العونيون والحريريون: حماسة الانتحار السياسي أو إشعال الحريق الكبير

المصدر: منير الربيع – المدن

يستمر انزلاق لبنان إلى الفوضى. لا هي مدروسة ولا خلاقة. فاسمها فوضى فقط لا غير. لكن اللبنانيين يجيدون خلق ما يريدون منها، وأحياناً اختلاقها. وهم يجيدون الاستثمار في الفوضى والتمادي بها .

وطويت صفحة تشكيل الحكومة. والطريق إلى جهنم صارت سالكة: فحسان دياب يبحث عن فرصة للقفز من المركب المحطم قبل غرقه. سعد الحريري غارق في حسابات انتخابية، يريد من خلالها تحقيق توازن سياسي ضد رئيس الجمهورية. وميشال عون يريد أن يسجن الجميع، ويخوض مواجهة جهنمية أو سياسة أرض محروقة.

هكذا يغرق لبنان في فوضى الصراع الشعبوي، وفي التسابق بين المتحمسين للاستقالة من المجلس النيابي والإطاحة به لتغيير الأكثرية، أو لإسقاط تكليف رئيس الحكومة.

والجمود السياسي غير قابل للتغيّر، إلا بدبيب الفوضى. وشرارة بسيطة يمكن أن تشعل حريقاً كبيراً. كمثل قرار مجلس شورى الدولة.

ووسط دبيب الفوضى يجري تنميط الناس وتطبيعهم مع حال مرضية على مثال التعاطف مع الخاطف أو الهيام بالجلاد.

أفكار كثيرة يقال أنها تُناقش: كالاستقالة من المجلس النيابي، والاستمرار في الحرب الإعلامية والإعلانية بين تيار المستقبل والتيار العوني، وتسابقهما إلى تلك الخطوة، وتدارس كل منهما ارتداداتها.

الحماسة فائرة لدى الطرفين. ولكن لكل منهما حساباته الخطيرة وهي: ألا تصل الاستقالة النيابية إلى مبتغاها، فيستأثر الطرف الآخر بالقرار التشريعي، على إيقاع حروب القضاء وفتح الملفات وتهم الفساد.

لقد وصل الطرفان إلى سن اليأس السياسي. وهما يرفضان النهاية الماثلة. كل منهما يبحث عن وسائل لتجديد شبابه، وإثبات حضوره داخلياً ودولياً، ولو اقتضى ذلك إشعال حريق. وهما بلغا عجزهما الكامل على مرأى العالم ومسمعه..

أقوى المراهنين على الاستحقاقات هو حزب الله، فيما يحاول جبران باسيل البقاء في جلبابه، باحثاً عن نصر أو تعويم، على اعتبار أن محور حزب الله هو الرابح. ويحاول باسيل الاستقواء على الحريري، بتوفيره غطاءً شعبياً مسيحياً للحزب إياه.
إذا، يعيش اللبنانيون مآسٍ كبرى، يستثمر فيها كثيرون في الداخل. أما الخارج فينتظر متغيرات لا يبدو أنها جاهزة. والأخطر أن لبنان بات بلا قدرة على التحمل والانتظار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us