نصرالله يضع لبنان أمام عقدة المشنقة!


أخبار بارزة, خاص 3 تشرين الثانى, 2023
نصرالله

لبنان أمام عقدة المشنقة، شنقه أو إنقاذه بيد الحاكم الأعلى، فاقتصاده متوقّفٌ حتى إشعارٍ آخر ومن لديه أيّ مشروع أو يريد فتح أيّ مشروع عليه أن ينتظر، فمصيرنا خوض حروب الغير على أرضنا حتى لو لم تتوسّع رقعة المعركة


كتب عمر قصقص لـ “هنا لبنان”:

انتظر الشعب اللبناني خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على مدى ثلاثة أيام وسط وابلٍ من “الترايلرز” التي أنتجها جمهوره والتي أعاد نشرها آلاف المغرّدين وعلى رأسهم نجله جواد نصرالله.
ثمانون دقيقة عرض فيها الأمين العام ما نشاهده على شاشات التلفزة يومياً، مكرّراً التصاريح الإيرانية بعدم علم حزبه أو إيران بعملية “طوفان الأقصى” وأنّ الجبهة الجنوبية فُتحت كي يتشتّت الجيش الإسرائيلي ويرسل العديد من الفرق إلى الجبهة الشمالية.
كرّس الأمين العام ما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال مقابلة تلفزيونية بأنّ قرار السلم والحرب في لبنان بيده وبيد محوره، غير آبهٍ للدولة اللبنانية أو لإرادة الشعب ضارباً بعرض الحائط الأرقام التي عرضتها الحكومة عن الاحتياط الاستراتيجي للقمح والمازوت والفيول والذي لا يكفي أكثر من شهر واحد.
كما عيّن نصرالله نفسه أميناً عاماً لشؤون البلاد العربية، مطلقاً إنذاراته لمصر والأردن ولبنان، بأنّ الدول العربية يجب أن تتحمل المسؤولية وأن لا تكتفي ببيانات التنديد والاستنكار والشجب، بل يجب أن تقطع علاقاتها وتسحب السفراء وتوقف النفط والمواد الغذائية، راسماً حدود المعركة بنقطتين، الأولى بتطوّر المعركة في غزة والضغط بشكل تصاعدي كلما اشتدّ الحصار على حماس، وتطوّر القصف جنوب لبنان.

لكنّ اللافت في الخطاب كان تحييد الجبهة السورية عن وحدة الساحات، فما إن انتهى نصرالله عرضت الشاشات الخمسة المؤيّدة له مشاهد تأييد جماهيري لمحور المقاومة من العراق واليمن ولبنان، فيما لم تعرض مشهداً واحداً من حشود مماثلة في سوريا، فهل باتت سوريا خارج استراتيجة وحدة الساحات لقاء تكليفها بدور جديد في المنطقة لا يتلاقى مع التوجّه الإيراني؟

كما غابت عن الخطاب حماسة أمين عام الحزب لوضع خطوط حمراء لإسرائيل، كالتي وضعها سابقاً في سوريا عندما قال: “إن كان لدينا ألف مقاتل في سوريا، حيصيروا ألفين، وإذا كان عنا ٥ آلاف مقاتل حيصيروا ١٠ آلاف، وإذا اقتضت المعركة أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا سنذهب إلى سوريا”، فلم نسمع منه لا تصريحاً ولا تلميحاً: “إن اقتضت المعركة أن أذهب أنا وكلّ حزب الله إلى الجبهة الجنوبية سنذهب لنساعد أهلنا في غزة”.

إذاً لبنان أمام عقدة المشنقة، شنقه أو إنقاذه بيد الحاكم الأعلى، فاقتصاده متوقّف حتى إشعارٍ آخر ومن لديه أيّ مشروع أو يريد فتح أيّ مشروع عليه أن ينتظر، فمصيرنا خوض حروب الغير على أرضنا حتى لو لم تتوسّع رقعة المعركة، ولكن في المعركة كلّ الخيارات مطروحة فقد ترك نصرالله كلّ الاحتمالات مفتوحة أمام اللبنانيين الّذين قرّروا النزوح بعد خطابه!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us