كوع الكحّالة يمرّ من بعبدا..!


أخبار بارزة, خاص 18 آب, 2023
الكحالة

الهجوم السياسي على الجيش وقيادته بات واضح المعالم والأبعاد، فبعض الأحزاب في لبنان لا تريد أي مؤسّسة وطنية وشعارها الوحيد هو “هيّا نفكّك الجيش لينهار” في محاولة منها لإفشال قائده جوزيف عون.


كتب عمر قصقص لـ “هنا لبنان”:

من أحداث الطيونة إلى الكحالة وما بينهما، تصّر الأحزاب السياسية بعد كلّ حدثٍ أمنيٍّ في لبنان أن تُدخل الجيش في أروقة الخلافات السياسية، إذ تتّجه الأنظار نحو الجيش اللبناني الذي يحاول أن يتصرّف بحكمةٍ، ويقف على الحياد مُحاولًا عدمَ تأخير الزمن إلى الوراء 48 عاماً.

حكمة الجيش لا تحتاج إلى براهين وأدلّة، لكن ما يحتاج إلى استفسارات هو الهجوم السياسي والشعبوي الذي تشنّه بعض الأحزاب والجهات السياسية مطالبةً منه بالضّرب بيد من حديد وعدم الوقوف على الحياد وكأنّه المسؤول شبه الوحيد في الدّولة في ظلّ غياب رئيس الجمهورية والحكومة، وهذه الجهات ولا سيّما المعارضة منها، يحقّ لها أن تقول الكثير في موضوع حزب الله وسلاحه، ولكن في موضوع الجيش لا بدّ من التريّث فالشعبوية في استهداف المؤسسة العسكرية لن تعود إلّا بالخراب على لبنان واللبنانيين.

لنفصّل ما حدث عند كوع الكحّالة: ما بين حادث انزلاق شاحنة حزب الله وبين وقوع الاشتباكات المسلحة، لم يكن الجيش قد وصل بعد أن تعذّر وصول فوج التدخّل نتيجةً لإقفال الطرقات. تدخّل الجيش وهدّأ الأهالي وأزال الشاحنة وفتح تحقيقاً بالحادثة.

لكن السؤال هو ماذا لو سمح الجيش لبعض الأهالي الذين حاولوا إحراق الشاحنة المليئة بالذخائر بعد أن استنفرت النفوس في الكحّالة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي في فيضٍ من الاتّهامات وكيل النعوت والتهديدات؟ ماذا لو لم يقم بتهدئة الأهالي الذين أقفلوا الطرقات؟ ماذا لو لم يقم بإفراغ حمولة الشّاحنة ورفعها وفتح الطريق فجراً؟

هذا أمنياً، أمّا قضائيا فيقوم الجيش اللبناني بالتوسّع في التحقيق والاستماع إلى إفادات عدد من المعنيين من مختلف الجهات بإشكال الكحّالة، خاصة الأشخاص الذين ظهروا بأشرطة الفيديوهات وكاميرات المراقبة. بالإضافة إلى التّحقيق مع شهود كانوا في المكان، سواء شاركوا في الإشكال أو لم يشاركوا. وذلك لمعرفة ما حدث وتحديد المسؤوليات. هذا الأمر استفزّ البعض، مطالبين بعدم استدعاء أيّ شخص من منطقة الكحّالة لأنّ أشرطة الفيديو توضح من المعتدي ومن المعتَدى عليه.

إذاً بات الهجوم السياسي على الجيش وقيادته واضح المعالم والأبعاد. إحراقُ ورقة قائد الجيش جوزيف عون الرئاسية، تارةً من خلال الأحداث الأمنية لتفرقة وحدة اللبنانيين حوله، وتارةً من خلال “زكزكات” عونية بطلها وزير الدفاع. فبعض الأحزاب في لبنان لا تريد أيّ مؤسّسة وطنية وشعارها الوحيد هو “هيّا نفكّك الجيش لينهار” في محاولة منها لإفشال قائده جوزيف عون..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar