مانشستر يونايتد يعود إلى سكة الانتصارات: أوّل لقبٍ منذ ستّ سنوات


خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري

يعتبر عشاق الشياطين الحمر ناديهم أفضل نادٍ في العالم وذلك لعدد الألقاب التي حققها ناديهم منذ تأسيسه عام ١٨٦٨.
فنادي مانشستر يونايتد، وإن مرّ ببعض الفترات العجاف في تاريخه الحديث، إلا أنه معتاد على تحقيق الانتصارات منذ نشأته. وقد طبعت حقبتان، واحدة طويلة والأخرى قصيرة، تاريخ النادي الحديث في السنوات الـ ٥٥ الأخيرة. ففي عام ١٩٦٨، فاز مانشستر يونايتد بدوري أبطال أوروبا عشر سنوات بعد كارثة ميونيخ الجوية التي أودت يومها بحياة معظم لاعبي وإداريي الفريق. حينها، ظنّ مشجّعو الفريق العريق أن مرحلة البناء بدأت وأنّ اللقب الأوروبي الأبرز سيعبّد الطريق أمام سلسلة طويلة من الانتصارات، لكن حصل عكس ذلك تمامًا ودخل مانشستر يونايتد في نفق مظلم لم يبصر فيه النور إلا مع قدوم المدرب الداهية أليكس فيرغوسون. فعام ١٩٨٦ شهد وصول الاسكتلندي إلى أروقة نادي اليونايتد لتبدأ معه قصة انتصارات دامت لأكثر من عقدين ونصف. على أن فيرغوسون انتظر أربعة أعوام ليحقق أول لقب للنادي بعد الفوز بكأس انكلترا متبعًا إياه بلقب كأس الكؤوس عام ١٩٩١ ليحقق بعد موسمين في ١٩٩٣ أول لقب للدوري للشياطين منذ ١٩٦٧ لينتهي انتظار دام ٢٧ عامًا ويدخل بعدها اليونايتد جنة الألقاب على المستويين المحلي والأوروبي وحتى العالمي. ولكن كل شيء توقف مع رحيل فيرغوسون عن اليونايتد عام ٢٠١٣. فصاحب الـ ٧٢ عامًا لم يعد قادرًا على العطاء كما ذي قبل. أضف إلى أن الاسكتلندي عرف توقيت الرحيل، ذلك أن النادي وإدارته وعلى رأسها آل غلايزر الأميركيين ليست بصدد الاستثمار اللازم والكافي لمقارعة كبار إنكلترا وأوروبا، فرحل فيرغوسون ورحلت معه البهجة التي زرعها في قلوب مشجعي الشياطين الحمر. فالمان يونايتد قبل فيرغوسون شيء وبعده شيء آخر تمامًا. فالعشر سنوات الأخيرة لم تحمل في طياتها الأخبار المفرحة لليونايتد إلا في بعض المناسبات وبألقاب خجولة. فآخر لقب حققه الفريق كان منذ ست سنوات يوم أحرز الدوري الأوروبي تحت قيادة البرتغالي خوسيه مورينيو عام ٢٠١٧.
ولكن الوضع تبدل كليًا مع بداية الموسم الحالي ووصول مدرب آجاكس أمستردام السابق الهولندي إيريك تن هاغ. حاليًا، جميع مشجعي النادي يشعرون بأن الأمور سائرة نحو عودة اليونايتد إلى مكانه الطبيعي بين كبار أوروبا والعالم.
ولكن ماذا فعل هذا الهولندي ليعيد الأمل لجمهور كان قد فقد كل مقومات النصر والفرحة لدرجة أنه ثار على إدارة الفريق الأميركية مطالبًا إياها بالرحيل ومتهمًا إياها بالإهمال وبعدم أهليتها لقيادة نادٍ تاريخي كاليونايتد. على أن الأمور لم تسر كما يرام للفريق، فتعرض لهزيمتين متتاليتين، واحدة أمام برايتون والثانية كارثية يوم سقط سقوطًا عظيمًا أمام برنتفورد برباعية سجلت في الشوط الأول ليظن الجميع بأن درب الجلجلة مستمر لليونايتد وبأن مصير المدرب هو الخروج المبكر ومن أضيق الأبواب. لكن تن هاغ قلب المعادلة وبدأ بحصد الانتصار تلو الآخر. وما زاد من حلاوة الأمر أن أول انتصار للهولندي حصل أمام الغريم التقليدي للمان يونايتد نادي ليفربول. ومنذ ذلك اليوم، لم ينظر مانشستر يونايتد إلى الوراء، وها هو في المركز الثالث في ترتيب الدوري الإنكليزي وما زال يطارد المتصدر الآرسنال إضافة إلى تأهله إلى الدور الـ ١٦ من الدوري الأوروبي بعد إقصائه برشلونة الذي كان يعد أبرز المرشحين للفوز باللقب الأوروبي ليلاقي مواطن البارشا ريال بيتيس على أمل مواصلة المشوار وحصد اللقب. وبالحديث عن الألقاب، نجح اليونايتد أخيرًا في الفوز بلقب أول منذ ست سنوات بعد تمكنه من حصد كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة التي أصبحت تحمل اسم كأس كاراباو بعد الفوز على نادي نيوكاسل بثنائية سجلت في الشوط الأول لتحرم منافس اليونايتد من تحقيق أول لقب له منذ عام ١٩٦٩. وإن كان نيوكاسل في طور بناء فريق جيد بعد استلام السعوديين للفريق في بداية الموسم الحالي للدوري الإنكليزي، فإن اليونايتد يبدو سائرًا نحو استعادة الأمجاد وإن كان لقب كأس كاراباو لا يلبي طموحات النادي العريق ولكنه يمكن أن يكون بمثابة حجر زاوية نحو مسيرة ناجحة طويلة الأمد.
ولكن، ما هي أبرز العناصر التي مكنت الهولندي تن هاغ من إرساء عقلية الفوز بعد فترة صعبة في أروقة النادي الإنكليزي؟
أولًا: فرض هيبته في غرفة الملابس. فحتى أحد أبرز اللاعبين في العقدين الأخيرين البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يسلم من تن هاغ إذ أوصل له المدرب رسالة مفادها أنه: “أنت نجم ولكن عليك أن تلتزم بتعليماتي”. وما إن خالف رونالدو تلك التعليمات حتى وجد نفسه خارج أروقة النادي منتقلًا إلى السعودية ليعيش تجربة جديدة مع النصر السعودي.
ثانيًا: سياسة انتقالات حكيمة من خلال استقدام من يلزم وإبقاء من يفيد والاستغناء عن غير المجدي للفريق.
ثالثًا: بناء أعمدة للفريق في كل مركز. فالحراسة بقيت عهدتها بين يدي الحارس الإسباني الأمين دافيد دي خيا بينما وجد اليونايتد ضالته في خط الدفاع مع كل من الفرنسي رافايل فاران والأرجنتيني ليزاندرو مارتينيز. أما الوسط فبقيت مسؤولياته بين يدي البرتغالي برونو فرنانديز الذي ضبط إيقاع الفريق منذ وصوله إليه قبل ثلاث سنوات. أما الإنجاز الأبرز لتن هاغ فكان تحويل مهاجم الفريق ماركوس راشفورد إلى ماكينة لتسجيل الأهداف. فالدولي الإنكليزي يزور معظم شباك الفرق التي يقابلها منذ بداية العام ولا أحد يستطيع منعه من ذلك.
فهل من أحد سيستطيع منع تن هاغ من استعادة أمجاد اليونايتد؟ المواسم المقبلة ستكون شاهدة على ذلك.

 

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us