متحف السيليكون في جبيل نمط جديد من متاحف الشمع
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:
في سوق جبيل القديم وعلى مقربةٍ من متحف الشمع الشهير، والذي تأسّس منذ عقود، أُقيم متحف جديد منذ عشر سنوات.
إنّه متحف السيليكون، الذي يتميّز بمعروضاته المصنوعة من مادّة السيليكون الدقيقة والمتينة.
متحف فيه منحوتات فنيّة لشخصيّاتٍ عالميّةٍ ولبنانيّةٍ معاصرة، يبلغ عددها العشرين. وهي شخصيّات سياسيّة وأدبيّة وفنيّة وأسطوريّة (كالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس دونالد ترامب والرئيس رفيق الحريري والفنّانة صباح والفنّان وديع الصافي والممثّل بروس ويليس وشخصيّة سبايدر مان وغيرهم).
أُنشئت مؤسّسة لإدارة المتحف ولتأمين المستلزمات من أجل تنفيذ المنحوتات والتواصل مع الفنّانين والتقنيّين الكفوئين لتنفيذها.
أمّا مردود المتحف من رسوم الدخول إليه فتذهب إلى تطويره وزيادة أشخاصٍ إليه وإلى الأعمال الخيريّة والإنسانيّة.
عن هذا المتحف ومحتوياته وكيفيّة تنفيذ منحوتاته، إليكم هذه التفاصيل والمراحل:
– كيف تتمّ مراحل التصنيع أو إنتاج هذه الأعمال الفنيّة؟
– تحصل هذه العمليّة على مراحل كالتالي:
أوّلاً، تختار المؤسّسة المسؤولة عن المتحف شخصيّةً وتجمع عنها معلومات، كالصور، ولون الشعر والعيون والطول؛ وبعدها يبدأ الفنّانون بالنّحت.
النحت من مادّة الجفصين، التي هي من أصعب المراحل لكي يكون النحّاتون قادرين على تطبيق ملامح الشخصيّة.
ثانياً، يُصنع القالب وتُصبّ الموادّ فيه.
واختيار السيليكون مردّه إلى أنّ الفنّان يقدر أن يظهر فيه تفاصيل أكثر ولأنّ مدّة بقائه أطول.
وبعد عمليّة صبّ السيليكون يتمّ الانتقال إلى مرحلة التلوين، أي تلوين البشرة، الشرايين والمسامّ.
آخر خطوةٍ بعد التلوين هي الشعر، بحيث يُستخدَم شعر طبيعي مستورَد من الهند ويُزرع شعرةً شعرةً بالإبرة، إن كان شعر الرأس أو الحواجب أو الذقن. وبعدها يُستعان بحلّاقٍ يهتمّ بقصّ الشعر وتصفيفه.
أمّا العيون فهي عبارة عن كراتٍ من الزجاج، تلوَّن وتُزاد عليها لمعة لإكسابها لمحة الحياة.
– المنحوتة تمتلك نفس مقاسات الطول الحقيقيّة للإنسان:
– عند جمع المعلومات عن الشخصيّة يمكن التواصل مع الشخص إن كان لا يزال حيّاً، وتُطلب منه قطعة من ثيابه، ما يساعد أكثر في معرفة المقاييس إن كان من حيث طول القامة أو من حيث عرض الأكتاف.
– كيف يتمّ انتقاء الشخصيّة والبدء بجمع المعلومات عنها؟
– يتمّ الاستماع إلى آراء الناس لمعرفة المرغوب لديهم، وبعدها تُختار ويتمّ نحتها. ولا زالت هناك شخصيّات يُعمل عليها.
وتبقى الجولة في متحف السيليكون في جبيل متعةً لا تضاهى، بحيث يستمتع المشاهِد بمقابلة شخصيّاتٍ قريبةٍ من الواقع وتكاد تتكلّم أو تومئ أو تخبر بمكنونات السيَر الذاتيّة للشخصيّات وبالأحداث التاريخيّة التي عايشتها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |