الدولة في غيبوبة طويلة.. وشركات التأمين الصحّي للمقتدرين فقط!


أخبار بارزة, خاص 29 آب, 2023

نحو 35% من اللبنانيين لم يعد لديهم أيّ تغطية صحيّة مع انعدام تقديمات الضمان الاجتماعي، وارتفاع كلفة الطبابة في مستشفيات لبنان الخاصة


كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

الصحة أغلى من الذهب، هي مقولة لا تنطبق على لبنان، فكلفة الاستشفاء أغلى من الذهب أمّا صحة المواطن اللبناني فرخيصة جدًّا. في ظلّ شلل مؤسّسة الضمان الاجتماعي التي كانت “أيّام العزّ” مرفقاً أساسياً يستفيد منه عدد كبير من المواطنين، بات حقّ اللبناني بالاستشفاء معدوماً. ومن لا يزال مضموناً، أصبح مضطّراً على تغطية حوالي 80% من الفاتورة الاستشفائيّة.

وبين الضمان والتأمين الصحّي الخاص هوّة كبيرة يدفع ثمنها من لا يقدر على تحمّل كلّ هذا العبء المادي. فإمّا الموت عند مدخل الطوارئ أو التأمين الصحي الخاص بالفريش دولار؟!

 

كلفة التأمين الخاص “موجعة” لكن لا حلّ آخر…

في جولة لموقع “هنا لبنان” على الشارع اللبناني، أوضحت بيرلا أنّ على الرغم من مدخولها الشهري المحدود، إلّا أنّها ملزمة على تأمين والديها في شركة تأمين خاصة بسبب انعدام الضمان الاجتماعي، خاصة وأنّ والديها في عمر الستينات والسبعينات ويعانيان من مشاكل في الشرايين والقلب، وتقول: “أفضّل أن أدفع المبالغ المتوجّبة رغم قساوتها على أن يموت والديّ بسبب عدم تحملّ الدولة واجباتها في تأمين ضمان صحيّ في شيخوختهما!”.

الأمر نفسه يرويه جاد، الذي اضطر منذ فترة إلى إجراء عمليّة جراحيّة مفاجئة، فاستدانت عائلته مبلغاً بالفريش دولار من أحد الأقرباء لدفع فاتورة المستشفى وأجرة الطبيب المعالج في ظل غياب أي تأمين صحيّ له.

أمّا رواد، الذي لا يستطيع أن يؤمّن على صحّة زوجته وأطفاله، فاستسلم للواقع المزري بسبب مدخوله المتدنّي وعبّر عن أسفه للوضع الذي وصلنا إليه وللإذلال الذي يتعرّض له اللبنانييون في هذا البلد.

 

شركات التأمين الخاص للمقتدرين فقط!

وفي السياق أوضح الخبير في مجال التأمين الصحّي وبيع بواليص التأمين روجيه شرفان لـ “هنا لبنان”، أنّ الضمان الاجتماعي منذ بدء الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة لم يعد يغطّي حتى ربع الكلفة الاستشفائيّة فمثلاً إذا بلغت كلفة المسشتفى 2000 دولار يدفع الضمان الاجتماعي حوالى 80 دولاراً منها فقط. هذا الشلل الكبير، فرض على المواطن أن يدفع لشركة تأمين اشتراكاً سنوياً كاملاً بالفريش دولار ليحصل على التغطية المطلوبة. وشدّد شرفان على أنّ المستشفيات لا يمكنها أن تستمرّ من دون تغطية شركات التأمين التي تقوم بتسديد الفواتير بالفريش دولار.

وأضاف: “التأمين الصحي الخاص أصبح ضرورياً في لبنان في ظل الانهيار المالي الذي نخر في القطاع الصحي وسط تراجع خدمات التأمين في القطاع العام. بطبيعة الحال، ارتفع الطلب على بواليص التأمين التابعة لشركات خاصة باعتبارها البديل الوحيد عن الضمان الاجتماعي.”

وأوضح شرفان أنّ نحو 35% من اللبنانيين لم يعد لديهم أيّة تغطية صحيّة مع انعدام تقديمات الضمان الاجتماعي، وارتفاع كلفة الطبابة في مستشفيات لبنان الخاصة. فالزيادة التي أقرّها مؤخّراً الضمان الاجتماعي لا تغطي من فاتورة الاستشفاء سوى 4%، بينما تغطي الشركات الضامنة القيمة المتبقيّة.

وأشار شرفان إلى أنّ 5% فقط من اللبنانيين يدفعون كلفة استشفائهم على نفقتهم الخاصة، وطبعاً بالدولار الفريش، في المقابل تغطي شركات التأمين 85% من الحالات الاستشفائيّة وتبقى نسبة 10% تغطيها الجمعيّات الخيريّة المختلفة.

وختم شرفان حديثه بفسحة أمل لكلّ الراغبين في التأمين الصحي الخاص، بأنّ شركات تأمين عديدة سمحت بتقسيط البواليص لفترة تصل إلى 6 أو 7 أقساط شهريّة ما يريح المؤمّن من عبء دفع مبالغ قد تفوق 3000$ سنوياً في بعض الحالات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us