عون متفرّجٌ في بعبدا..هل يستيقظ في الرابية؟


أخبار بارزة, خاص 13 أيلول, 2022

كتب عمر قصقص لـ “هنا لبنان”:

في 31 تشرين الأوّل سيغادر الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، هذا ما كرّره، ولكن كلامه هذه المرة جاء مشروطاً بأن يكون هذا اليوم، طبيعياً.

فالرئيس عون يخشى من مؤامرة أشبه بانقلاب على النظام والدولة والرئاسة والدستور، وهو لم يبح لنا ماذا سيفعل في حال استشعرها، وقرر خلال مقابلة مكتوبة أجراها مع الزميل نقولا ناصيف ونشرت في صحيفة الأخبار عدم الخوض في تفاصيل ذلك اليوم الاستثنائي وترك اللبنانيين في حال ترّقب للحظتها!

الرئيس عون وقد بدأ يستشعر خيوط مؤامرة داخلية وخارجية تحاك ضده، أصبح متيقناً أنّ يومه الأخير قد لا يكون طبيعياً، وهذا يفتح الباب أمام احتمالات عدّة من بينها بقاؤه في القصر.

غير أنّ الحاسة السادسة التي يمتلكها الرئيس، لم تستشعر الإشارات التي سبقت أكبر أزمة اقتصادية واجتماعية يعيشها اللبنانيون منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم، ولم تستشعر المرحلة الحرجة التي يتخبّط فيها الشعب، فهو حتى تاريخه لن يعطي توقيعه على مسودة حكومة جديدة من دون أن يحصل التيار الوطني الحر على الحصص التي يفرضها النائب جبران باسيل على ميقاتي، وفي مقدمتها الطاقة والعدل وغيرها..

لن يوقع الرئيس دون هذه المطالب حتى لو انهار الهيكل على رؤوس الجميع.

وبالعودة إلى مقابلة عون، نلتمس بين السطور عتب وعلامات استفهام حيال الدول العربية، فبرأي الرئيس، لبنان قد التزم بوعوده حيالها، من دون أن يقابل ذلك بأي تحسّن بالعلاقات. ربما لا يتابع الرئيس الجرائد اليومية، أو لم يخبره مستشاروه أنّ لبنان أصبح مركز تصدير الكبتاغون إلى الخارج، وربما أيضاً لم يسمع خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي هندست فقط لتهديد ووعيد الدول العربية.

وربما أيضاً وأيضاً لم يخبره أحد من حاشيته عن توقيف نائب رئيس التيار الوطني الحر منصور فاضل ونجله في مطار بيروت لحيازته آلة لفرم الماريجوانا منذ أيام.

يقول عون لـ “الأخبار”: “في الرابية لن أكون متفرجا”، إلا أنه خلال السنوات الستّ بقي متفرّجاً من بعبدا. متفرّجاً على اللبنانيين وهم ينادونه عبر شاشات التلفاز وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كي يتدخل ويحميهم من ظلم الفساد والعتمة والغلاء والاعتقالات، ويطالبونه بأن يكون حكماً على الأقل. يطالبونه بإمضاء التشكيلات القضائية، غير أنّه لم يفعل. ربما لم يسمعهم. أو ربما الوقت لم يسعفه، فجدوله حافل والأولوية هي لاستقبال صاحبة مطعم، وتكريمها؟

في اليوم الأخير سينتقل الجنرال من بعبدا إلى الرابية. سيدرك حينها للمرة الأولى ربما أن طرقات لبنان باتت أشبه بطرقات الموت، وأنّ كهرباء المنازل تعمل فقط على المولدات، وأنّ المياه مقطوعة وضجيج الـ”سيتيرنات” يصيب بالتلوث السمعي، واللبناني رهينة لها فسدود التيار الوطني الحر من المسيلحة مروراً بجنة لم ينتج عنها إلّا التصحر.

وسيدرك أيضاً أنّ لبنان بات معزولاً، فسنترال الرابية سيتوقف حاله حال العديد من السنترالات، وفي حينها فقط سيعلم سيادة الرئيس ما فعله بنا العهد القوي!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us