باسيل “وحده” يصدّق أنّه سيصبح رئيساً للجمهورية!


أخبار بارزة, خاص 30 كانون الثاني, 2023

العلاقات بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك لم تتعافَ بعد الهزة التي اعترتها الشهر الماضي إثر انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء.

كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

من استمع إلى إطلالة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل المتلفزة يوم أمس، أدرك أنّ الرجل معجب بنموذج الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي صار مألوفاً عنده أن يطلّ عبر شاشة التلفزة منفرداً ومن دون الحاجة إلى الجمهور أو إلى صحافية أو صحافي لمحاورته، كي يقول كلّ ما يريد قوله من دون مقاطعة أو فاصل إعلاني. حتى في الشكل، كانت إطلالة باسيل منسجمة مع خلفية إعجابه بنموذج السيّد فظهر مرتدياً الأسود الذي هو الزيّ الرسمي عند الشيعة في موسم عاشوراء، كما بانت آثار لحية في وجهه لكنها ما زالت في بدايتها.

أما في خلفية الصورة فبانت كلمة “لوحدنا” وتحتها شعار “التيار” وإلى جوارها العلمان اللبناني و”التياري.”

هذا في الشكل، أما في المضمون فبدا باسيل وكأنّه أراد أن يخاطب السيد من موقع يحاكي الندّ للندّ انطلاقاً من المظهر وصولاً إلى المضمون الذي على ما يبدو يخفي قصّة لم يرد رئيس “التيار” الكشف عنها. فما هي يا ترى؟

في أوّل ردود الفعل في الأوساط الإعلامية القريبة من “حزب الله” أنّ ما أعلنه باسيل “رح فكّر جدّياً بالترشّح لرئاسة الجمهورية”، له تفسير واحد عند هذه الأوساط وهو أنّ رئيس “التيار” هاله ظهور زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية الأسبوع الماضي في بكركي وإعلانه من هناك: “سأقبل بأن أكون رئيساً بالنصف زائداً واحداً، فجدّي وصل إلى الرئاسة بهذه الطريقة، وهذا ما ينصّ عليه الدستور، ولا يمكننا أن نستنسب في تطبيقه”. فهذه العبارات تتطابق مع موقف سبق وأعلنه النّائب علي حسن خليل المعاون السياسي للرئيس نبيه بري لجهة المضيّ في معركة إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا ولو بالنصف زائد واحد.

وكما يقال “لا دخان بلا نار”، شعر “التيار” أنّ المهلة التي منحها “حزب الله” لباسيل كي يبدّل موقفه الرافض لانتخاب فرنجية قد شارفت على الانتهاء. وفي هذا السياق، جاءت المعلومات التي وردت إعلامياً في أوساط “الممانعة” لتؤكّد أنّ ما صرّح به المعاون السياسي للرئيس بري لم يأتِ من فراغ. ففي الحوار الذي دار الاثنين الماضي بين النائب باسيل وموفدَيْ الحزب حسين خليل ووفيق صفا قال باسيل لهما: “خرجت من لقائي سماحة الأمين العام من دون أن ألمس أنّه يتمسك تماماً بسليمان فرنجية”. ردّ وفيق صفا: “كيف ذلك؟ أنا كنت حاضراً الجلسة. قال لك سماحة السيد أنّكما الاثنان مرشّحا الحزب. أنت وسليمان. قال أنّ انتخابك رئيساً غير وارد الآن ولم يعد من خيار سوى سليمان فرنجية. إذا كان سماحة السيد مؤدباً فلم يفرض ولم يطلب، فذلك لا يعني أنّك لم تلمس أنّه كان مؤدباً وقال أنّه يريد سليمان”. ثم قال حسين خليل لرئيس “التيار”: “أعطني اسماً، أسماء ترشحها”. فأجابه باسيل أنّه لا يزال يضع مواصفات و “من المؤكد أنّ المواصفات التي أضعها ستجاريني فيها.”

سأله خليل: “مَن تنطبق عليه هذه المواصفات. أعطني اسماء x أو y أو z نضعها قبالة سليمان فرنجية ونختار بعد ذلك”.

في تتمة هذا “الحوار الساخن” إعلان باسيل عزمه على الترشح لرئاسة الجمهورية بعدما دعا إلى “توافق على لائحة مصغرّة من الأسماء للاتفاق على واحد منها، أو أقلّه للتصويت عليها إذا تعذّر اختصارها باسم واحد.”

هل من تأثير لهذا “الاشتباك” اللفظي بين شريكَي “تفاهم مار مخايل” على الزيارة التي يعتزم “حزب الله” القيام بها لرئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون هذا الأسبوع وفق ما ذكرت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة للحزب، وذلك “في إطار التشاور الدائم معه ولا ربط لها بالملف الرئاسي” وفق ما ذكرت القناة؟

في مراجعة ما ورد في إطلالة باسيل بالأمس، يتبيّن أنّ العلاقات بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك لم تتعافَ بعد الهزة التي اعترتها الشهر الماضي إثر انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء. وكان لافتاً في هذا السياق قول باسيل أمس: “في ناس خايفة على التفاهم وأنا على رأسهم، وفي ناس عم تنفخ بالنار حتى الخلاف يكبر وينفجر، وناطرين ليشمتوا”… وخلص إلى القول: “يبدو ما اقتنعت معنا المقاومة إنّو يلّي بيحميها من الغدر هو التفاف كل الناس حولها مش بس بيئتها، هو المشروع مش بس الشخص، هو الدولة مش بس رئيسها”.

أغرب ما حاول اللجوء إليه باسيل لتغطية مطامحه الرئاسية التي افترق فيها عن “حزب الله” هو الاسترسال بشرح كلمة “لوحدنا” التي هي الابتكار الجديد لعبارة “ما خلونا”. هل من داعٍ لشرح كلمة “لوحدنا” كي يتبيّن أنّ باسيل “لوحده” يتخيّل أنّ لديه فرصة وراثة عمه الذي يعتبره الابن الذي لم تلده زوجته؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us