تهديد المستشفيات صار واقعاً: التكاليف نقداً وإلّا لا علاج!


أخبار بارزة, خاص 23 كانون الثاني, 2023

الموت أو شحذ الأموال لتسديد نفقات العلاج في المستشفيات، هما خياران لا ثالث لهما أمام المواطن اللبنانيّ.. الدولة في وادٍ والمستشفيات في وادٍ آخر، وصحّة المواطن على المحكّ.

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

تهالك القطاع الصحّي لم يتوقّف عند هجرة الأطباء وانقطاع الدواء ورفع الدعم عن الأدوية والمستلزمات الطبية، فقد أطلقت اليوم رصاصة الرحمة على القطاع، أقلّ ما يقال عنها أنّها كارثة صحيّة بكل ما للكلمة من معنى. فابتداءً من اليوم على كل مريض، استدعت حالته الصحية دخول المستشفى، شراء الدواء على نفقته الخاصة ودفع تكاليف العلاج “كاش” وإلّا لا علاج.

وتعليقاً على ذلك، يقول نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ بعض المستشفيات الخاصة بدأ فعلاً بتنفيذ القرار بعد نفاد المخزون لديها، كما أنّ السبحة ستكرّ فالتجار لم يعودوا يعترفون بالشيكات المصرفية ويطالبون بـ “الفريش دولار” فقط، ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً في ظلّ غياب السيولة اللازمة لدى المستشفيات.

وبحسب هارون فجميع المساعي ومحاولات التواصل لإيجاد مخرج قد وصلت إلى حائط مسدود ولم يعد أمام المستشفيات خيار سوى تحصيل ثمن الدواء من المريض مباشرة، ويأتي ذلك في وقت بالكاد تتواجد الأدوية وإن وُجِدت فإنّ تسعيرتها تفوق قدرة غالبية المواطنين خصوصاً بعد رفع الدعم عن الأدوية والمستلزمات الطبية أيضاً.

ويضيف هارون أنّ المستشفيات كانت تُسيّر أمورها عبر الشيكات المصرفية مع الكثير من المستوردين قبل أن ينسحبوا من لعبة الشيكات وباتوا يطالبون بـ “الفريش”.

أمّا نقيب الأطباء السابق شرف أبو شرف فقد دعا في حديث لـ “هنا لبنان” إلى رفع الظلم عن المريض وعدم تحميله الأعباء الإضافية التي تعرض صحّته للخطر، فمنذ بدأت الأزمة الاقتصادية بالتفاقم، تقلّصت نسبة دخول المرضى إلى المستشفيات بشكل لافتٍ وخطير وكثيرون باتوا يتريّثون قبل التوجه إلى المستشفى أو حتى شراء الدواء من الصيدليات لعدم قدرتهم على ذلك، وأكّد أنّ ذلك ممكن من خلال تأمين التغطية الصحية اللازمة للمريض اللبناني ودعمه بشكل مباشر فيما يمكن للمريض الأجنبي دفع النفقات بشكل طبيعي، مع إسدال الستارة على التهريب والتجارة.

“الدولة في وادٍ والمريض في وادٍ والمستشفيات في وادٍ”، بهذه العبارة اختصر أبو شرف المشهد الصحّيّ اليوم الذي لا تلوح في أفقه أيّ حلول تُذكر. مشيراً إلى أنّ “الأمور تتفاقم منذ فترة وهذا القرار ليس وليد الساعة والواقع محزن جداً وباتت حالات الموت لعدم التمكن من تأمين ثمن العلاج أو دخول المستشفى حقيقة مُرّة في لبنان”.

إذاً، في حال لم تبادر الدولة ومسؤولوها إلى التدخل فوراً، فلا حلول لهذه الأزمة المستعصية وتداعياتها القاتلة على المواطن الذي يدفع وحده الثمن في كل مرة.

يبقى أنّ ما نشهده اليوم هو فصل من فصول انهيار القطاع الصحي مع جملة عوامل وضعت الرعاية الصحية في لبنان على مسار انحداري مستمر لا يبدو أنه سيتعافى منه قريباً وقد يسهل على البعض الموت بكرامة من شحذ الأموال لتسديد ثمن الدواء والاستشفاء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us