِ أن تؤمِّنوا حياتكم الرغيدةَ في الخارجِ ، لكم ولعائلاتكم ، من جيبِ كلِّ لبنانيٍّ ومن جنى عمرهِ . نقولُ لكمْ: كونوا اقوى الاقوياءِ ، عارضوا، ووالوا ، ما هَمنا وما الفرقُ عندنا ،
سؤالٌ بديهيٌ: أينَ تخصُّصكمْ في حسنِ إدارةِ البلادِ وتيسيرِ امورِ العبادِ ؟
ومَن أينَ تخرَّجتمْ ؟ مَن أيِّ جامعاتٍ متخصِّصةٍ بالاقتصادِ او بالادارةِ..
هل من المعقولِ أنه منذُ عام 1990 حينَ انتهتِ الحربُ ، ما زلنا ، ولسوءِ حظنا نُعايشكم قسراً،
باستثناءِ قلَّةٍ تعدُ على الاصابعِ من اهلِ السياسةِ، او مَن في ادارةِ الدولةِ، لكنهم غرقوا في سلاسلَ حديديةٍ من جراءِ فجوركمْ وشغفكمْ “بشفطِ” جنى كلِّ مواطنٍ لبنانيٍّ مقيمٍ ومغتربٍ اصيلٍ.

مَن يُداوينا ويُنجِّينا منكمْ؟
وترفعونَ اليومَ ،وانتم في قمةِ العجزِ كبيرَ “النجابةِ والعجبِ”، ما يوازي كلفةَ الجمركِ على الاستيرادِ من الخارجِ مما يشكلُ 600 % زيادةً .
هل لديكمْ دراساتٌ ايها الجبابرةُ و”الجهابذةُ النجيبونَ” الذينَ لا يرُّفُ لكم جفنٌ ،من قهرِ امٍ او ابٍ او طفلٍ او جيلٍ ناشىءٍ برمَّتهِ،
اذاً من أينَ الاستيرادُ ؟ من بيافرا الصومال او انغولا؟
الحقيقةُ الساطعةُ أنكم ،والتعبيرُ قد يكونُ خفيفاً عليكم ،
“جهَّالٌ” في علمِ إدارةِ الدولةِ العصريةِ الحديثةِ،
وقد اوصلتمْ بعجزكمْ وبفشلكمْ هذا المواطنَ الى حرقِ غابةٍ امامهُ للتدفئةِ، او استعمالِ موقدةٍ للطهي!
كلُّ ذلكَ بسببِ شرهكمْ للمالِ الذي هو مسيطرٌ عليكمْ جميعاً،
وتَضعفونَ أمامهُ ضعفَ الوحشِ أمامَ الطريدةِ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us