مصير أكبر صفيحة جليدية في العالم بين أيدي البشر

المصدر: The Nature
قام باحثون من جامعة دورهام بنمذجة التأثيرات المختلفة لدرجات الحرارة ومستويات الانبعاثات على الغطاء الجليدي في القرون القليلة القادمة ووجدوا أن ذوبان الصفيحة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية والتي تحتوي على حوالي ثمانين بالمئة 80 % من الجليد في العالم يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بما يصل إلى (خمسة أمتار) بحلول العام 2500 وذلك إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع بالمعدل الحالي.
هذا الارتفاع في درجات الحرارة يبلغ حوالي (0.18 درجة مئوية) لكل عقد هو نتيجة للزيادة التي يسببها البشر في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري منذ الثورة الصناعية
فإذا لم يتم إجراء أي تغيير لإبطاء الاحترار ، يمكن أن يساهم شرق القارة القطبية الجنوبية بارتفاع ما يصل إلى (ثلاثة أمتار) في مستويات سطح البحر العالمية بحلول عام 2300.

أما اذا تم التحكم بالانبعاثات الحرارية وتخفيضها بشكل كبير عندها يمكن ل شرق القارة القطبية الجنوبية المساهمة فقط بحوالي اثنين سنتيمتر (٢سم) من ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2100 ، (0.5 متر) بحلول عام 2500.
وأوضح المؤلف الرئيسي البروفيسور كريس ستوكس: “اعتدنا أن نعتقد أن شرق القارة القطبية الجنوبية كان أقل تعرضا لتغير المناخ ، مقارنة بالصفائح الجليدية في غرب أنتاركتيكا أو جرينلاند ، لكننا نعلم الآن أن هناك بعض مناطق شرق القارة القطبية الجنوبية التي تظهر بالفعل علامات فقدان الجليد.”
وأضاف: “كشفت ملاحظات الأقمار الصناعية عن أدلة على ترقق وتراجع!! هذا الغطاء الجليدي الأكبر على هذا الكوكب ، ويحتوي على ما يعادل اثنين وخمسين 52 مترا من مستوى سطح البحر ومن المهم حقا ألا نوقظ هذا العملاق النائم”
كان من المتوقع بالفعل أن تفقد الصفائح الجليدية في جرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية الجليد في القرون القادمة وذلك لأن جرينلاند بعيدة عن القطب الشمالي لذا فهي معرضة للهواء الدافئ ، ويتأثر غرب القارة القطبية الجنوبية بتيارات المحيط الدافئة حيث تقع تحت مستوى سطح البحر.
شرق القارة القطبية الجنوبية هو موطن للقطب الجنوبي البارد ويقع على الأرض التي تحميه من دفء البحر ، لذلك كان من المفترض ولسنوات طويلة أنه أكثر صلابة.
ولٰكن في عام 2020 ،تم العثور على أدلة على أن جزءا من شرق القارة القطبية الجنوبية قد تراجعت مسافة (700 كيلومتر) من الداخل عما كانت عليه قبل 400 ألف عام فقط وهو وقت ليس ببعيد على المقاييس الزمنية الجيولوجية. وكان ذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة لدرجة أو درجتين فقط شرق القارة القطبية الجنوبية