تقارير أوروبية حذرت المنظومة: الانهيار على بُعد أسابيع!


أخبار بارزة, خاص 29 آذار, 2023

تحذيرات خطيرة مرّت مرور الكرام أمام أهل السلطة، التي عملت على إلهاء اللبنانيين بإنجاز جديد لها سُميّ بـ “توقيت بري – ميقاتي” كاد أن يشعل حرباً طائفية، لولا العودة عن الخطأ الذي أنقذ الوضع، قبل انعطافه نحو دروب وعرة لا تحمد عقباها.

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

بالتزامن مع نوم المنظومة الحاكمة في سبات عميق، وغياب كليّ عن السمع، حذر صندوق النقد الدولي قبل أيام من وضع خطير للغاية في لبنان، بعد مرور عام على التزامه بإصلاحات فشل في تطبيقها، وحثّ الحكومة اللبنانية على التوقف عن الاقتراض من البنك المركزي. داعياً إياها إلى الإسراع بتنفيذ شروط الصندوق، للحصول على حزمة إنقاذ بثلاثة مليارات دولار.

هذا التحذير مرّ مرور الكرام أمام أهل السلطة، التي عملت على إلهاء اللبنانيين بإنجاز جديد لها سُميّ بـ ” توقيت بري – ميقاتي” كاد أن يشعل حرباً طائفية، لولا العودة عن الخطأ الذي أنقذ الوضع، قبل انعطافه نحو دروب وعرة لا تحمد عقباها. على الرغم من أنّ البلد يسير وفق مقولة “ما تهزّو واقف على الشوار”، وأكثر من يعرف ذلك هم الحكام الذين تلقوا تقارير غربية وتحديداً أوروبية، وفق ما نقل وزير سابق تولّى حقيبة سيادية لموقع “هنا لبنان” قائلاً: “هذه التقارير وصلت قبل أيام إلى مسؤولين كبار في الدولة عبر سفراء غربيين، تؤكد أنّ السقوط بات واقعاً، وكأنه النداء الاخير قبل وقوع الهيكل بمَن فيه خلال أسابيع، مع ضرورة تدارك الأمر، بالتعاون مع كل الأفرقاء السياسيين والأحزاب للمساهمة في ضبط أوضاع البلد، لأن ما يجري فاق كل التوقعات، إذ لم يشهد أي بلد كل تلك الصور القاتمة المخيّمة عليه، مع تراكم الأزمات المعيشية والمالية والاقتصادية والسياسية، وبروز فريقين لا يجتمعان على أي ملف، حتى على حبهما للوطن الواحد، الأمر الذي جعل التلاقي بعيد المدى وصعب التحقيق.

هذه التحذيرات أطلقت العنان للمخاوف المرتقبة، خصوصاً أنّ الخطط الاقتصادية غائبة، والإصلاحات التي وعدوا بها باتت سراباً و”أضحوكة” تترافق دائماً مع كلام عالي النبرة، ينقله الموفدون الغربيون خلال زياراتهم إلى لبنان، وشرحهم الواقع الصعب الذي نعيشه، ومعرفتهم به أكثر بكثير من المنظومة الحاكمة التي لا تشعر بأنين شعبها.

وبالتزامن مع الانهيارات اليومية التي يعيشها لبنان واللبنانيون، عادت التقارير الأمنية لتحذر بدورها من مرحلة صعبة مرتقبة، تتلاقى مع مخاوف داخلية من حدوث شيء ما قيد التحضير قد يُحدث تغييراً، لذا تنتشر المخاوف من بلبلة وتحرّكات لإحداث تصعيد قد يتطوّر إلى ما هو أكبر من ذلك، أي فوضى عارمة على وقع اشتعال الشارع بالتظاهرات والاعتصامات، وعلى مستوى صاخب لأنّ الأوضاع المالية والمعيشية لم تعد تحتمل، بالتزامن مع عمليات السرقة والنهب، التي تجري يومياً في مناطق عدة في لبنان، خصوصاً في العاصمة بيروت ومناطق المتن الشمالي، التي تتعرّض لحملة سرقات في وضح النهار، بحسب ما نقل بعض قاطنيها.

إلى ذلك، حملت التقارير اللوم الشديد إلى المسؤولين، بسبب سياسة اللامبالاة التي يبدونها، إذ يُدبّر المسؤولون أمور المواطنين بالتي هي أحسن أو “بالموجود جود”، فيما تتفاقم الأزمات من مواصلة تحليق الدولار، مع تداعياته المخيفة على المواد الغذائية والمحروقات والأدوية والقطاع الطبي والاستشفائي، من دون أن يكترث المسؤولون للاستحقاقات الهامة، التي من شأنها تخفيف وطأة الاحتقان في حال وُجدت لها الحلول.

من هنا يؤكد المشهد المرتقب، بأنّ النهايات تكون مؤلمة عادة لوطن تحمّل شعبه كل المآسي والانهيارات، بسبب فساد مسؤوليه، لكنها تتطلب توحيد كلمة الشعب لأنه يستطيع فعل العجائب، في حال توحّد على المطالب المحقة، وإنهاء حقبة من الفساد والسرقات التي أوصلت لبنان إلى ما هو فيه اليوم، لكن هذا يتطلّب شرط تقارب مواقفهم وليس تشتّتها، لأنّ الوجع يطوقهم والآتي أعظم، والمطلوب أولاً تناسي الطائفية والمناطقية والولاء المطلق للزعيم، وإبعاد الطابور الخامس المرسل من قبل البعض لـ “خربطة” الانتفاضة الشعبية وإلغائها، والتنسيق الدائم والوعي والتيقظ ضد المترّبصين، وإلا ستكون نهاية لبنان وشيكة، والمطلوب إنتفاضة ثورية في كل شوارع لبنان، تجمع كل الطوائف والمذاهب لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us