باسيل بيضة في سلّة السيّد


أخبار بارزة, خاص 15 أيار, 2023
باسيل

السؤال المحيّر منذ قديم الزمان هو: أيّهما أولاً: البيضة أم الدجاجة؟ أما اليوم فليس هناك من سؤال عمّا إذا كان باسيل سيلتحق بالمعارضة أم لا، والسبب أنّ الأخير هو مجرد بيضة في سلة السيد.


كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

أكثر ما يثير الغرابة في زمن الأزمات اللبنانية، أن يتصرف رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على أساس أنّه “بيضة القبان” في استحقاق الإنتخابات الرئاسية العالق في شباك تعطيل جماعة الممانعة منذ اكثر من سبعة أشهر. فهل، فعلاً يحتلّ باسيل هذا الموقع؟

لا بدّ أوّلاً، من التوضيح أنّ القبان، هو نوع من الموازين، أما البيضة في هذا النوع، هي تلك الكتلة المعدنية التي تتوسط كفتيّ الميزان فتتحكم بدقته.

بالنسبة إلى ما سبق، لا يبدو أنّ حامل صولجان “التيار” المتحدّر من مصاهرة الرئيس ميشال عون، هو في موقع “بيضة القبان” بالمعنى المجازي. وإنّما، هو في دقة متناهية، بيضة في سلة الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله. ولأنّ باسيل كذلك، هو مجرد مادة معدّة للاستخدام للطعام على مائدة صاحب السلّة، سواء، أكان مسلوقاً أو مقليًا أو في طبق عجة. ولمن يريد دليلاً، عليه مراجعة تاريخ هذا الوريث العوني الذي قال يوماً، إنّه عندما كان يتطلع إلى السيّد يشعر بالرهبة التي يثيرها مشهد القداسة.

في الشهور الأخيرة، منذ أن بدأ الشغور الرئاسي في الأوّل من تشرين الثاني الماضي، تحركت البيضة الباسيلية في سلّة السيد، لكي تقول إنّها تريد أن تكون في الموقع المميز في طبقة العجة التي يريد السيد إعداده في مأدبة الاستحقاق الرئاسي. وأبدت هذه البيضة، احتجاجاً عالي النبرة في أكثر من مناسبة، اعتراضاً على قرار السيّد أن تكون هناك بيضة أخرى في سلة السيّد تحظى برعاية أفضل، هي بيضة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وذلك من خلال قيام السيد بتلوينها لكي تكون بيضة فصح الرئاسة الأولى المرتقبة، بينما تصرف صاحب السلّة ولا يزال على أساس أنّ البيضة الباسيلية هي معدّة فقط للكسر، ما أثار احتجاج الأخيرة ولا يزال.

آخر المعلومات، يفيد أنّ مسؤولاً في “حزب الله” هو على الأرجح الحاج وفيق صفا، يتحضّر لزيارة باسيل كي يعيد الصفاء إلى العلاقات بين الحزب و”التيار” كما كان الحال منذ أن عاد مؤسس التيار الجنرال ميشال عون إلى الوطن عام 2005 من منفاه الباريسي مسبوقاً برضا السيد. وهذا يعني أنّ هناك قراراً لدى الحزب أن يعيد صفا الصفاء بين الجانبين. وهنا، لن يكون مهمّاً موقف باسيل إزاء موقف السيّد. وهذا ما سيظهر على وجه الوريث العوني عندما يأتيه رسول السيد.

تصرّف باسيل في الآونة الأخيرة، على أساس أنّه قادر على تغيير معادلة “فرنجية أو لا أحد”، من خلال الطلب إلى الحزب التخلّي عن ترشيح زعيم “المردة” والذهاب إلى مرشح آخر يحظى رئيس “التيار” بامتياز اختياره، كي يكون على خطا الرئيس السابق ميشال عون فيقيم في قصر بعبدا ظاهرياً لكنّه يعيش في الضاحية عملياً.

إلّا أنّ حساب الحقل الباسيلي لم يطابق حقل نصرالله. فكان أن رسم الأخير في إطلالته الأخيرة خريطة طريق تتضمّن بقاء فرنجية مرشحاً إلى ما شاء الحزب، وأن يبقى الفراغ الرئاسي إلى ما شاء السيد حتى ولو نبت العشب على مدخل القصر الرئاسي. أمّا حصة باسيل فستكون أنّ فرنجية لن يدخل قريباً إلى القصر، لكن في المقابل يقول السيّد عملياً أنّ أحداً غير فرنجية لن يدخل القصر.

هل سيعترض ساكن ميرنا الشالوحي على هذه الخريطة؟ إطلاقاً لن يفعل ذلك، لا بل أنّه بدأ يعدّ العدّة لكي يقدمّ فروض الطاعة للسيد من خلال التنصّل من أيّ ارتباط بالمعارضة الواسعة لهيمنة حارة حريك على الاستحقاق الرئاسي، سواء من خلال محاولة إيصال خريج 8 آذار إلى قصر بعبدا، أو من خلال فرض الشلل على الاستحقاق الرئاسي طالما أنّ حظوظ هذا الخريج معدومة. من هنا، رفض باسيل ما عرضته عليه المعارضة كي يسير في ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور كي يكون خيار المعارضة الموحد مقابل خيار الممانعة المتمثل بفرنجية. أما الذريعة التي برّر بها باسيل الرفض لخيار أزعور، أنّه لن يسير في أيّ مرشح لا يحظى بموافقة السيد!

لكن، ماذا لو قرر السيد ألّا يسير بأيّ مرشح غير فرنجية؟ جواب باسيل الذي صار واضحاً منذ خروج عمّه من قصر بعبدا، أنّ “عين” “التيار” لا تعلو على “حاجب” السيد.

السؤال المحيّر منذ قديم الزمان هو: أيّهما أولاً: البيضة أم الدجاجة؟ أما اليوم فليس هناك من سؤال عمّا إذا كان باسيل سيلتحق بالمعارضة أم لا، والسبب أنّ الأخير هو مجرد بيضة في سلّة السيّد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us