صراع عون – بري… “اللعبة” مستمرة إلى نهاية العهد

شكلت مبادرة الرئيس بري الحكومية مناسبة جديدة للمبارزة مع الرئيس عون، إذ إن رئيس المجلس وجد الفرصة المتاحة لمنع “الجنرال” من تحقيق هدف يسعى إليه.
فمنذ إعلان الرئيس الحريري نيته العودة إلى السراي وعون وباسيل ينتظرانه على الكوع، ووصلت الأمور إلى حدّ توجيه عون كلمة إلى اللبنانيين محذّراً من خطورة تكليف الحريري.
وبما أن الصراع مشتعل بين عون وباسيل من جهة والحريري من جهة أخرى، كاد المحور الأول أن يُسجّل هدفاً كبيراً في مرمى الحريري الذي كان ينوي الإعتذار، لكنّ تدخّل برّي منعه من الإعتذار وبالتالي منع عون وباسيل من تحقيق الإنتصار.

وعلى رغم محاولة بثّ أجواء تفاؤلية، إلا أن الواقع يؤكّد أن مبادرة برّي باتت في حكم المنتهية ولو أكد في بيانه العنيف رداً على الرئاسة الأولى أمس أنها مستمرّة، خصوصاً وأنها لم تحظَ بتدخّل مباشر وحازم من “حزب الله”.
إذاً، تدخل البلاد مرحلة جديدة من الصراع عنوانها عون وباسيل في مواجهة الحريري وبرّي، بينما يراقب “حزب الله” تصرفات حلفائه، لكن لحظة الحسم لم تأتِ بعد، خصوصاً وأن مفاوضات فيينا النووية لا تزال تواجه بعض العقبات.
ويعلم الجميع أن الصراع العنيف بين عون وبري لم يبدأ اليوم، وعلى رغم تطرية الأجواء بعد “تفاهم مار مخايل” في 6 شباط 2006 والتواجد معاً في ساحة رياض الصلح لإسقاط حكومة السنيورة، إلا أن كل هذا لم يكرّس التفاهم بين “أمل” و”التيار الوطني الحرّ”.
واستمرّ شدّ الحبال بين الرجلين داخل الحكومات المتعاقبة، وانفجر خلال التسوية الرئاسية الأخيرة حيث كان برّي من أشدّ المعارضين لإنتخاب عون.
وتستمرّ المناكفات بين الرجلين، لكن هذه المرّة بصورة حاسمة وخرقت كل السقوف، فالرئيس برّي الذي لم يصوّت لعون رئيساً للجمهورية، لا يرى إنتخاب باسيل رئيساً، وهذا الأمر هو بيت القصيد.
والأمر الثاني المهمّ، لا يريد برّي أن ينكسر الحريري أمام عون وباسيل، لذلك يُفهم منسوب الدعم الذي يتلقّاه الحريري من عين التينة، فاعتذار الحريري سيدفع باسيل مجدداً إلى التأثير على مجريات التأليف والتكليف.
وأمام كل هذه العوامل فإن الصراع بين عين التينة وبعبدا سيبقى مستمراً ولا أفق لحلّه وقد يستمر لنهاية العهد، في حين أن البلاد بكل ما ومن فيها هي التي تدفع ثمن كل تلك الصراعات.

المصدر: ألان سركيس – نداء الوطن

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us