بيروت عاصمة الإعلام العربي في مرمى مولوتوف “الحزب”


أخبار بارزة, خاص 24 كانون الثاني, 2023

هيّا نودع مقولة: “من يتعاطى في السياسة فليتحمّل النقد”، ونستبدلها بـ “من يقترب من الحزب فليتحمل المولوتوف”!

كتب عمر قصقص لـ “هنا لبنان”:

ساعات قليلة فصلت بين اجتماع وزير الإعلام زياد المكاري مع سفراء الدول العربية للتداول بالتحضيرات من أجلِ الاحتفال بـ “بيروت عاصمة الإعلام العربي للعام 2023” وإلقاء قنبلة يدوية على مبنى المؤسسة اللبنانية للإرسال “LBCI” بعد عرض “اسكتش” تلفزيوني ساخر تناول اللهجة الشيعية.

إلقاء القنابل على المؤسسات الإعلامية وتهديد العاملين فيها غدا مشهداً مألوفاً كإطلاق الرصاص العشوائي في الهواء مع كل مناسبة، والذي أصبح يتكرر مع كلّ حلقة تلفزيونية تعتبرها البيئة الحاضنة لحزب الله “حلقة مستفزة”.

حادثة الـ “LBCI” سبقها اعتداء على قناة “الجديد” إذ أقدم مجهولون في 27 كانون الأول 2022 على إلقاء قنبلة مولوتوف على مبنى القناة في وطى المصيطبة. هذه الحادثة أتت بعد الجدل الكبير الذي أثارته حلقة “فشة خلق” على لسان الممثلة جوانا كركي بشخصية “بتول”.

رسالة حزب الله واضحة، تطويع الإعلام ووضع خطوط حمراء. فالبيئة وفائض القوة لا يحملان التهكّم والكوميديا السوداء. وإن لم ترضخ فـ “الدراجات النارية والمولوتوف” حاضرة على الندهة. هذه الرسائل ليست جديدة، إذ بدأها الحزب عام 2006 بعد “اسكتش” قلّد فيه أحد الإعلاميين السيد حسن نصرالله، الأمر الذي أدّى إلى فوضى وأعمال شغب من قبل مناصري الحزب.

إذاً، عاصمة الحريات على بُعد شهر من احتفالها بـ “بيروت عاصمة الإعلام العربي للعام 2023” بحضور سفراء العرب وعدد كبير من وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية من دون أن يعاقب أي من الذين ألقوا القنابل وهدّدوا الإعلاميين ومقدمي البرامج عبر الهواتف ووسائل التواصل الإجتماعي.

هذه الأحداث القمعية، ترافقت مع هجرة وسائل الإعلام العربية والأجنية من لبنان، بعد أن كان بوصلة وسائل إعلام العالم العربي لإنتاج البرامج والمسلسلات والأفلام. من دون أن يقوم أيّ من المسؤولين بخطوة واحدة لمتابعة الأمر مع إدارات المحطات، خاصة أنّ إنتاج البرامج يفتح الباب أمام الآلاف من فرص العمل للشباب والشابات اللبنانيين.

مشهدان متناقضان، المشهد الأوّل يعبر عن الإبداع الإعلامي الذي اعتادت عليه العاصمة بيروت والذي بدأ يتراجع مع إمساك حزب الله بمفاصل الدولة، ومشهد تزايد محاولات القمع ووضع الخطوط الحمراء. لذلك هيّا نودع مقولة: “من يتعاطى في السياسة فليتحمّل النقد”، ونستبدلها بـ “من يقترب من الحزب فليتحمل المولوتوف”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar